◄كريستيان أمانبور ترصد صراع الجماعات المتشددة والحكومة الأمريكية على قلوب الأطفال المسلمين
هل يمكن خلق جيل جديد من المسلمين «المسالمين» الذين يحبون أمريكا ويرغبون فى السلام ويتنازلون عن الأفكار «الجهادية»؟.. هذا السؤال هو الفكرة الرئيسية التى ارتكز عليها التحقيق التليفزيونى «جيل الإسلام» أو «Islam Generation»، الذى قامت به كريستيان أمانبور كبيرة المراسلين الدوليين بقناة السى إن إن الأمريكية والذى عرض -بعد حملة دعاية ضخمة له- يوم السبت الماضى، وهو إنتاج تليفزيونى ضخم، استغرق تنفيذه 8 أشهر، رصدت فيه أمانبور أوضاع الأطفال فى ثلاث مناطق ذات هوية إسلامية وهى غزة وأفغانستان وباكستان.. لتنقل للمشاهدين صورة عن نوعية مختلفة من المدارس، والتعليم الذى يتم تلقينه لأطفال المسلمين فى هذه المناطق التى لا يعلم عنها العالم الكثير، ويتم تأهيل الأطفال ليكرهوا أمريكا والعالم، ولديهم الاستعداد للف «خصورهم بأحزمة ناسفة والتضحية بحياتهم».
البداية كانت فى باكستان وفى المدن الأفغانية الملاصقة لحدودها التى تنقلت بينها أمانبور تحت حماية الجيش الأمريكى فى باكستان التقت أمانبور بـ«شكير الله» وهو صبى باكستانى فى الـ17 من عمره أراد والده تعليمه، فلم يجد أمامه سوى أن يرسله إلى مدرسة تابعة لحركة «طالبان» حيث قاموا بتعليمه «القرآن والشريعة» بالإضافة إلى «كيف يكون انتحاريا». وعندما قرر معلموه إرساله لعملية انتحارية فى أفغانستان، ورغم رفضه ذلك، قبضت عليه السلطات الأفغانية وقضى وقتا فى السجن حتى تم الإفراج عنه.
ووفقا لتقرير أمانبور فإن تعليم الفتيات فى هذه المنطقة لا يقل خطورة عن تعليم الذكور، بسبب الإيذاء المتعمد من «طالبان» للفتيات اللاتى يذهبن إلى المدارس بإلقاء «مواد حارقة عليهن لتشويه وجوههن»، على الجانب الآخر هناك محاولات أمريكية للفوز فيما أسمته أمانبور فى تقريرها «الصراع على عقول وقلوب الأطفال المسلمين».. كلها ترتكز على توفير تعليم معتدل لهؤلاء الأطفال... جريج مورتينسون، أمريكى قضى سنوات طويلة فى إحدى المناطق النائية والخطرة فى أفغانستان، ولديه تجربة لنشر التعليم «المعتدل» فى المناطق النائية من أفغانستان بمشاركته فى بناء مدرسة، كانت المكان الأول الذى يتعرف فيه طلابها على شىء اسمه «مقاعد مدرسية»، هذا بالإضافة إلى قيام الجنود الأمريكيين بتوزيع أقلام التلوين والكتب المدرسية على الأطفال فى محاولة منهم «لمحاربة طالبان بالكتب بدلا من القنابل».
لكن هذه المحاولات تفتقد الترحيب الشعبى، بسبب «القنابل الأمريكية» التى قتلت الكثير من الأبرياء عن طريق الخطأ كما فى حالة أحد الأشخاص الذى فقد 10 أفراد من عائلته خلال قصف أمريكى.
الجهود الأمريكية التى يمكن من خلالها خلق جيل جديد من المسلمين «المسالمين»- انتقلت أيضا إلى الأراضى الفلسطينية. ففى الضفة الغربية قدم اثنان من الفلسطينيين -الذين تلقوا تعليمهم بأمريكا- برنامج أطفال تليفزيونى «شارع سمسم» لتعليم الأطفال من خلاله قيم «السلام ونبذ العنف».
لكن على الجانب الآخر فأطفال مدينة غزة التى تخضع لسيطرة حركة حماس المتشددة لم يكونوا محظوظين مثل أقرانهم فى الضفة، ولا يجدون وسيلة للترفيه فى الصيف سوى الانضمام لمعسكرات حركة حماس.
كريستيان أمانبور أشارت إلى أن «الناس فى الغرب لديهم اعتقاد خاطئ بأن الشباب المسلم المتعصب الذى يلجأ للعنف، هدفه الذهاب للجنة للفوز بالحور العين».. وهو ما جعلها تصل لأسباب أخرى تجذب الشباب للانضمام لجماعة مثل حماس.. قد تكون «جراءة المواقف السياسية وغيرها التى تتخذها الحركة»، مثل انتقادها الحكام الطغاة فى العالم العربى يجذب لها شباب هذه الدول المحرومين من ممارسة السياسة أو التعبير عن أفكارهم وآرائهم بحرية.
بالإضافة إلى ذلك ليست كل الدوافع التى تؤدى بالشاب المسلم ليصبح إرهابيا نابعة من الدين، فهناك البعض يصبح كذلك بدافع «الانتقام»، خاصة من القوات الإسرائيلية التى تقتل أقاربهم وتدمر منازلهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة