محمد حمزة يكتب.. بريطانيا "المواطنة الفاعلة" خطوة فى الاتجاه الصحيح

الأربعاء، 19 أغسطس 2009 10:21 ص
محمد حمزة يكتب.. بريطانيا "المواطنة الفاعلة" خطوة فى الاتجاه الصحيح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن مشكلة عدم قدرة الجاليات المسلمة على الاندماج فى المجتمعات الغربية التى يعيشون فيها تعد من إحدى المشكلات المتعلقة باختلاف الثقافات والعقائد الدينية. وقد يشعر بعض المسلمين فى هذه المجتمعات بنوع من العزلة، إما خوفا على ما قد أتوا به من عادات وتقاليد إسلامية محافظة فى عالم غربى يتسم بانفتاح العلاقات ومعايير مختلفة للسلوك القويم أو لشعورهم بأن هناك نوعا من أنواع التمييز يمارس ضدهم فى بعض هذه البلدان مثل فرنسا التى يحظر فيها على الطالبات المسلمات ارتداء الحجاب داخل المدارس بالإضافة إلى الحديث الذى يدور حول حظر النقاب. ومشكلة عدم الاندماج قد لا تتعلق بالمسلمين فقط بل قد تمتد لتشمل مجموعات أخرى تأتى إلى الغرب ولسبب ما أو لآخر لا تستطيع الاندماج فيه.

وفى هذا الإطار ظهر مؤخرا أن الحكومة البريطانية بصدد دراسة حزمة من المقترحات التى تقضى بإدخال تعديلات جديدة على قانون منح حق الإقامة للمهاجرين الأجانب، ومن شأن هذه المقترحات تحفيز المهاجرين على الاندماج فى المجتمع البريطانى الذى يعيشون فيه. توضح المقترحات التى مازلت قيد البحث وتخضع حاليا لاستطلاع رأى المواطنين أنه على المهاجرين الذين يريدون البقاء والعيش بصفة دائمة فى بريطانيا أن يبرهنوا أنهم "مواطنون فاعلون". وبدون الخوض فى تفاصيل التعديلات المقترحة، فإن طريق الحصول على حق المواطنة والإقامة الدائمة يتضمن ثلاث مراحل يكون المهاجر فى المرحلة الثانية منها "مواطن تحت الاختبار".

وهذه المرحلة قد تطول أو تقصر بحسب مدى اندماج المهاجر فى المجتمع، بحيث إن المهاجر الذى يحرص على إثبات ذلك الاندماج عن طريق القيام بأعمال تطوعية أو الاشتراك فى جمعيات خيرية ومجتمعية يكون له الحق أن يتقدم بطلب الحصول على الإقامة بعد عام واحد فقط فى هذه المرحلة وإن لم يثبت المهاجر أنه كان مواطنا فعالا ليس له الحق فى طلب الإقامة الدائمة إلا بعد مرور ثلاث سنوات.

وبالرغم من المقترحات الجديدة تهدف إلى ترشيد منح حق الإقامة الدائمة للأجانب فإن فكرة المواطنة الفاعلة تعد خطوة على الطريق الصحيح نحو مجتمع يتكامل ويندمج فيه كل أفراده على اختلاف خلفياتهم الثقافية والدينية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة