تفاصيل عملية تحرير صيادى البرلس ودمياط من أيدى القراصنة

جهات سيادية وضعت خطة للاشتباك مع القراصنة والصيادون نفذوها.. ومصر تتكتم على العملية

الخميس، 20 أغسطس 2009 08:58 م
جهات سيادية وضعت خطة للاشتباك مع القراصنة والصيادون نفذوها.. ومصر تتكتم على العملية أحمد أبو الغيط
كتب محمد ثروت وجينا وليم وعبير زاهر ورباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيهما نصدق فى قضية الإفراج عن الصيادين المصريين. نصدق حكومة بونت لاند المستقلة عن حكومة الصومال المركزية التى أعلنت على لسان حاكمها موسى جيلى أن الصيادين المصريين نجحوا فى الفرار من القراصنة بعد قتال عنيف بين الطرفين على السفينتين وهو ما أكده أهالى الصيادين لـ«اليوم السابع».

أم نصدق وزارة الخارجية التى تخلت عن الصيادين فترة احتجازهم لمدة خمسة شهور، ثم عادت لتؤكد على لسان مساعد وزير الخارجية أحمد رزق أن الإفراج عن الصيادين تم بجهود الخارجية والتنسيق بينها وبين مالك السفينة حسن خليل، رغم أن خليل نفسه أكد لـ«اليوم السابع» أن الخارجية والسفارة المصرية فى نيروبى تجاهلته ولم تساعده أثناء مفاوضاته مع القراصنة. بل إن السفير المصرى هناك سعيد مرسى أكد لنا فى اتصال هاتفى أن أصحاب السفينة وطاقمها والأهالى يتحركون بعيدا عن السفارة المصرية والتى لاتقبل مبدأ الفدية من الأساس وتعتبر القراصنة مجرمين يجب محاكمتهم.

وبعيدا عن الغموض الذى يشوب عملية الإفراج عن القراصنة فمن حقنا أن نتساءل أسئلة مشروعة: ما حقيقة تحرير الصيادين من أيدى القراصنة، وهل تم ذلك نتيجة عملية كوماندوز مصرية يمنية، خاصة أن عمليات مشتركة من هذا النوع تمت من قبل؟ وأن هناك تنسيقا فى البحر الأحمر بين القاهرة وصنعاء؟ أم أن الأهالى قاموا بدفع الفدية عن طريق تبرعات بعض رجال الأعمال أو الميسورين أو أى جهة قامت بدفع الفدية؟ وهو أمر مستبعد تماما لأنها سفن صيد فقيرة وليست سفنا تجارية تابعة لشركات ورجال أعمال ومصالح دول.

أهالى الصيادين أكدوا لـ«اليوم السابع» أن عملية انفراج أزمتهم يوم الخميس الماضى وهروب المركبين وعلى متنهما 36 صيادا من محافظات كفر الشيخ والدقهلية ودمياط كان بسواعد هؤلاء الصيادين الذين سيطروا على القراصنة من خلال رصد التحركات والعمليات التى يقوم بها هؤلاء القراصنة على مدى الشهور الخمسة الماضية التى قضوها فى محبسهم.

هدايا الأسمر عمارة زوجة المختطف عبدالسلام حجازى قالت إن ما حدث من انفراج لأزمة مركبى الصيد لم يكن بتدخل أو مشاركة من قبل الحكومة المصرية وخاصة وزارة الخارجية المصرية التى رفضت التعاون أو التفاوض مع أسر الصيادين فى التفاهم مع القراصنة لدفع الفدية التى طلبت من أهل المخطوفين التى بلغت 800 ألف دولار. أضافت الأسمر أنه لم تحدث أى مشاركة أو عمليات من قبل قوات مصرية لتحرير الصيادين المصريين، وفك أسرهم، وأن ما وصل من أخبار على لسان المسئولين بالخارجية المصرية ليس سوى تجميل لصورة الحكومة التى لم تهتم بمصير أبنائها على مدى 5 شهور.

بينما قالت أم أحمد حسن زوجة حسن خليل صاحب مركب ممتاز 1 أنه يوم الأربعاء الماضى الموافق 12 أغسطس الحالى ورد اتصال هاتفى من زوجها حسن خليل صاحب المركب الذى سافر إلى الصومال منذ شهرين لمقابلة القراصنة والتفاوض معهم، وإخبارهم عن حجم التبرعات التى تم جمعها ليدفعها إلى القراصنة الذين اشترطوا أن يتم دفع 200 ألف دولار للإفراج عن المركبين والتحفظ على حسن خليل لدى القراصنة لحين إرسال 400 ألف دولار بعد أن وافق القراصنة على إطلاق سراح الصيادين مقابل 600 ألف دولار، إلا اننا فوجئنا الخميس الماضى الموافق 13 أغسطس بأنباء عن هروب المركبين بعد نشوب مشاجرات بين الصيادين المصريين والقراصنة، استطاع حسن خداع القراصنة وقتالهم مع الصيادين وأسر بعضهم، بدون أى جهود مبذولة من جانب الحكومة أو وزارة الخارجية.

ورغم مارددته وزارة الخارجية على لسان السفير أحمد رزق مسئول الملف فى الوزارة من أنها تدخلت لإنقاذ الصيادين إلا أن صحيفة جلوبال بوسطن أكدت أن رواية الصيادين المصريين عن مواجهة القراصنة صحيحة، وأنه فى اتصال هاتفى لوكالة الأسوشيتدبرس صرح أحد القراصنة الفارين من معركتهم مع البحارة المصريين والذى أدلى باسمه الحركى فقط «ميرا» قائلا: «لقد هاجمنا المصريون بالأسلحة البيضاء وأدوات أخرى وصادروا بعض أسلحتنا، ثم قاموا بمقاتلتنا» وأضاف «لقد رأيت جثتين لاثنين من زملائى على سطح السفينة، ولا أعرف مصير تسعة آخرين».

حرب المعلومات بين الصيادين والقراصنة أكدها «كوباس بوتا» المدير الإقليمى لشركة »سيكر وكويست« بجنوب أفريقيا والشرق الأوسط لمواجهة القرصنة البحرية قائلا: إن المعلومات لعبت دورا مهما فى تحرير الصيادين المصريين من أيدى القراصنة. وهى عصب حقيقى فى أى مواجهة. ولابد أن جهة مصرية بالتعاون مع عشائر صومالية وحكومة بونت لاند المحلية أو عناصر صومالية صديقة تم التعاون معها لكشف المعلومات عن تحركات القراصنة وحجم تسليحهم. وتوفير حماية للمركبين لضمان خروجهما سالمين بعد العملية.

فى حين كشف رئيس إحدى منظمات مكافحة القرصنة بكينيا «أندرو.ك»، فى اتصال تليفونى لـ«اليوم السابع»، أن الصيادين المصريين نفذوا مهامهم بدقة، ونجحوا وحدهم فى التغلب على مختطفيهم، مستخدمين الأدوات الموجودة على سطح السفينة، وأسلحة القراصنة الخاصة، وحرروا أنفسهم بأنفسهم.

وحول ما إذا كانت العشائر الصومالية ساعدت الصيادين المصريين فى اللوذ بالفرار، أوضح أندرو أنه لا يعتقد ذلك.

وعن الدور الذى لعبته السلطات البحرية اليمنية فى هذه العملية، قال أندرو إنه لا توجد بالأساس عملية يشتركون فيها، هم أو غيرهم، فما قام به الصيادون كان مباغتا ومفاجئا ولم يتوقعه أحد.

وعما إذا كان القراصنة الصوماليون يخططون للثأر والانتقام، أوضح أندرو أن هذا أمر مستبعد.

الشيخ بكرى أبوالحسن شيخ الصيادين فى السويس أوضح أن الصيادين هربوا بناء على خطة موضوعة من الدولة، وقاموا بتنفيذها. مشيرا إلى أن الخارجية بذلت جهدا كبيرا بالاتفاق مع السلطات الصومالية وقامت بكثير من المفاوضات السرية. وأن أهالى المخطوفين قالوا إن الخارجية لم تقم بشىء لأنهم كانوا قلقين على أبنائهم، وهم لا يعرفون بماذا كانت تخطط الخارجية.

الخبير الأمنى اللواء سامح سيف اليزل أكد صحة ما ذكره شيوخ الصيادين عن وجود خطة مخابراتية لتحرير الصيادين المصريين من القراصنة الصوماليين.. تأخرت بعد جمع المعلومات حول قيادة القراصنة وعشائرهم وقد شارك في تحرير الصيادين 11 صومالياً، وأبلغ الشيخ حسن خليل والصيادون بالخطة وتوقيتها وطريقة الالتحام، متوقعا انتقام القراصنة لتحرير أسراهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة