بداية.. لماذا فكرت فى السفر لإسرائيل وعمل هذا التقرير؟
أنا صحفى تلفزيونى، أتعامل مع الصورة بقدر ما أتعامل مع اللفظ، هذه لغتى. ولكى أتكلم لابد أن أرى وأُريك. من هنا فأيا كان مضمون ما أود قوله فلابد أن يكون مصحوبا بالصورة، والصورة فى هذا الموضوع كانت هناك، كذلك رأيت أن التعامل الإعلامى مع هذه القضية حول البشر إلى أرقام: خمسة أو ستة أو سبعة آلاف مصرى فى إسرائيل، وأنا أردت أن أبحث عن أسماء ووجوه وقصص وحكايات، عن جانب بشرى وإنسانى.
ألم تخش تعنت الأجهزة الأمنية أو توجيه الاتهام إليك بأنك شخص مطبع؟
بالنسبة للأمن كانت الإجراءات عادية، ولمست وعيا واستيعابا ممن تعاملت معهم لطبيعة عملى ومتطلباته وأخلاق المهنة التى أنتمى إليها وما تبيحه لى وما تحظره.. أما الخشية من تهمة التطبيع فلم أفكر فيها ولا تهمنى، أنا صحفى، وحتى فى حالة الحروب المباشرة من المتعارف عليه إمكان وجود الصحفى حتى خلف خطوط العدو وفى مدنه مع احترامى لسلامته وتمكينه من مهمته، ولو كنت ذهبت هناك بصفتى الشخصية ككاتب أو مثقف أو تلبية لدعوة مثلا، لكان الأمر يتعلق بمفهوم التطبيع وقضيته أيا كان موقفى منها. أما الصحفى فى مهمة فهو فى رأيى كالدبلوماسى أو موظف الإغاثة أو الهلال الأحمر.
احكى لنا تفاصيل الرحلة؟
الطائرة من القاهرة لتل أبيب، اتخذت من رام الله مركزا لتحركاتى لرغبتى فى المبيت فى أرض فلسطينية بين زملاء فلسطينيين قدامى ورائعين كانت لى مهمة فى غزة سيعرض الريبورتاج الخاص بها خلال أيام، أما موضوع المصريين فى إسرائيل فاستدعى ذهابى إلى مدن الشمال عكا والناصرة وما فى الطريق إليهما من مدن وقرى عربية خالصة ومختلطة، ولم أفوت طبعا نعمة الصلاة فى الأقصى.
ماذا شعرت وأنت تطأ قدماك إسرائيل.. هل أحسست بالغربة أو ماذا؟
أولا ليست المرة الأولى فقد كانت لى مهمات سابقة مع تلفزيون إم بى سى وتلفزيون أبوظبى، منذ الرحلة الأولى التى صاحبت فيها وغطيت عودة الزعيم الراحل ياسر عرفات التاريخية إلى فلسطين قبل 15 سنة، وقد عملت مع أو التقيت هناك فى تغطية الأحداث المختلفة بعدد كبير من الأساتذة وزملاء المهنة، وهم الآن من أبرز وجوه الإعلام المصرى كعماد أديب ومعتز الدمرداش وشريف عامر وكثيرين.. ولا أعتقد أننى سأختلف عن أى منهم إذا قلت إن الإحساس بالغربة موجود دائما وأنت هناك، فى المرة الأولى وفى المرة العاشرة لا فرق، مع ذلك فهناك إحساس بالألفة مع الأرض والطبيعة.
كيف يعيش المصريون المتزوجون من إسرائيليات؟
جميعهم يعمل ويكسب جيدا، مستوى المعيشة فوق المتوسط، وكلهم تجاوزوا فكرة أنه يعيش تحت علم إسرائيلى، وأصبح يتعامل مع الأرض الأليفة والزوجة العربية وفى محيط عربى ولغة عربية بين المساجد أو الكنائس، هم يشعرون أنهم فى غربة لا تختلف عن غربة الخليج مثلا، مع فارق أن الطبيعة أجمل.
هل هناك شىء ما لفت انتباهك فى حياة المصريين الذين يعيشون هناك؟
ترابطهم وحرصهم على التواصل فيما بينهم، الحزن بسبب عدم تمكنهم من زيارة مصر بشكل أكثر تواترا، وذلك لطول فترة استخراج تصريح السفر من مصر إلى إسرائيل حال عودتهم.
ناصر فرغلى.. على المستوى الشخصى أنت مع أم ضد الزواج من الإسرائيليات وهل أنت موافق على سحب الجنسية منهم ولماذا؟
أولا يجب الكف عن وصف نساء عرب 48 بالإسرائيليات، هؤلاء أهلنا ويكفى أنهن أصبحن قلة على أرضهن ومواطنات من الدرجة الثانية. هن يحتجن أقصى الدعم من سائر العرب حتى لا تكون إسرائيل هى الحضن الوحيد. وليعلم الجميع أن هؤلاء المليون ونصف المليون من عرب الداخل هم الأرق الحقيقى لإسرائيل. المتزوجون من هؤلاء لا يجب التطرق إليهم أصلا، أما الزواج من إسرائيلية غير عربية فلا أحبذه ولا أتمناه لحبيب، ولكن هذا لا يصنع من الأمر جريمة، إذ يجب احترام مبدأ الحريات الشخصية، أما سحب الجنسية فكلام فارغ، فالجنسية لا تُمنح، الجنسية هى وثيقة إثبات حصة الفرد فى بلده، فكيف لأحد أو مجموعة أن يحرم فردا من ميراثه؟
عند عودتك.. هل تعرضت لأى مضايقات أمنية؟
إطلاقا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة