أهالى الصيادين يوجهون أموال الفدية للفقراء

نشبت بعض الخلافات بين أهالى الصيادين حول أسلوب التعامل وكيفية التصرف مع مبلغ الفدية التى كان سيتم تقديمها للقراصنة الصوماليين قبل هروب الصيادين من قبضتهم الجمعة 14 أغسطس ،خاصة بعد وصول المبلغ إلى حوالى 70 ألف جنيه.

مازال القلق مستمرا بقرية برج البرلس بكفر الشيخ حول أسلوب صرف أموال الفدية التى تم جمعها، فى ظل المقترحات التى تقدم بها البعض أن يتم صرف أموال الفدية على إقامة السرادقات والحفلات والموائد احتفاءً بعودة الصيادين سالمين إلى مصر.

واجتمع الأهالى مع عبد ربه الجزايرلى شيخ الصيادين بالبرلس لمناقشة كيفية توزيع أموال التبرعات خاصة بعد إنهاء أزمة الـ 36 صيادا الذين كانوا على متن مركبى الصيد ممتاز 1 و أحمد سمارة، واتفق الأهالى مع شيخ الصيادين على إنفاق هذه التبرعات الموجودة لدى جمعية كفر قدرة الخيرية ببرج البرلس على إقامة حفلة لاستقبال الصيادين و تأجير أتوبيسات لنقل الصيادين و ذويهم، و دفع 2000 جنيه مساعدة لكل أسرة من أسر الصيادين وهم 16 أسرة فى كفر الشيخ.

كما طالب الأهالى رئيس الجمعية بتوجيه باقى الأموال لشراء حضانات للأطفال المولودين حديثا، حيث تفتقر قرية برج البرلس لوجود حضانات للأطفال، مما يكلف أسر البرلس التوجه إلى الحضانات الخاصة خارج القرية التى تكلف 200 جنيه لبقاء الطفل لمدة يوم واحد فى الحضانة.

و أكدت والدة الصياد العائد من الصومال معاذ عبد الرحمن، أن الأهالى على استعداد للقيام بحملة تبرعات أخرى لصالح أبناء قرية برج البرلس المحرومة من الخدمات.

على الجانب الآخر، لاقت فكرة توزيع الأموال رفضا من قلة من أهالى القرية مثل الأسمر عمارة، على اعتبار أن هذه الأموال تم جمعها من أجل إعادة الصيادين المختطفين و ليس لأعمال أخرى، رافضا توزيع أى أموال من المبلغ إلا بتوجيهها لكل أسرة من أسر الصيادين مباشرة.

وقال عبد ربه الجزايرلى شيخ الصيادين فى البرلس و رئيس مجلس إدارة جمعية كفر قدرة الخيرية بالبرلس، إن هذه الأموال هى تبرعات قدمها الأهالى لوجه الله و يمكن إنفاقها بعد موافقة مجلس إدارة الجمعية فى أوجه الخير الخاصة بالصيادين فى البرلس.

أما فى دمياط، نفى المهندس أحمد عماشة رئيس رابطة الصيادين بعزبة البرج وجود أى خلافات بين أهالى الصيادين بعزبة البرج حول أسلوب إنفاق أموال الفدية.. وقال إنه سيتم توزيع مبلغ الفدية الذى تم جمعه على حساب البنك الأهلى بكفر الشيخ و الذى يبلغ قيمته حوالى 70 ألف جنيه على جميع الصيادين العائدين من الصومال بالتساوى بينهم وذلك لتحسين أحوالهم بعد توقفهم عن العمل ما يقرب من 5 أشهر، خاصة أن عودتهم تزامنت مع حلول شهر رمضان المبارك و أن أسرهم فى احتياج لهذا المبلغ لشراء مستلزمات الشهر الفضيل.

من جهة أخرى تم إيقاف المكالمات الهاتفية التى يجريها الصيادين بأهاليهم، خاصة بعد إجراء العديد من الاتصالات الهاتفية فى وقت سابق للتأكيد على جميع أسرهم بالدقهلية ودمياط و قرية برج البرلس وسيدى سالم بكفر الشيخ أنهم جميعا بحالة مطمئنه، وأنهم متجهين إلى ميناء السويس، ومن المقرر وصولهم فجر غدا الأحد.

وعمت مظاهر الفرحة والبهجة جميع شوارع البرلس التى تزينت باستقبال أبنائها العائدين بعد غياب استمر خمسة أشهر قضوها فى محبسهم تحت وطأة أعمال القرصنة والعنف على يد القراصنة الصوماليين، وقالت والدتا الصيادين محمود غالى ومعاذ عبد الرحمن: فقدنا الأمل فى إجراء الاتصالات الهاتفية مع أبنائنا الصيادين، لكننا لا نملك إلا الدعاء لهم أن يعودوا بالسلامة إلى أرض الوطن..

ومن جانبه قال بكرى أبو الحسن شيخ ونقيب الصيادين بالسويس، إن الصيادين المصريين العائدين من الصومال سوف يصلون إلى ميناء الأتكه بالسويس غدا الأحد، بسبب بطء سير المركبين اللتين لم يتم صيانتهما منذ خطفهما فى الصومال، وبسبب التيارات البحرية الشديدة التى واجهت المركبين، بالإضافة إلى ارتفاع الأمواج. مضيفا أن اللواء محمد سيف الدين جلال محافظ السويس سيقيم احتفال شعبى كبير لاستقبال الصيادين بالميناء، كما سيتم استقبال أهالى الصيادين بالسويس وتوفير كافة متطلباتهم.