◄لماذا اختار أمين لجنة السياسات توقيت إجراء الحوار الإلكترونى مع الشباب فى نفس توقيت زيارة الرئيس لأمريكا? ومن المسئول عن كل هذا الشو الإعلامى الذى صاحب الحوار وغطى على استعدادات الرئيس لزيارة البيت الأبيض؟
◄اختيار جمال إجراء حوار على الطريقة الأمريكانى مع الشباب فى نفس توقيت زيارة الرئيس مبارك إلى واشنطن هل يعنى أنه كان يريد أن يسبق والده بخطوة إلى قلوب من هم فى البيت الأبيض؟
◄قيادات الوطنى اختفوا تماماً بعد حوار أمين لجنة السياسات ولم يظهروا كما هى العادة ليحللوا كلماته أو يكتبوا عن عظمة تجربته
سواء كنت تحب جمال مبارك وترى فيه أمل مصر، أو تكرهه وترى فيه مجرد امتداد لنظام حاكم قرر أن يعيد مصر إلى عصر المملكة، سواء كنت ترى فى جمال مبارك رمزا للتغيير أو ترى فيه تكريسا لسلطة حاكمة فشلت فى أن تأخذ بيد البلد للأمام، سواء كنت من معسكر هؤلاء الذين يرون الرئاسة حقا أصيلا لجمال مبارك، أو معسكر التانيين الذين يعتبرون جمال مبارك مغتصبا جاء على حصان النظام الحاكم الأسود فى أسود ليخطف البلد لحسابه، سواء كنت من أهل التهليل للتوريث أو أهل التظاهر والهتاف ضده.. أنت مضطر للاعتراف بأن جمال مبارك نجح فى أن يضع نفسه فى منتصف خشبة المسرح تحت بؤرة الضوء تماما، ويصعد باسمه إلى أعلى منطقة فى أفيش الحياة السياسية المصرية، أنا معك أن الإعلام الحكومى كان له دور كبير فى ذلك، ولكن الصحف المستقلة والمعارضة كانت أيضا تنشر وتكتب عن جمال مبارك أكثر من السطور التى كانت تذكر اسمه فى الأهرام والأخبار والجمهورية، أنت مضطر أيضا أن تفتح مخك قليلا وتكف عن طرح ذلك السؤال الذى يشغل حيزا كبيرا من المعركة الدائرة حول جمال مبارك دون أن يكون له أى معنى، وهو السؤال المتعلق بأى صفة يقوم جمال مبارك بتحركاته داخل البلد وبين المسئولين؟ وأى صفة يستخدمها للكلام مع الوزراء أو وعد الناس بحل مشاكلهم؟ هذا السؤال تضخم وانتشر وشغل الناس عن كل ما هو رئيسى، رغم أن أهل المعارضة يسألون السؤال وهم يعرفون الإجابة التى قد تريحهم تماما وهى أن الصفة التى يتحرك بها جمال مبارك هى «نجل الرئيس» فى بلد لا كلمة فيه تعلو على كلمة الرئيس، ومع ذلك هناك إجابة أخرى قد تبدو منطقية جدا وهى أن جمال مبارك أمين لجنة السياسات فى الحزب الحاكم، بل وهو الرجل القوى فى الحزب أيضا، والحكومة التى يقودها نظيف تابعة لهذا الحزب وتنفذ سياساته، وبالتالى يصبح من الطبيعى جدا أن يناقش جمال مبارك الوزراء، صحيح أنه يبدو فى نقاشه معهم وكأنه الآمر الناهى ولكن يمكنك أن تتغاضى عن هذا الجزء إذا اعتبرت أن شخصية وزرائنا ضعيفة، وعلى نفس المنوال من حق الحزب الوطنى أن يعلو بنجم جمال مبارك على حساب كافة قياداته إذا اعتبرنا أن جمال مبارك هو مرشحه القادم لرئاسة الجمهورية.. ولكن هذا كله لا ينفى الصفة الأهم فى الموضوع وأن جمال مبارك فى النهاية هو نجل الرئيس.. رئيس الجمهورية، ورئيس الحزب، ورئيس كل حاجة!
أيضا دعنا لا ننكر على الرجل نشاطه وجهده المتواصل فى الفترة الأخيرة لدرجة أنه تفوق على الوزراء مجتمعين.. دعنا لا ننكر جهده فى تسويق نفسه، ولا ننكر أيضا أن كل هذه اللقاءات تم تجنيد أجهزة الدولة كلها لخدمتها، وكما اعترفنا بجهده ونشاطه لابد أن نعترف أيضا أن كل هذه اللقاءات والزيارات لا تعبر أبدا عن حقيقة شعبية جمال مبارك، ولا تعبر أبدا عن تواصل حقيقى بين شخص يتطلع قدما لرأس السلطة وجمهور الشعب، لأن الالتحام الحقيقى بالجماهير لا يعنى أن يتم إغلاق طرق بأكلمها، واختيار طلاب وتدريبهم وتحفيظهم طريقة الكلام مع الأستاذ جمال مبارك، الالتحام الحقيقى بالجماهير لا يعنى أن تختفى الأسئلة التى تشغل بال الشارع من صفحة الأسئلة التى جاءت لجمال مبارك فى «منتدى شارك» على الإنترنت يوم الأربعاء الماضى، فلا يعقل أن يطلب جمال مبارك حوارا مباشرا وصريحا مع جموع الشباب ويرفض الإجابة على الأسئلة الأهم فى الشارع المصرى..عن التوريث، وطبيعة وجوده فى السلطة، وكيف سيواجه الفساد؟ والإخوان المسلمين، ولماذا لا تحظى أى شخصية أخرى بمثل الاهتمام الذى يحظى به فى وسائل إعلام الدولة؟.
كان لابد أن يستمع جمال مبارك إلى هذه الأسئلة إن كان يريد أن يصل للشارع، كان لابد أن يجيب عنها ويناقشها ولا يختار من يسألونه بعد إجراءات أمنية، كان يجب عليه أن ينظر حوله إلى الرجال الذين يعملون ضمن فريقه ليكتشف أنهم كانوا أول من انتقد هذا الحوار المزعوم مع الشباب، كانوا أول من سخروا منه وتجاهلوه، فلم يخرج أحد منهم كما اعتدنا أن يفعلوا عقب كل لقاء جماهيرى أو إعلامى للسيد جمال مبارك كى يباركوا ويصدقوا ويحللوا نظرياته الفظيعة، لم نر الدكتور على الدين هلال مهتما بالتعليق على حوار جمال مبارك مع الشباب رغم أنه أمين الإعلام فى الحزب الوطنى، ولم يسارع الدكتور مصطفى الفقى بالكتابة والتحليل وإظهار مناطق القوة والعظمة فى ردود جمال مبارك كما فعل من قبل، بل إن الكثير من المراقبين نقلوا عن الكثير من قيادات الحزب الوطنى استياءهم الشديد من حوار جمال مبارك الإلكترونى مع الشباب، خاصة فيما يتعلق بتوقيته الذى جاء متزامنا مع رحلة الرئيس مبارك لواشنطن بعد غياب دام سنوات طويلة، على اعتبار أن الشو الإعلامى الذى صاحب حوار جمال مبارك الإلكترونى غطى بشكل كبير على تفاصيل زيارة الرئيس المهمة لواشنطن، وكان ذلك واضحا فى الصحف القومية التى سخرت نفسها للإشادة بتجربة أمين لجنة السياسات وردود الفعل عليها، والتليفزيون المصرى الذى غفل تماما عن التمهيد لزيارة الرئيس لواشنطن لصالح ترتيبات إعلامية منحت حوار جمال مبارك مع الشباب حجما أكبر من حجمه، حتى أن الموقع الرسمى للحزب الوطنى طغت عليه أخبار جمال مبارك وحواره أكثر من أخبار استعدادات الرئيس لزيارة واشنطن، فى شكل ظهر فيه الجميع كأنهم يسعون لإرضاء جمال مبارك على حساب الرئيس نفسه، اختيار توقيت حوار جمال مبارك الدعائى وما صحبه من شو إعلامى غطى على زيارة الرئيس لأمريكا إما أنه نتج عن حالة من العشوائية وسوء التخطيط فى مؤسسات الدولة كما اعتدنا، أو أن نجل الرئيس أراد أن يسبق والده إلى واشنطن بحوار إلكترونى مع الشباب على الطريقة الإلكترونية، أو أن الأمر يتعلق بخبثاء يلعبون فى المنطقة العليا ويؤكدون باختيارهم هذا أن هناك الآن من يسلم بأن جمال مبارك هو الرئيس القادم فلابد من إرضائه بأى شكل حتى لو كان ذلك على حساب الوالد، أو أن البلد أصبحت منقسمة إلى قسمين الأول قسم جمال مبارك الذى أصبح يحظى بدعم وترويج على صفحات الصحف القومية وشاشة التليفزيون المصرى أكثر مما يحظى به الرئيس نفسه فى الفترة الأخيرة، ولعل هذا الاهتمام غير العادى بحوار جمال مبارك مع الشباب على حساب زيارة الرئيس المهمة لواشنطن يكشف هذا الانقسام بوضوح، ويكشف أيضا أن هناك فى السلطة من يعلم جيدا حقيقة وضع جمال مبارك فى الشارع ويسعى لتسويقه وإقناع الناس به بأى طريقة حتى لو كان ذلك من خلال تنظيم ساذج لحوار على الإنترنت، أو باهتمام إعلامى يفوق الاهتمام بتحركات الرئيس، وبالتالى كان أولى بالأستاذ جمال مبارك أن يوفر على نفسه وعلينا وعلى الدولة تعب وتكاليف تحركاته وذهب إلى موقع اليوتيوب ليشاهد صورته على الطبيعة فى سينما الناس، ليشاهد بالصوت والصورة كيف يفكر فيه الناس؟ وكيف يرونه؟،وإذا كانت آخر التوقعات التى ذكرتها صحف أمريكية عن شعبية جمال مبارك فى مصر قد أكدت أن شعبيته لا تتعدى نسبة الـ30%، فإن ما حدث فى الحوار الأخير ساهم فى تراجعها بنسبة تفوق الـ25% طبقا لما ذكرته نفس الصحف أثناء متابعتها للحوار الذى أداره جمال مبارك إلكترونيا فى الأسبوع الماضى، وأكدت ذلك تعليقات وتحليلات أغلب المثقفين والمراقبين والناشطين السياسيين فى مصر.. وهو الأمر الذى يمكن أن يصبح واضحا بشدة للسيد جمال مبارك إذا جلس إلى أقرب كومبيوتر ويفتح موقع اليوتيوب، ويتابع المعركة الدائرة حول شخصه بين أنصاره ومعارضيه، وطالما أن جمال مبارك قد اختار بنفسه أن يضع نفسه فى«وش المدفع» حينما قرر أن يضع الناس أمامه ليخطب فيهم ويمهد لهم قدومه رئيسا.. فمن الطبيعى أن يضع الناس على اختلاف توجهاتهم جمال مبارك فى دماغهم، وظهر ذلك واضحا فى تلك المشاهد التى صنعها الجمهور ليعبر بها عن الرأى الحقيقى للناس فى جمال مبارك من خلال مقاطع فيديو بعضها صنع خصيصا وتكلف مبالغ مادية ليست بالقليلة وبعضها عبارة عن تجميعات صور ورسائل رغب الشباب فى أن تصل لجمال مبارك دون رقيب، هذا بخلاف عدد كبير من الأغانى التى تم تأليفها وتلحينها خصيصا من أجل نجل الرئيس بعضها ضده وبعضها يرفع شأنه إلى السماء فتعالوا نشوف كيف ظهر جمال مبارك فى سينما الناس.
لا يمكن أن نبدأ بفيديو آخر غير هذا الفيديو الذى يحتفل فيه جمال مبارك بخصخصة الهرم الأكبر، ينتمى مقطع الفيديو هذا إلى نوعية التسجيلات المصنوعة، أى التى صنعها شباب المعارضة خصيصا من أجل نجل الرئيس فى دليل على غلاوته ومعزته لدى هذا الشاب الذى بذل جهدا غير عادى فى صناعة عدة دقائق تليفزيونية مستخدما الجرافيك والـ«3d» فى صناعة مقطع فيديو يظهر فيها جمال مبارك الرئيس وهو يحتفل بالانطلاقة العاشرة لمصر نحو المستقبل فى عهده.
يبدأ مقطع الفيديو بإعلان يوضح أن التليفزيون المصرى سينقل المؤتمر السنوى للحزب الوطنى الديمقراطى الذى يحمل عنوان: «مصر جمال مبارك.. الإنطلاقة العاشرة نحو المستقبل» ثم يظهر جمال مبارك واقفا على المنصة التى تمتلئ خلفيتها بشعارات كثيرة للحزب الوطنى وعلم وحيد ممزق لمصر وعدة شروخ فى الجدران، يرد جمال التحية للجماهير الذى تقطعت أيديها من «التسقيف» وهو مستمر يلوح لهم بنفس إشارة والده المعتادة، وكالعادة وكما يحدث فى مؤتمرات الحزب الوطنى يأتى صوت من آخر القاعة ليهتف قائلا: «بالروح بالدم نفديك يا جمال» فيرد عليه الرئيس جمال مبارك بكلمة واحدة هى: شكرا!
تبدأ خطبة جمال مبارك والذى يقول فيها: «لقد حققنا إنجازا تاريخيا بعملية خصخصة الهرم الأكبر فى صفقة أشاد بها جميع الخبراء محليا وعالميا، وسوف نستمر فى مسيرة الانطلاق نحو المستقبل حتى ولو كره الحاقدون» وفى اللحظة التى ينطق فيها الرئيس جمال مبارك كلمة الحاقدون يضرب بقبضته على المنصة التى تنهار من ضربة واحدة وينقطع الإرسال التليفزيونى.
الفيديو الذى بلغ عدد مشاهديه (113.068) أراد أن يضع لنا مستقبلنا فى ظل حكم الرئيس جمال مبارك أمام أعيننا سواء كانت فى استمرار بيع البلد، أو تفضيل الحزب الوطنى ورجاله على مصر وشعبها، أو الشروخ وهشاشة المنصة التى توحى بحالة الفقر التى سنصل إليها مع انطلاقة مصر جمال مبارك العاشرة نحو المستقبل.
الفيديو الثانى جاء أكثر معاصرة واستخدم موسيقى الراب وجاء عبارة عن أغنية مخصوصة لنجل الرئيس، بالطبع تختلف كثيرا عن أوبريت اخترناه وإحنا معاه لما شاء الله، الأغنية تقدم قصة جمال مبارك وطموحه وفريق عمله الذى يعتمد عليه للوصول للسلطة على أنغام موسيقى الراب الأمريكية، تبدأ بكلمات تقول: «أنا ملك الجمال أنا اسمى جمال، مرشح مسئول التوريث، جورج بوش.. جورج دبليو بوش شبيك لبيك، جمال دبليو بين إيديك.. أنا شاعر بحب الهوى، الميه، النار لذلك افتح لى بنك الاستثمار وإدينى المنى والحكم متخفش خالص أنا مش حرامى، أنا وطنى فخور ببلدى والدليل شهادة «a u c» أفكارى الشخصية بمليون جنيه من شركة أمريكية «t w a».
الفيديو الثالث هو الأكثر تميزا، وهو عبارة عن إعلان من شركة أفلام القناع الأسود تقدم فيه أحدث أفلامها تحت عنوان «مزاد» ثم يبدأ صوت المعلق على موسيقى حزينة وخلفيات سوداء لمشاهد من مصر ليقول الآتى: «يسر المجموعة الحاكمة للاستثمارات والتسليكات أن تعلن عن بيع مصر بأسعار لا تقبل المنافسة» فاصل موسيقى حزين مع مانشيتات فى صحف الأهرام والجمهورية تؤكد على صفقة البيع وميعاد المزاد.
يعود صوت المعلق ليقول: «كما يسر المجموعة أن تؤكد للسادة المشترين أن البيع سيكون شاملا جميع الكبارى العلوية والسفلية، وتعلن المجموعة للسادة الراغبين فى الشراء أن يتقدموا بطلباتهم على العناوين التالية: السفارة الأمريكية بالقاهرة، السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، مقر الشيخ طنطاوى رضى الرئيس عنه، آخر موعد للشراء يوم 37 أكتوبر، سارعوا بالشراء قبل نفاد الكمية وهروب الحرامية».. وعلى صوت داليدا وهى تغنى سالمة يا سلامة روحنا وجينا بالسلامة ينتهى مقطع الفيديو الذى يظهر فيه جمال مبارك لأول مرة وهو يرتدى زى عسكرى الأمن المركزى وفى يده عصا لتنظيم مزاد البيع.
الفيديو الرابع كوميدى جدا وربما يكون هو الأحدث وهو عبارة عن أغنية لمطرب شعبى يدعى محسن الصياد قرر أن يركب موجة شعبان عبدالرحيم ويغنى لنجل الرئيس لعله يحصل على أى استفادة، وهو بالفعل ما حدث فبعد أن غنى أغنية «ليه ميحكمش» أصبحت صورة محسن الصياد فى كل منتدى وكل موقع وعلى صحف الجرائد أيضا، الغريب أن الفيديو بدأ حتى منتصفه بصور كثيرة ومختلفة للمطرب الشعبى وكأنه يعترف أنه صنع تلك الأغنية بغرض الدعاية والترويج لنفسه، ثم تبدأ صور جمال مبارك بالظهور بأشكال مختلفة على خلفية نغمة موسيقية شعبية لا تخطئها الأذن أبدا وكلمات تقول: (يا عم مصرى.. يا عم مصرى جمال مبارك أنا بحبه.. وهسمع مهما هسمع برضه بحبه.. كلام كتير قولتوه أنه ميحكومشى.. طيب ليه ما يحكومشى.. طيب ليه ما يمسكشى.. ده فاهم وابن ريس والموضوع مدروس.. ولا محتاج لسلطة ولا محتاج لفلوس.. سيبك م الأونطة.. سيبك م التهييس.. سيبك م اللى يقولك هياخودها بالتوريث..99% بيقولوا عايزين جمال.. 99% بيقولوا حابين جمال.. بص بعينك كويس فى الـ80 مليون.. طلعلى حد غيره.. إيه يعنى جمال مبارك يجى بعد أبوه.. لو رشح نفسه هانتخبو.. هانتخبوووو. جمال مبارك أنا بحبوووو).
طبعا واضح مدى إيمان السيد محسن الصياد بشخصية جمال مبارك، وواضح أيضا مدى تأثير ثقافة الـ 99% فى دماغ الشعب المصرى، الذى لم يعد يعترف سوى بفكرة التأييد بالإجماع والنجاح بالتزكية، الغريب أن فيديو «مايحكمشى « الذى انتشر بسرعة النار فى الهشيم سرعان ما وجد معارضة شديدة وفيديو آخر يرد على ما جاء فيه حيث تم تركيب صوت الأغنية على مشاهد معاناة الشعب المصرى وإحصائيات من عينة 20 مليون مصرى مصابين بالاكتئاب و1200 حالة انتحار سنويا وحصول مصر على المركز 57من بين 60 دولة من بين تقرير دولى عن البؤس العالمى و48 مليون فقير يعيشون فى 1109 مناطق عشوائية حسب تقرير صندوق النقد الدولى ويستمر الفيديو على هذه الوتيرة الأغنية الشعبية تقول طيب ليه متحكمش والفيديو يرد بصورة وإحصاء حتى ينتهى بكلمة تقول «طبعا ليه ميحكمش هو ونموت كلنا إحنا».
وعلى اعتبار أن محاولات التصدى للمعارضة لا تتم فقط فى ميدان التحرير من خلال عصيان الأمن المركزى وفرق الكاراتيه، فإن الفيديوهات التى تمدح فى جمال مبارك وتذكر الناس بشبابه وفكره الجديد كان لها مكان على موقع اليوتيوب فى مواجهة فيديوهات المعارضة ومن هذه التسجيلات.. التسجيل الخاص بأغنية جيل المستقبل التى تتقدمها كلمة بإمضاء السيد جمال مبارك رئيس جمعية جيل المستقبل قال فيها: «على الشعب أن يعى جيدا أن مستقبل هذا الوطن مسئولية مشتركة بيننا جميعا»، ثم تبدأ بعدها أغنية جيل المستقبل التى يقول فيها الشباب «هه.. هه»، وعلى خلفية لصور جمال مبارك وهو يتحرك ويحتضن الفقراء ويخطب ويتكلم تقول الأغنية التى تعرفونها «شباب النيل أوام بينا بالعلم نطول أمانينا ونغير بيه حوالينا والجى يكون على ادينا». ولأن المعارضة معارضة حتى آخر نفس جاء عدد مشاهدات الأغنية ليؤكد على أن جمال مبارك هو وحزبه وفكره الجديد لا يشغل حيزا من اهتمام الشباب حيث وصل عدد المشاهدات إلى 8 بعد مرور شهور على تحميل تلك الأغنية وجاءت التعليقات الثلاثة على الفيديو لتؤكد على أن المروجين لجمال مبارك خايبين لدرجة أنهم لم يجيدوا صناعة أغنية تصل إلى قلوب الناس.
فيديو جديد من صناعة شباب الإخوان يظهر مشهده الأول بختم الجماعة وشعارها تحت عنوان جمال مبارك ميعرفش يحكم مصر ومشاهد من برامج حمدى قنديل يثبت فيها فشل جمال مبارك ومشاريعه بداية من الفكر الجديد وحتى الصكوك الشعبية مع كلام آخر لقنديل ينصح فيه جمال بضرورة أن يعيد التفكير فى خططه لأنه من الصعب أن يقوم بتلبيس الشعب المصرى العمة.. الفيديو طبعا شافه أكتر من 8 آلاف، وبعده فيديو آخر بعنوان «رسالة إلى جمال مبارك» يبدأ بظهور صورة لجمال مبارك على صوت موسيقى حزاينى جدا ومجموعة صور متفرقة للشعب المصرى.. شعبطة الأتوبيس.. طابور العيش.. أطفال الشوارع.. ناس مش لاقية تاكل وبتدور على أكل فى الزيالة.. وتتقاطع معها صور لجمال مبارك وهو يخطب والدكتور مصطفى الفقى وهو نائم فى البرلمان وأحمد عز وهو يحذر ويضحك ثم تظهر كلمات أغنية حمادة هلال التى تقول: (ناس بتسهر كل يوم وناس تقضى عشاها نوم ناس بتطلع فى العلالى وناس بتطلع من الهدوم ناس طايرة فوق البساط وناس عايشة حياتها أقساط وناس لابسة حرير فى حرير وناس نايمة على البلاط) وطبعا مفهوم مين اللى نايم على البلاط ومين اللى راكب البساط.
فيديو الختام قديم شوية ولكنه لذيذ ظهر واشتهر وانتشر فى فترة زواج جمال مبارك.. يبدأ بالإعلان عن رحلة جمال مبارك وخديجة الجمال فى مارس 2007 فترة الخطوبة إلى باريس بخصوص الجهاز والبحث عن كرسى محترم يصلح لصالون عش الزوجية وفى نفس الوقت يصلح لحكم البلد، وبعد استعراض عدة كراسى مختلفة تظهر رسالة على الشاشة تقول: «يا جمال.. يا خديجة انتم بجد فاكرين إنكم حتحكموا مصر»؟ معلهش.. هرد لك.. ده مش هيحصل؟.. ثم تتنقل أحداث الفيديو على أشكال مختلفة من الأثاث يصاحبها رسائل موجهة إلى جمال مبارك تقول رأيها فى الأثاث المعروض فيقول إن هذا الصالون شكله بايخ وأن هذه الحجرة ذات القضبان هتفكركوا بأيمن نور.. أقولكم خدوا الكرسى الأسود ده هدية من الشعب ليكم.. الفيديو الذى وصل عدد مشاهديه إلى 70 ألفا جاءت تعليقاته العشرين لتنصح جمال مبارك وخديجة الجمال بشراء الأثاث من دمياط أفضل من أجل تشجيع الصناعة الوطنية، وتعليق آخر شرح لهم طريقة لتخفيض ميزانية الجهاز.
هل شاهد رجال الحزب الوطنى هذه المقاطع المسجلة؟ هل سمعوا أيا منها؟، هل سأل أحد الشباب جمال مبارك فى أحد لقاءاته سؤالا ينتمى لهذه النوعية من الأسئلة؟ طبعا لأ ولهذا لا بد أن يعيد جمال مبارك ومن حوله التفكير فى هذا النشاط المكثف، أن يكف من حوله عن إخراج مسرحيات هزلية توحى للناس بأن أمين لجنة السياسات دائما فى الشارع وسط الجمهور، لأن الناس أصبحت أكثر قدرة على التفرقة بين كل ما هو تليفزيونى وكل ما هو واقعى.
لمعلوماتك...
◄1963 ولد جمال مبارك
◄2000 انضم جمال مبارك للحزب الوطنى وشهدت 2002 أول تصعيد له
إذا أراد أمين لجنة السياسات أن يعرف حجمه الحقيقى فى قلوب وعقول الناس فى شوارع مصر فليذهب إلى موقع يوتيوب ويبحث عن مقاطع الفيديو التى تحمل اسمه
قيادات فى "الوطنى" سخرت من حوار جمال مبارك علناً
الخميس، 20 أغسطس 2009 08:58 م
جمال مبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة