برامج الفورمات هى نسخ لبرامج مسابقات عالمية اشتراها الوزير أنس الفقى مع بداية هذا العام من فرنسا، وتهدف هذه البرامج إلى إعطاء المشاهد الفرصة والأمل للحصول على جائزة مالية تحسن من أحواله المادية، وهى إحدى طرق الدعم والتكافل الاجتماعى المعروفة فى العالم التى تساعد بها الدولة أصحاب الدخول المحدودة الذين يسعون لتحسين أوضاعهم، وذلك من الأموال التى تجمعها الدولة من دافعى الضرائب كما تعوض هذه البرامج ما تدفعه من جوائز من خلال المعلنين.
أما برامج الفورمات التى حملت توقيع الوزير فهى حالة مستفزة لإهدار المال العام بداية من نوع الفورمات التى اشتراها الوزير بمتوسط 2 مليون يورو للبرنامج الواحد، وهى أساسا برامج لم تحقق نجاحات تذكر، ومن إنتاج التسعينيات من القرن الماضى وشركاتها توقفت عن إنتاجها وهو ما يتضح من خلال أفكار البرامج التى تبدو قديمة وغير مواكبة للتطور الفكرى للإعلام بالعالم.
والغريب أن إعلانات هذه البرامج دائما تحمل عبارة «البرنامج الأعلى مشاهدة فى العالم» وكأن كل البرامج أعلى مشاهدة فى العالم. والخلاصة أنها برامج غير صالحة للمشاهدة عام 2009 على طريقة القمح الفاسد الذى ظلت الحكومة تنكر وجوده حتى إعلان النائب العام عنه. الأكثر من هذا أن متوسط إنتاج البرنامج الواحد يتراوح ما بين 9 و 12 مليون جنيه، أى أن ميزانية أى برنامج أكبر من ميزانية إنتاج مسلسل درامى. على سبيل المثال برنامج «الهرم» الذى بلغت تكلفته حتى الآن 9 ملايين جنيه ومازال تصوير حلقاته مستمرا، وهو نفس الحال لبرامج «الفائز أبى» و«فاكر ولا لأ» و«50 50» ومن المعروف داخل ماسبيرو أن برامج الفورمات تخصص ميزانية ضخمة للعاملين بها سواء معدين أو مخرجين أو حتى فنيين، وهذه البرامج حتى الآن محتكرة لاثنين من المخرجين هما محمد شعبان وهيثم البيطار.
وعلمت «اليوم السابع» من مصدر موثوق به من داخل ماسبيرو أن هذه البرامج قبل أن يتم الإعلان عنها للجمهور وقبل أن يعرف عنها أى شىء كان قد تم تصوير من 50 إلى 100 حلقة من كل برنامج دون الإعلان بالصحف أو التليفزيون عن المسابقة وكيفية الاشتراك فيها أو أرقام التليفونات التى من الممكن أن يتواصل الجمهور مع البرنامج من خلالها، متسائلا كيف تمت دعوة هؤلاء المتسابقين لها؟
ولم يقتنع المشاهد المصرى بهذه الخدعة وهو السبب المنطقى الذى جعل هذه البرامج تفشل فى تحقيق أى علاقة جيدة مع الجمهور المصرى بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على عرضها، وبالتالى فهى لم تحقق أى عائد إعلانى لأن وكالات الإعلان لا تدعم إلا البرامج التى تنتجها أو تشارك فى إنتاجها.