عائلة «الأوْسِيّة»..من «الأنصار».. قَدِموا من المدينة المنورة وتفرقوا فى الصعيد والدلتا

الخميس، 20 أغسطس 2009 08:36 م
عائلة «الأوْسِيّة»..من «الأنصار».. قَدِموا من المدينة المنورة وتفرقوا فى الصعيد والدلتا أبناء «الأوسية» يتحدثون إلى محمد الجالى فى قرية «العدلية» بدمياط
كتب محمد الجالى - تصوير : ماهر اسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكنك إضافة اسم عائلتك ضمن أجندة هذه الصفحة، اكتب إلى محمد الجالى على m.eljaly@youm7.com

عائلة الأوسية المتمركزة فى قرية العدلية التابعة لمركز دمياط، بمحافظة دمياط، تنتمى إلى قبيلة الأوس والخزرج (الأنصار)، وينطقونها الأوسية و«الوسية»، ورغم اختلاف ما يوحيه معنى الكلمة الثانية عن الأولى؛ إلا أن أبناء العائلة يجمعون على نسبهم لـ«الأنصار»، ويحفظون عن أجدادهم أنهم قدموا من المدينة المنورة وتفرقوا فى أنحاء شتى من مصر فى صعيدها ودلتاها.

وكلام الباحثين والنسابة عن حقيقة وجود «الأنصار» فى هذه المنطقة يؤكد كلام العائلة، فقد ذكر الدكتور محمد سليمان الطيب فى موسوعته عن القبائل العربية، أن أصل قبيلة الأوس والخزرج، وهم الأنصار، الذين نصروا النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة، أنهم يُنسبون إلى حارثة بن ثعلبة البهلول ابن عمرو مُزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد القحطانية.

وقال الدكتور عبدالمجيد عابدين: «وبالصعيد طائفة من الأنصار»، وربما برهن الدكتور عابدين على كلامه بوجود حوض الأنصار بأراض ناحية جرجا.

ويعود الدكتور الطيب معلقا فى «الهوامش» على وجود بنى محمد وبنى عكرمة، الموجودة ديارهم بحرى «منفلوط» ليؤكد أن بنى عكرمة يتواجدون فى أسيوط -عندما كانت مديرية قبل تحويلها إلى محافظة- بقسم أبنوب الحمام فى شرق النيل، وبلدة بنى محمد بينها وبين أسيوط نحو 3 ساعات، وتشمل 3 قرى متلاصقة، وكان عدد أهلها أيام على مبارك أكثر من عشرة آلاف.

بينما قال صلاح التايب فى «القبائل المصرية» عن الخزرج: «منهم فى مصر منذ الفتح الإسلامى ومنهم بالوقت الحاضر جزء كبير من محافظات: الغربية وكفر الشيخ والمنوفية، ونذكر منهم عائلة الفقى فى كمشيش والدلجمون وكفر الزيات»، وكان منهم صلاح الفقى ومحمد باشا الفقى والطبيب الشهير الدكتور محمد الفقى وأحمد الفقى عضو مجلس الشعب الأسبق، كما توجد فروع كبيرة باسم البقرية فى الشرقية وهم ينسبون إلى الأنصار أيضا.

يقول محمد أحمد الأوسية، مدير عام بالهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات بدمياط، ما حفظه عن أجداده وما يؤكده الباحثون: إن هذه العائلة جذورها ممتدة إلى قبيلة الأوس فى المدينة المنورة بالحجاز، نزحوا إلى سفاجا عبر البحر الأحمر ولهم تواجد فى قنا، وتاء التأنيث ألحقت إلى لقب العائلة كما هو حال شعب مصر مثل «السلاطنة» الذين ينتمون إلى عائلة السلطان.

يتواجد أبناء «الأوسية» فى دمياط بكثرة، وتربطهم علاقات نسب ومصاهرة مع أغلب عائلات قرية العدلية، وقرية العدلية اسمها «العادلية» نسبة إلى الملك العادل، لأن جنوده كان يعسكرون بها، وبينما كانت قرية البستان بمثابة الحقل الذى كانت تزرع فيه الخضراوات والمحاصيل للجنود، فإن «كفر طبيخ» سميت بذلك لأن طعام الجنود كان يطبخ ويعد فيها.

البارزون من «أوسية دمياط» كثيرون فى مجالات مختلفة، فالحاج شربينى الأوسية -مثلاً- كان يُطلِق عليه أبناء العائلة لقب «عمود العيلة»، وكان يمتلك ما يقرب من 500 فدان، وكان رجلا خيّرا، أسهم فى بناء الوحدة الصحية بالعدلية ومدرسة ابتدائية، باسم الشيخ عبدالله عامر، ما زالت موجودة إلى الآن، ومكتب بريد، وكان يساعد الأرامل والمحتاجين، وكان يسكن فى «الدوار» أو «المندرة» (مقر العمدية) التى بنيت عام 1931 وما زالت تقوم بدورها حتى اليوم، وفى عهده كانت تتوفر فيها الحبوب والأكل والسمن للمحتاجين، فى زمن لم يجد فيه الناس سوى «تمليح» الطماطم و«قشر البطيخ» وأكلهما لمواجهة الفقر وسد الجوع.

«دوار» العمدية أو «المندرة» شهد ولا يزال يشهد حل النزاعات والاحتقانات بين أهالى القرية كما كان هذا «الدوار» سببا مباشرا فى حل الاحتقانات الطائفية، والقضاء على الفتن، دون اللجوء للشرطة كما هو معروف فى مثل هذه الحالات.

ويوجد تفاوت ملحوظ فى نسبة ونوعية التعليم بين أبناء العائلة، فأقلها الدبلومات الفنية والصناعية والزراعية، ويوجد أطباء ومهندسون ومحاسبون ومحامون ومعلمون وضباط فى الجيش والشرطة، غير أن المهنة الغالبة والرائدة عند أبناء العائلة هى الزراعة، خاصة فيما بين حملة المؤهلات المتوسطة والدبلومات الفنية.

محمد نبيل الأوسية رئيس حسابات بالبنك العقارى العربى، يقول إن عمدة العائلة الحالى «مجدى على الشربينى الأوسية» مؤثر جدا، خاصة فى الانتخابات الحزبية والبرلمانية، فالعائلة تمتلك ما يقرب من 400 صوت انتخابى، يستطيع العمدة حشدهم، بخلاف أن «الأوسية» تكتسب عددا وانتشارا أكثر لتداخلها مع عائلات قرية العدلية نسبا ومصاهرة،ورغم انتشار المهن والحرف والمناصب بين أبناء العائلة؛ إلا أن العمدية تمثل لهم «مفخرة»، ويصرون على الحفاظ عليها، فمقر العمدية مقام منذ عام 1931، وهو ما يؤكد ارتباطهم وفخرهم بالعمدية.

وهناك واقعة شهيرة و«مشرفة»، يتناقلها «الأوسيون»، عن ابنهم الضابط هشام عادل الشربينى الأوسية، الذى كان رئيسا لمكتب مكافحة المخدرات بدمياط، وقام بضبط تاجر مخدرات وفى حوزته حوالى 130 كيلو «بانجو» فى منطقة «شطا» بجوار دمياط، ومعه مبلغ مالى كبير وكمية من «الحشيش»، وسٌجن تاجر المخدرات، ثم بدأ أهل المسجون مساومة الضابط وعرضوا عليه رشوة مقدارها مليون جنيه ليغير أقواله؛ إلا أن الضابط رفض وكان بصدد عمل محضر رشوة لأهل المسجون، لولا تدخل أحد زملائه، الذى قال له «كفاية عليهم قضية المخدرات».

التابعى الباز الأوسية، من مواليد عام 1947 شارك فى حربى 67 و73 وكان فى سلاح الشرطة العسكرية وكان على الجبهة فى الإسماعيلية أثناء حرب 73 وظل مجندا بالجيش عاما آخر بعد الحرب، وكان شاهدا على أسر أشهر أسير إسرائيلى «عساف ياجورى»، يقول التابعى: «اللى أسر «ياجورى» هو العميد حسن أبوسعده كان ماسك الفرقة التانية مشاة، وأسرنا معاه 11 ضابط إسرائيلى غير الأفراد، واحنا خدناهم (عساف والـ11ضابط) وسلمناهم، واحنا كنا معاهم فى العربية «الجيب» وعساف كان قاعد جنب الضابط، وسأله الضابط المصرى إيه رأيك فى الحرب، فرد عليه: «المصريين تمام»، فسأله الضابط إيه رأيك فى «جولدا مائير»، قال له: مش تمام. وكان رأيه فى السادات أيضا إنه رجل حرب تمام».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة