فى ندوة بنقابة الصحفيين مساء أمس الأربعاء..

القرضاوى: الإخوان يعانون من خلل فقهى.. ولابد للدولة من مراجعة جائزة القمنى.. وأوافق على منع العمرة وتقليل أعداد الحج.. ومستمر فى الاختلاف مع أفكار سيد قطب

الخميس، 20 أغسطس 2009 01:53 م
القرضاوى: الإخوان يعانون من خلل فقهى.. ولابد للدولة من مراجعة جائزة القمنى.. وأوافق على منع العمرة وتقليل أعداد الحج.. ومستمر فى الاختلاف مع أفكار سيد قطب لقاء القرضاوى بنقابة الصحفيين فسر كثيراً من القضايا المطروحة
كتب شعبان هدية وسهام الباشا ـ تصوير سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يترك الشيخ يوسف القرضاوى مجالاً أو قضية إلا وطرح فيها رأيه وقدم فيها تفسيراً يغضب الجميع بدءاً من الحركات الإسلامية، ومنها جماعة الإخوان المسلمين المقرب منها والتى طالبها بمراجعات فقهية ووصفها بأنها تعانى من خلل، وتأكيده مخالفة منهج وجملة أفكار سيد قطب، خاصة ما انتهى إليها فى نهاية حياته، وصولاً لدعوته على الحكام الظالمين.

القرضاوى فى لقائه السنوى الذى يلتقى فيه بالصحفيين فتح جميع الملفات حتى ما كان أغلقه ورفض الكلام فيه منذ زمن، وكذلك تعرض ومن خلال رده على أسئلة الحضور بمقر النقابة مساء الأربعاء على مدار ثلاث ساعات ونصف لقضايا تشغل الرأى العام، ومنها قضية جائزة الدولة التقديرية التى حصل عليها سيد القمنى، والذى عبر عن أسفه لحصول القمنى عليها، ووصفه بأنه ليس عالماً، وكذلك تأكيده على أن الله لا يقبل صوم الظالمين فى شهر رمضان إلا أن يتوبوا عن ظلم الناس.

وأكد الشيخ القرضاوى، أن كتابه "فقه الجهاد" كان للرد على اتهامات الغرب للإسلام بالإرهاب والعنف، وللرد كذلك على فريق من المسلمين يطلبون مقاتلة العالم كله، سواء من حاربهم أو سالمهم، موضحاً أنه لم يأتِ فى تفسيراته بجديد غير أنه استند لأقوال العلماء السابقين واستخرج خلاصات فكرهم الشارحة لحقائق الإسلام، بين من يريدون مقاتلة العالم كله ومن يريدون إماتة الجهاد، مشدداً على أن مشكلة الأمة الإسلامية هى أن القضايا الكبرى ذات الجدل تقع بين فريقين، إما التطرف والغلو أو التفريط.

محذراً من دعوات الاستسلام التى يدعو بها البعض، خاصة الاستعمار قديمة وحديثه والصهيونية العالمية التى تريد إماتة الجهاد بين العرب والمسلمين، وأضاف "فقه الجهاد" مكتوب للتأكيد على أن الإسلام دين السلام ودين الجهاد، والتأكيد على أن الإسلام ليس دين عنف ولم ينتشر بالسيف، وأن أول ما دعا إليه الدين هو السلام وكراهية الحرب.

وذكر القرضاوى، أن الفساد انتشر بسبب غياب الديمقراطية، موضحاً أن الاستبداد هو المصيبة التى يعانى منها العرب، متأسفاً على حال الحكام العرب الذين لم يتعظوا من البلاد الشيوعية وما حدث فيها، مشيراً إلى أن إضرابات السائقين وخبراء وزارة العدل وصحفيى جريدة الشعب نتيجة الظلم وغياب الحرية، ومع هذا لا يسأل عنهم أحد من المسئولين، مشدداً على أنه لا علاج للأمة إلا بالحرية، وأنه يقدم الحرية على تطبيق الشريعة وأن الإسلام لا يمكن تطبيق الشريعة والحرية مفقودة، موضحاً أنه لا يرى مانعاً من استخدام كلمة ديمقراطية، بدلاً من الشورى باعتبار أن الديمقراطية وصلت إليها البشرية بعد صراع شرس ضد قوى الظلم وأوجدت لها آليات ووسائل، كما أن مصر من أوائل الدول التى طبقت الديمقراطية وأصدرت دستوراً من أقدم الدساتير فى المنطقة وأقدم برلمان.

وحول وصف بعض الإسلاميين الديمقراطية بأنها بدعة وأن الإسلام لا يعرفها ويعرف الشورى، قائلاً "إن كانت بدعة فهى بدعة حسنة"، مضيفاً أن من حق المسلمين أن يبتدعوا فى أمور الدنيا، كما ذكر أن الأصل أن أمور الدين تقوم على الاتباع وأمور الدنيا على الابتداع.

وشدد على إمكانية منع العمرة والحد من أعداد الحج فى حال انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بما يهدد حياة المسلمين، مرجعاً الرأى فى النهاية لتقارير الصحة العالمية، لأنهم أعلم من الفقهاء، مدللاً بأنهم فى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين أرجعوا الأمر إلى نصائح وقرارات منظمة الصحة العالمية باعتبار أن رأى الفقه فى هذا مبنى على رأى الطب، وهذا من باب فقه الموازنات والموازنة بين المصلح والفاسد.

أما فيما يتعلق بجائزة الدولة التقديرية التى حصل عليها سيد القمنى فعبر عن أسفه، معتبراً حصول القمنى على مثل هذه الجائزة التى تعد من أعلى الجوائز فى مصر التى حصل عليها توفيق الحكيم وطه حسين، وكبار مفكرى مصر مفاجأة له وللكثيرين، مضيفاً أن القمنى ليس عالماً وحتى الدكتوراه مشكوك فيها قائلاً، "للأسف أشك أن هناك خطأ ولابد أن يراجعوا هذا وأنه يأسف لهذا الأمر".

وذكر أن الحركات الإسلامية تحتاج إلى فقه جديد يشارك فيه علماء الأمة وأن جميع الحركات الإسلامية على خلاف أوجهها تعانى من خلل فى الفقه، موضحاً أن الشيخ محمد الغزالى قضى الفترة الأخيرة من حياته يحاول فى صناعة فقه جديد للحركة الإسلامية، مضيفاً أنه – القرضاوى - بذل جزءاً من هذا فى ترشيد هذه الحركة والصحوة الإسلامية، لكن الذين يقودون الحركة الإسلامية والجماعات عندهم معايير أخرى، إلا أن ما يبعث الاطمئنان، كما قال، هم الشباب الواعى الذى يقرأ الكتب المؤيدة لهذا حتى لو لم تقررها عليه حركته.

وجدد القرضاوى تأكيده على خلافه مع كتابات وفكر سيد قطب، مشدداً على أن قطب، مع الاعتراف بعظمته كإنسان ومبدع ومفكر وشهيد، لكنه يخالف قطب فى جملة الأفكار التى قال بها أو كتبها قطب فى الفترة الأخيرة من حياته، خاصة فى طبعاته الأخيرة لكتاب فى "ظلال القرآن" وفى الفصول المنقحة من "العدالة الاجتماعية فى الإسلام"، حيث تغير فكر قطب من الداعية الإسلامى إلى داعى القومية وبدأت أفكاره تتجه لحالة من رفض المجتمع والثورة على كل شىء، وقد يكون هذا نتيجة ما لاقاه الذى يسمى "بفكر المحنة"، لكن هذا الفكر امتد إلى مغالاة ونظر للمجتمع على أنه لم يعد مسلماً وأعاد بعض الأجزاء من كتبه على هذا النحو والفهم، الذى يتضح منه نص صريح بتكفير المجتمع وهو ما يخالفه القرضاوى.

لكن القرضاوى قال، إن قطب لو أتيح له أن يناقش أو يراجع أفكاره لكان عاد عنها، ورد القرضاوى على منتقديه فى هذا الرأى ومن يعيب عليه، خاصة من الإخوان هذا النهج أنهم لا يناقشون أفكاراً، ولكنهم يحكوا عن مواقف بعيداً عن النصوص، ويقدسون أشخاصاً رغم كامل التقدير والحب والاستفادة التى استفادته من قطب، نافياً أن يكون قطب خرج عن إجماع أهل السنة والجماعة رغم الاعتراف بأنه خالفهم، منتهياً إلى عدم مقاطعة كتابات قطب، خاصة ما تركه من تراث أدبى ونقدى ولكن لابد من الانتباه إلى الأخطاء.

وحمل الأمة ومصر تحديداً واجب الدفاع عن القدس وفك الحصار عن أهل غزة، مشدداً على مساندة أهل غزة فى حصارهم، وتقديم كل ما يستطيعون تقديمه من عون مادى ومأكل وطبى، داعياً إلى فك سجن د.عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب لما أصابه جراء تقديم العون والإغاثة لأهل غزة.

وجدد فتواه بتحريم أموال البنوك مهما كان مسماها، وذكر أنه يعد كتاب "الفتاوى الشاذة" للرد على من يصور الوقائع على غير حقيقتها، ويعطى آراءً فقهية حسب الهوى والمصلحة، معتبراً أن الفتاوى على الهواء مباشرة عبر القنوات الدينية والفضائيات خطأ كبير، حتى أنه وصف الفضائيات بأنها "فتنة"، موضحاً أن الفتوى تحتاج خبرة وجهد وعلم وأنه حتى الآن لم يحسم بعض القضايا ولم يكون فيها رأى، واعتبر أن آفة المشاهدين للفضائيات عدم التفريق بين علماء الدين، قائلاً "الفتوى تحتاج ملكات وإن لم توجد الملكات مهما قرأ الشخص ولو ألف كتاباً سيبقى حماراً". منتقداً الكم الكبير من المسلسلات التليفزيونية فى شهر رمضان على شاشات الفضائيات حتى وصل الأمر لتسمية شهر رمضان فى مصر "شهر المسلسلات".

وذكر القرضاوى، أن بعض المسئولين والحكام يظلمون الناس ويذهبون للحج وينتظرون أن يغفر الله ظلمهم، ذلك رداً على سؤال حول هل يقبل الله صوم الظالمين من المسئولين والحكام، ولكنه لم يطلب منع الظالم من صيام رمضان لعله حسب قوله يعود ويراجع نفسه، قائلاً "نسأل الله أن يتوب عليهم أو يأخذهم ويريحنا منهم".

وأيد القرضاوى ما قامت به حماس فى مواجه جماعة جند الله فى غزة بسبب رغبة حركة أنصار جند الله الدعوة لإقامة إمارة إسلامية ورفع السلاح على المدافعين عن الأرض فى مواجهة الاحتلال، معتبراً أن حماس اضطرت لرفع السلاح والقتال حماية لوحدة القطاع ومنع الفتنة، كما أكد رفضه أفكار الرئيس الأمريكى باراك أوباما وما اقترحه من حل للقضية الفلسطينية مبنى على وقف المستوطنات مقابل سحب سلاح المقاومة، موضحاً أن إسرائيل لن تعطى الفلسطينيين شيئاً بدون مقاومة أو طواعية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة