ضمن فعاليات الأسبوع الثقافى المنعقد حاليًا بمكتبة حنين والذى تُقيمهُ تحت شعار "أيام عربية"، عقدت أمسية للشاعر والروائى العراقى "خُضيّر ميرى" لمناقشة وتوقيع روايته الجديدة "الذُبابةُ على الوردة" الصادرة عن دار الحضارة للنشر.
أدار المناقشة الشاعر والناقد "عادل جلال" والذى تحدث قائلاً: هذا العمل يأبى أن يندرج تحت نوع محدد، ولو حُكم على النص بأنهُ رواية ستُأخذ عليها مآخذَ كثيرة، فالنص يتحدث عن القمع والحرمان لسجينٍ سياسى عانى أقسى حالات التعذيب وصار الجنون وحدهُ أمامهُ مهربًا، وتعدُ الفلسفة هى أحد فتوحات هذا النص، وهذه كانت أحد آليات إنقاذ الذات الروائية من الإعدام.
الروائى "طلال سيف" قدم دراسة بعنوان "الذبابة على الوردة جنون الفلسفة وفلسفة الجنون"، قال فيها إن المؤلف يراهن على أن أبسط المقدمات تؤدى إلى أخطر النتائج والعكس، فتتحول الذُبابة إلى عُنصر قهر للديكتاتورية الحاكمة تُنبئ بسقوط "الحمار الحاكم" كما وصفهُ المؤلف، ولقد كان واضحًا فى روايته حول البحث عن جوهر الحياة، منتميًا إلى فكر "محى الدين ابن عربى" حول النقطة أو الدائرة التى هى مركز الكون، على الرغم أن "خُضيّر" " لم يمارس جرأة "ابن عربى" فى الإفصاح عن ذلك الجوهر، إلى أن مفردات الافتتاحية تميل أحيانًا إلى الغموض والنص التالى للافتتاحيات يُحلل تلك المفردات الغامضة ويحيلها إلى فعل حدثى.
كما أشار "طلال" إلى أن رواية "خُضيّر" لا تخلو من الحسرة والمرارة من ممارسات الفئة الحاكمة والتى حولت الاستنارة الكبرى إلى حماقاتٍ أكبر، فأضاعت الفكرة والعقل والجنون، وما تبقى غير الجريمة، جريمة اغتيال العقل المستنير باسم النظام والأمن والوطن.
وأكدت الشاعرة الفلسطينية "فاتنة الغُرَّة" فى حديثها قائلةً: الرواية تؤرخُ للقبيحَ فينا وتفتضحُ ذاتنا الإنسانية التى غابت عنها الإنسانية، وبرغم ما أكده البعض من أن الرواية لا تنتمى إلى أدب السجون أو السير الذاتية، إلا أنها تفرض هذين اللونين من الكتابة بكل تفاصليهما.
وتحدث الروائى "خُضيّر ميرى" فى إيجازٍ شديد والذى قال: إن قضية الأدب هى التشكيك، وأعتقد أن النص قد استطاع أن يُعيد للأدب قضيتهُ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة