إنها ليست استقالة عادية تلك التى أعلنها هانى أبوريدة لأنها استحوذت على اهتمام الوسط الكروى طيلة الساعات القليلة التى سبقت سحبها، أو «تجميدها».
الاستقالة المجمدة كشفت حالة الفوضى التى تسيطر على كرة القدم المصرية كما كشفت حجم الصراع، وكيف انتشر فى أروقة الاتحاد.
اصدقاء الأمس أبوريدة وزاهر.. هم فرقاء اليوم وغداً وربما المستقبل.. «فالإخوة الأعداء» فى الجبلاية، لا يعترفون بأب شرعى للعبة إلا فى حالات المواجهة مع الإعلام أو الدولة أو معارضيهم.
رجال الرئيس زاهر.. والنائب أبوريدة لعبوا دوراً متعاظماً فى تأجيج الخلاف بينهما، بالإضافة لرفض هانى أبوريدة الوقوف متفرجاً على قرارات يصدرها زاهر فى غيابه، كما يرفض تواجد أعضاء المجلس فى الإشراف على لجان بطولة كأس العالم للشباب، بالإضافة لمظاهر المجاملات التى زادت عن الحد فى تعيين المقربين من زاهر ورجاله دون حاجة لوظائف جديدة، بأرقام وصل أقلها إلى الخمسة آلاف جنيه شهرياً ويتصاعد الرقم كلما زاد حجم ارتباط المعين ليصل أحياناً لـ 10 أو 15 ألف جنيه!
أعضاء الاتحاد يؤكدون أن هناك اختصاصات محددة أسندت لأبوريدة كما هو سائد لكنهم أبدوا استغراباً شديداً لما كشف عنه نائب الرئيس وهو إرادته تملك الاختصاصات ملكية خاصة!
لهذا وعلى غير ما يظهره أعضاء مجلس الجبلاية فى وسائل الإعلام فإنهم يبدون الأسف والغضب من تغير شخصيته بعد دخوله.. «تنفيذى الفيفا»، ويقولون للمقربين منهم إنه أصبح كثير الكلام عن الاستقالة من الجبلاية، وعن مركزه المرموق بالفيفا.. وبمعنى آخر يريد أن تصلهم الرسالة بأنه مشكور إذا بقى معهم على طاولة واحدة.
هذة المزاجية الجديدة لأبوريدة ساهمت فى أن يحاصره زاهر بها ويجعل أصدقاءه القدامى فى المجلس يتأففون من الخصوصية التى يسعى أبوريدة لإحاطة نفسه بها!
الأعضاء وزاهر الذى لجأ للواء حرب الدهشورى الرئيس السابق للاتحاد والذى يعتبره أبوريدة الأب الروحى كروياً له لحل الأزمة، يرون أن نائب الرئيس ذهب بالاستقالة لصقر وهو يعرف أنها ستجمد ليتركها فى ثلاجة المجلس بعد ساعات قليلة من تقديمها ربما انتظاراً لأن «تسيح» بعد كأس العالم للشباب ليحقق أيا من هدفين.. أولهما أن تنجح البطولة فيكون هو البطل، وثانيهما ألا يكتب لها النجاح فيكون مستعداً بأنه كشف مقدما المعوقات، خاصة أنه كان قد اعترض على تغييرات فى جهاز المنتخب الذى يشرف عليه بالإضافة لاعتراضه على ما يقوم به زاهر من أحكام السيطرة على المكان، لدرجة أن مدير مكتبه ويدعى وليد يستطيع أن يعطى أوامر للعاملين.
أما ما لم يعرفه الرأى العام فهو الانقسام الداخلى بين رجال الرئيس والنائب.. ومحاولة كلا الفريقين استظهار قوة زعيمهم، فرجال زاهر يوجهون حربا إعلامية بقيادة مدحت شلبى وقطاع الإعلام بتوجيه الرئيس، ورجال أبوريدة بزعامة علاء عبدالعزيز يحاولون الظهور أكثر قوة فى إبلاغه بما يدور داخل الاتحاد.
تبقى الحرب دائرة.. ويبقى أبوريدة فى حاجة لمراجعة أوراقه لأنه يمثل نقطة تصلح أن تكون أملاً للكرة المصرية فى المستقبل، لكنه فى حاجة عاجلة لإعادة النظر فى أغلب أفراد المجموعة الملتفة حوله.. وما لم يذكره النائب «المجمد».. أنه يخشى تحمل خطايا المجلس.. واجتراء زاهر على مسئولى الدولة فى أزمة البث.. وتظل معركة «الإخوة الأعداء».. قائمة!!
الأعضاء أكدوا أنه تغير بعد الفيفا.. وهو يرفض تحمل خطايا المجلس
أبوريدة وزاهر.. صراع «الإخوة الأعداء» للسيطرة على الجبلاية!
الخميس، 20 أغسطس 2009 08:35 م
هانى أبو ريدة و سمير زاهر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة