فوجئ الحمار يوما أن أصحابه يضعون عصابة على عينيه... فتعجب جدا... لكنهم سبقوه بالجواب على سؤاله الذى لم يسأله بعد.. (هذه لتقيك الدوار أثناء رحلتك نحو الخير والنماء... سوف تسير معنا حتى نصل سويا إلى مكان سوف تستريح فيه وتستمتع بما فيه من طعام ومياه وشمس ساطعة وجمال خلاب).
ابتهج الحمار وانفرجت أساريره ... فهو سوف يمضى فى طريق يحقق فى نهايته ما كان يأمله.. إلا أنه فوجئ بعد ذلك بشىء ثقيل يوضع حول رقبته (....ما هذا؟) تساءل الحمار فى داخله .. وكالعادة وقبل أن ينطقها أجابوه (هذه هى مستلزمات الرحلة ويجب عليك حملها)... لم يفتح الحمار فاه فكل شىء يهون فى سبيل النهاية السعيدة.
بدأ الحمار السير ... طال الطريق ... ثقل الحمل... لكن عليه أن يتحمل ... كلما أنهكه التعب يصيح فيه من حوله... أسرع وإلا لن نقودك إلى هناك... فيعود ويسرع ويسرع.... (نعم يجب على ألا أغضبهم وأن أطيعهم) يقول الحمار لنفسه... فهم من سيقودونه.
كان الحمار كلما جاع يعطونه بالكاد قليلا من الفول ما يضمن بقاءه حيا... وكان لا يستريح سوى يوم وحيد فى الأسبوع.
مرت الأيام... والأسابيع والشهور... ولم يصل الحمار إلى مآربه... ساءت صحته جدا... أنهكه التعب والألم...ومازال يسير..
(لن يكون هناك راحة بعد فنحن فى طوارئ الآن وهذا اليوم من كل أسبوع سوف تستمر فى العمل فيه مثل أى يوم آخر)... سمع الحمار هذا فصرخ (كيف ذلك ... لقد تعبت جدا... أنا لا أريد أرض أحلامكم هذه... فقط دعونى أمضى) ولم يكد يكمل كلامه حتى شعر بضربات متتالية من سياط قاسية أدمت ظهره (ألم نقل لك يا غبى أننا فى طوارئ الآن)...
(لكننى هكذا سوف أموت) ...
( لتمت فأنت لا تعنينا... سوف نحضر حمارا آخر وما أكثر الحمير هنا... ما يعنينا هو تلك المياه التى تخرجها لنا من هذه الساقية ونحن بحاجة إلى مزيد منها... وسوف تعمل دونا عنك... سوف نسيرك بالسياط)..
لم يمر اليوم حتى سقط الحمار جثة هامدة.... ومات.
وهكذا دوما......... مصير الحمير.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة