خبراء: القضية الفلسطينية.. معيار نجاح مباحثات مبارك وأوباما

الأربعاء، 19 أغسطس 2009 05:00 م
خبراء: القضية الفلسطينية.. معيار نجاح مباحثات مبارك وأوباما وضع نهاية القضية الفلسطينية معيار نجاح مباحثات مبارك وأوباما
كتبت جينا وليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن عاد الرئيس مبارك إلى القاهرة منهياً زيارته لواشنطن التى اختتمها بلقاء قمة مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، يبدو التساؤل المنطقى الآن، هل حققت هذه الزيارة الأهداف المرجوة منها على الصعيد الخارجى، خاصة وأن آمالاً كبيرة كانت معلقة من جانب دول المنطقة على هذه الزيارة التى تعد الأخيرة فى سلسلة زيارات القادة العرب لواشنطن قبل أن تقرر إدارة أوباما الإعلان عن خطة السلام فى الشرق الأوسط.

أكد الخبراء لليوم السابع أن وضع نهاية للملف الفلسطينى هو المقياس الأساسى لمدى نجاح زيارة مبارك لواشنطن، فرغم الترحيب المصرى بالتصريحات الأمريكية الأخيرة فى هذا الشأن، إلا أن خلافاً بين الجانبين يبدو واضحاً خاصة فى القضايا التفصيلية المتعلقة بالسلام.

ومن جانبه، قال الدكتور سمير غطاس مدير مركز القدس للدراسات الفلسطينية، إن زيارة مبارك لواشنطن كانت إيجابية من وجهة نظرها لاعتبارات ثلاثة، وهى أنها محاولة جادة لتصحيح العلاقات المصرية الأمريكية من خلال استعادت الطابع الاستراتيجى على قاعدة التفاهم بين الدولتين، خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت توتراً شديداً فى عهد الإدارة السابقة، وتعطل الحوار السياسى بين البلدين منذ أكثر من خمس سنوات.

أما الاعتبار الثانى فلأن الرئيس مبارك هو آخر رئيس عربى يزور الولايات المتحده فى سلسلة زيارات الرؤساء العرب، والزيارة الأخيرة أهميتها تكمن فى الاعتبار الثالث المتمثل فى أن أوباما يتأهب لبلورة أفكاره بشأن عملية السلام فى الشرق الأوسط لصياغتها فى شكل جديد قبل إعلانها رسمياً.

وأضاف أن الأوضاع بين البلدين تغيرت فى الوقت الحالى إلى الأفضل بعد أن تخلت واشنطن عن سياستها السابقة التى كانت تركز على عملية الإصلاح والديمقراطية فى الدول العربية، وخاصة مصر، مشيراً إلى أن العلاقة بين البلدين تحللت من مشاكلها السابقة، مما أعطاها انطلاقة كبيرة خاصة فى جانب الملفات الإقليمية التى تعلم أمريكا أن لمصر دوراً كبيراً فيها.

ولفت غطاس إلى أنه رغم تلاقى الأفكار المصرية الأمريكية فى العديد من القضايا فى الوقت الحالى، إلا أن هناك أموراً مازال عليها خلاف، منها أن واشنطن ترى أن عملية السلام فى الشرق الأوسط يجب أن تبدأ بالملف السورى أولا، بينما ترى مصر أن حل القضية الفلسطينية سيكون الأساس لحل أى مسار آخر من مسارات الصراع العربى الإسرائيلى، كما أن الرئيس مبارك يرى أن أى خطوات تطبيعية من جانب العرب لن تتم إلا بعد أن تنخرط إسرائيل بقوة فى العملية السلامية، على أن يقترن ذلك ببوادر حسن نية من جانب تل أبيب، منها وقف عمليات الاستيطان، بينما يرى أوباما أن مجرد الوعد الإسرائيلى بوقف الاستيطان أمر كفيل لبدء التطبيع.

الدكتور جمال عبد الجواد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن زيارة مبارك حققت نجاحا كبيرا لم تحققه أى زيارة مماثلة منذ فترة كبيرة، فقد ظهر قدر كبير من التوافق بين الإدارتين المصرية والأمريكية على العديد من الملفات منها السودان وفلسطين وإيران، ومصر شرحت وجهة نظرها فى هذه الملفات، لافتاً إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد تحسنا كبيرا فى العلاقات ما بين البلدين.

السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية سابقا، قال إنه رغم الانفراجة التى حدثت فى العلاقات الأمريكية المصرية، إلا أن العديد من القضايا لازالت عالقة، فزيارة واحدة لن تكون كفيلة بإذابة الجليد الذى تراكم على مدى خمس سنوات.

رخا قال إن الصراع العربى الإسرائيلى هو لب الخلاف بين القاهرة وواشنطن، ورغم الانفتاح الذى أبدته إدارة أوباما على المنطقة من خلال التصريحات التى تطالب إسرائيل بتنفيذ التزاماتها السابقة، إلا أن هذه التصريحات لم ترق إلى مرحلة التطبيق الفعلى، من خلال ممارسة الضغوطات على إسرائيل.

نقطة أخرى يراها رخا ضمن النقاط التى مازال عليها خلاف بين مصر وأمريكا حتى بعد لقاء مبارك-أوباما، وهى المتعلقة بالموضوع النووى، ففى حين تركز واشنطن على الملف النووى الإيرانى ترى مصر أنه من الضرورى العمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط بشكل كامل من أسلحة الدمار الشامل، خاصة من إسرائيل وإيران.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة