"صنداى تليجراف": "لبنى" رمز لاضطهاد النساء فى السودان

الأحد، 02 أغسطس 2009 06:30 م
"صنداى تليجراف": "لبنى" رمز لاضطهاد النساء فى السودان جلد الصحفية لبنى أحمد الحسين أثار أزمة فى السودان
إعداد ـ رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انفردت صحيفة "صنداى تليجراف" البريطانية بإجراء مقابلة حصرية مع الصحفية السودانية لبنى أحمد الحسين، التى أصبحت محط أنظار العالم وجماعات حقوق الإنسان وحقوق المرأة بعد أن ألقت شرطة الآداب السودانية القبض عليها، لأنها أخلّت بالآداب العامة وارتكبت جرماً شائناً عندما ارتدت "بنطلون" فى مكان عام.

وتسرد الصحيفة كيف ذهبت الحسين إلى مطعم "كوكب الشرق" فى الخرطوم مساء يوم الجمعة لتحجز حفل زفاف أحد أقاربها، ثم جلست لتحتسى مشروبا باردا على نغمات أغنية كان يتغنى بها مطرب مصرى على شاشة تليفزيون المقهى ولم تمر ساعة، إلا وقد ألقى القبض عليها لعدم ارتدائها الزى الإسلامى وتعرضت للإذلال والمهانة والضرب أمام مئات الأشخاص قبل أن تمثل أمام المحكمة لكى تواجه عقوبة الجلد 40 جلدة لمخالفتها القانون.

وبدلاً من أن تطلب لبنى حسين الرحمة، قلبت الأوضاع رأساً على عقب عندما قررت أن تتحدى القضاة وتقبل أن تفرض عليها العقوبة كاملة وتجلد ولكن بقرار المحكمة، إذ كان بيدها تجنب ذلك فى حال وافقت على أن تجلد 10 جلدات وأن تعترف بخطئها قبل أن تؤخذ إلى قسم الشرطة، وهو ما أكسبها شعبية كبيرة لشجاعتها فى الدفاع عن حقوق المرأة فى واحدة من أكثر الدول المحافظة فى أفريقيا.

وتشير الصحيفة إلى أن الحسين أصبحت بين ليلة وضحاه "بطلة" ومثل تحتذى به آلاف النساء فى أفريقيا والشرق الأوسط، ولكنها باتت "عدو الأخلاق العامة" للرجال الذين يشعرون بالتهديد من موقفها العنيد، حيث أدينت بصورة كبيرة فى الصحف السودانية والمساجد.

وتقول الصحفية السودانية فى أول مقابلة لها مع وسائل الإعلام الغربية: "الجلد أمر رهيب، مؤلم للغاية ومصدر إهانة كبير بالنسبة للضحية، ولكنى لا أخشى الجلد، ولن أتراجع عن موقفى، وسأدافع عن حقوق المرأة، والآن مع اتجاه أنظار العالم إلى هذه القضية، لدى فرصة فى جذب الانتباه إلى محنة النساء فى السودان".

وتلفت الصحيفة إلى أن لبنى الحسين كان فى استطاعتها تجنب العقاب برمته إذا استخدمت حصانة الأمم المتحدة التى تتبع لها وفقاً للقانون السودانى، ولكنها فضلت أن تستقيل من عملها فى الأمم المتحدة، وهو ما أثار حيرة القضاة الذين أجلوا النطق بالحكم يوم الأربعاء الماضى لأنهم لم يعرفوا ماذا يفعلوا معها.

"عندما وقفت وسط المحكمة شعرت كما لو أنى ثورى يقف أمام القضاة. شعرت كما لو أننى أمثل جميع نساء السودان"، هكذا قالت الحسين بنبرة يعلوها الفخر والاعتداد بالنفس.
وتضيف الصحيفة أن لبنى كانت من بين 14 امرأة اعتقلن فى مقهى كوكب الشرق بالخرطوم، وهو مركز لتجمع المثقفين والصحفيين الذين يأتون مع أفراد أسرهم. وقد ألقى القبض عليهن جميعا بسبب ارتدائهن السراويل.
وتلفت الحسين إلى أن المسيحيات اللاتى اعتقلن معها كن قد أتين للعاصمة من الجنوب للزيارة، وقد كن من بين عشر نساء اعترفن بالخطأ، وتم جلدهن عشر جلدات على الفور ثم أطلق سراحهن.
وتستنكر أن يتم احتجازها فى "عنبر" بالسجن يقيم فيه رجال ونساء معا، وتتساءل: "أين هذا من الإسلام؟ هذا مخالف للشريعة".
وتقول الصحيفة إن السيدة لبنى حسين تعتبر من المعارضين القدامى للحكومة السودانية التى يرأسها عمر البشير، أول رئيس تصدر بحقه مذكرة اعتقال دولية. وقد كتبت قبل اعتقالها، سلسلة من المقالات التى تنتقد النظام رغم أنها تعتقد أنه تم إلقاء القبض عليها بشكل عشوائى مع غيرها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة