قالت إن "تدليل" الرئيس المصرى أمام إغفال مطالب الشعب يعد تجاهلاً لـ"عبرات التاريخ"..

"واشنطن بوست" تحذر أوباما من "واقعيى" الشرق الأوسط و"خبرات" مبارك فى صد المبادرات الأمريكية

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009 03:54 م
"واشنطن بوست" تحذر أوباما من "واقعيى" الشرق الأوسط و"خبرات" مبارك فى صد المبادرات الأمريكية جانب من تقرير واشنطن بوست
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذرت صحيفة واشنطن بوست فى افتتاحيتها اليوم، الثلاثاء، الرئيس الأمريكى باراك أوباما من خبرة الـ28 عاماً التى يمتلكها الرئيس المصرى حسنى مبارك فى "صد المبادرات الأمريكية"، وقالت إن جهود مبارك الدبلوماسية "المشكوك فيها" لا يمكن أن تكون مبرراً لدعم مبارك وإغفال حقوق الشعب المصرى.

وعلقت الصحيفة على الزيارة الأولى التى يقوم بها مبارك خلال السنوات الخمس الأخيرة، قائله إن تلك الزيارة تعد مؤشراً على عودة الإدارة الأمريكية إلى تبنى سياسات دعم الأنظمة العربية الاستبدادية مقابل الحصول على تعاونهم فى معالجة قضايا الأمن الإقليمى، لكن مستشارى أوباما طالما نفوا ذلك، مؤكدين أن الرئيس الأمريكى لم ولن يتبنى مثل تلك السياسة التى كان نتاجها تنظيم القاعدة وصدام حسين.

وقالت إن زعماء المعارضة المصرية أصابهم الإحباط، وأعربوا عن خيبة أملهم إزاء قرار الإدارة الأمريكية تقليص حجم المساعدات الموجهة للجماعات المؤيدة للإصلاح وتأييدها العلنى لمبارك البالغ من العمر 81 عاما.

وأضافت أن "واقعيى" الشرق الأوسط، والذين تعج بهم الإدارة الأمريكية الجديدة، يرون أن مساعدة الرئيس مبارك ضرورية للتوصل إلى تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولاحتواء الجماعات المتطرفة الموالية لإيران أمثال حزب الله وحماس. ولكن أغلب الظن سيصاب هؤلاء المسئولون، شأنهم شأن الكثير من صناع السياسة الذين سبقوهم بالإحباط إزاء التفاوت الصارخ بين ما يقوله مبارك وما يفعله.

وقد تعهد النظام المصرى لواشنطن على مدار سنوات طوال بأنه سيتوسط لوضع نهاية للصدع الكبير بين حماس والسلطة الفلسطينية المعتدلة، ووضع نهاية لتهريب الأسلحة إلى المسلحين فى غزة والإفراج عن جلعاد شاليط الجندى الإسرائيلى المحتجز منذ عام 2006. ولكنه أخفق فى الوفاء بجميع هذه التعهدات.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من بوادر حسن النية التى أبدتها الإدارة الأمريكية، كان تأييد مبارك لسياساتها فاتراً، حيث رفض على الملأ اقتراح البيت الأبيض الذى ينطوى على تقديم الدول العربية لتنازلات بناء الثقة لإسرائيل مقابل أن تقوم الأخيرة بإيقاف بناء المستوطنات فى الضفة الغربية. هذا بالإضافة إلى أنه أحط من النهج الذى تتبناه الإدارة الأمريكية فى مقابلة مع قناة "PBS" بثت أمس الاثنين، مرجحاً أن الولايات المتحدة أخطأت لأنها تدخلت فى أفغانستان.

وأكدت أنه ليس من المحتمل أن يغير أى قدر من "التدليل" من قبل الرئيس الأمريكى سلوك الرئيس مبارك، ذلك الرئيس الذى يمتلك خبرة عمرها 28 عاما فى صد المبادرات الأمريكية، ولكن الأمر الذى قد يجدى نفعاً ينحصر فى مساعدة النظام على رفض مطالب التحرر السياسى الداخلية، خاصة فى الوقت الذى يقترب فيه وقوع انتقال مصيرى فى موازين القوى.

وأوضحت "واشنطن بوست" أنه قد امتثل الرئيس مبارك لضغوط إدارة الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش وغير الدستور المصرى لإجراء انتخابات رئاسية مباشرة. ويحين موعد الانتخابات المقبلة بحلول عام 2011، وإذا نجح المصريون فى إجراء انتخابات حرة ونزيهة تسبقها موجة تحرير واسعة، أغلب الظن ستتجه دفة البلاد نحو مستقبل أفضل. ومع ذلك، كثف النظام حملات القمع السياسية، فى الوقت الذى خففت فيه الولايات المتحدة ممارسة ضغوطها، وكان آخر مظاهر هذا القمع رفض الحكومة المصرية أمس الاثنين منح رخصة لحزب سياسى "وسط".

إذا ركز الرئيس الأمريكى باراك أوباما انتباهه اليوم على مبارك وإسهاماته الدبلوماسية "المشكوك بها" وأغفل الشعب المصرى ومطالبه الشرعية بحدوث تغيير سياسى، سيكون بذلك يتجاهل عبرات التاريخ.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة