محمود ياسين يكتب: العرب بين التفكك والانصهار

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009 01:03 م
محمود ياسين يكتب: العرب بين التفكك والانصهار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا لزمن قريب جداً نعانى من ويلات التفكك والشرذمة الحاصلة بين الوطن العربى ما سموها التفكك العربى الظاهر للعيان، سواء على المستوى السياسى أو الثقافى أو حتى الرياضى!

وكعادتنا نواجه مشاكلنا ونتكلم فيه ونظهره نتحدث بصوت عالٍ للجميع، ولكن لا نستطيع حتى وضع الحلول لها أو ذكر روشتة علاجية للمستقبل حتى ظهر على السطح الانصهار العربى فى العولمة الغربية والتى أصبحت مثال تطبيق لنا جمعيا ننفذها كأوامر عليا لا رفض ولا تفكير ولا حتى تمييز!

فأصبحنا نستورد كل شىء من الغرب وهذا لا يهمنى بقدر أننا للأسف بدأنا نستورد الثقافات والعادات والتفكير حتى أن أحسنت العرض للمشكلة.

وهذه هى المصيبة الكبرى التى ستحل بمجتماعتنا جمعيا، وبدأت لها ظواهر كثيرة حدثت فى الزمن القريب، وإن كنت أرفض ذلك بشدة فأنا أيضا لست بضده.

فأنا من مشجعى التواصل الحضارى والثقافى ومؤيد بشدة لكل ما يقرب الشعوب الشرق أوسطية وخاصة العربية والعالم الغربى من خلال احترام كلا للآخر، ولكن أن يكون مفيدا لى فى تصديره من خلال ما يساعد على نمو مجتمعى ونهضة إنتاجى وتطور ثقافتى وحضارتى من خلال تبادل الثقافات، وأحيانا التفكير والتخطيط السليم الذى يميزهم عنا.

التفكك والانصهار أصبحا الشريك الأساسى لمضمون الهوية العربية الآن بعد أن كنا مصدرى حضارات وعلوم أصبحنا مستوردى كل ما هو تافه من خلال تصدير الغرب لنا لتوافه الأمور، وهذا ما يريدون، وإن دل ذلك يدل على ضعفنا نحن وقوتهم هم.. وهذا قانون الحياة.. فالقوى هو المسيطر المتحكم المصدر لما يريد.. والضعيف ما عليه سوى السمع والطاعة والولاء وهذا أصبح سمة رئيسية لهويتنا وثوابتنا.

تلك كانت مقدمة لما وصل إليه الحال لوضعنا الحالى وسنضع بعضا من النقاط الرئيسية لموضوعنا تكون دليلا لم إلنا إليه وكيف الخلاص وسأكون منصفا جداً للطرفين ولن نتحامل على أحد ونحمله المسئولية.

بداية دعونا نطرح بعض الأسئلة التى تشغل بالنا وتكون نبراسا لبحث
هل العالم العربى فى أحسن حالاته؟
هل الهوية العربية فقدت هويتها؟
هل المشكلة فى الحكومات أم فى الشعوب؟
هل غاب الوعى لكى نقلد بلا تمييز؟
هل الغرب يصدر لنا ما يساعدنا أم يصدر لنا ما يقللنا؟
ما هى الثقافة العربية وثوابتها وهل تغيرت مع الزمن؟
ما هى العولمة وتحدياتها؟
أسئلة كثيرة جدااا كمثال وليست للحصر، ولكن نطرحها لكى نعرف أين نحن وأين هم وأى خط نقف عليه.

هل المستقيم؟ أم المائل؟ أم نمسك الخيط من الوسط؟ أم أننا جمعيا نحلم!!
ولنبدأ بالسؤال الأول هل العالم العربى فى أحسن حالاته الآن؟ بالطبع بإجابة قاطعة لا وألف لا فالوضع مزرى جداا من خلافات سياسية وتنافس ثقافى غير مكمل كل لحسب بلده حتى على المستوى الدولى وثقافات اجتماعيه أصبحت مختلفة طبقا للحالة الاقتصادية المختلفة لكل دولة على حدة وحتى لا تعتقد أنى ضد أو بالعكس لا لأن حتى لو هناك بعض الدول ومنها الخليجية تتميز بهالتها الاقتصادية القوية والمستوى المادى المميز ولكن ينقصها الكثير وأيضا تدخل فى نطاق الانصهار السلبى والتفكك، فالعالم العربى أصبح متفككا من جميع الجوانب لا ثقافة موحدة ولا كلمة أو فكر موحد أو حتى رأى أو موقف واحد موحد والدلائل كثيرة فإلى الآن لم نتمكن من الوحدة الاقتصادية العربية أو حتى الوحدة الثقافية العربية! وأقصد بالوحدة الثقافية هى التكامل مع بعض لإظهار الجانب الحضارى والثقافى لمجتماعتنا وهويتنا فأصبح الخلاف هو المنفذ الوحيد الظاهر عليناّ!

تلك كل الخلافات على سبيل المثال تجيب عن سؤالنا الذى طرحناه والذى سنتعمق فيه أكثر بعد ذلك.

الهوية العربية فقدت بريقها من زمن بعيد وتعددت الأسباب، فقد تخلينا عن ثوابت عديدة كانت تميزنا وكانت مضيئة لنا كعرب، من حضارة قامت عليها الشعوب من الحضارة الفرعونية للحضارة العراقية لحضارات كثيرة وثقافات كانت بالماضى مصدر وحى للغرب جمعيا وعالمه، وتخلينا عن ثقافات وعلوم كنا المصدر الرئيسى أو كانت المصدر الرئيسى للعالم ككل، وارجعوا للتاريخ وشاهدوا الكتاب والمفكرين العرب فى الطب والفلك والرياضيات قامت على هوية عربية خالصة، وتخلينا عن رقى حتى الحفاظ عليها.
وكنا وسنظل مفتخرين بها لأنها ملكنا وحضاراتنا ولكن عذرا للوقت الذى جاء وطمس كل تلك المعانى الجميلة والتى كانت مصدرا لتقدمنا وهويتنا حتى لغتنا العربية أصبحت بلا معنى ولا بريق فبدل أن نتمسك بها ونحافظ على هويتها أصبحت لغة ثانية فى كثير من الثقافات والدليل ما نراه الآن حتى وإن كنا لا نحافظ عليها من مبدأ أنها هويتنا فكان الأجدر أن نحافظ عليها لأنها لغة القرآن الكريم.
هويتنا طمست من أجل من ولصالح من ومن السبب ومن المسئول ومن المستفيد؟
لو لاحظنا فى كل ما ذكرناه أن اللفظ الرئيسى المستخدم لجميع كلامنا هو كنا! أو كانت!.. زمان كنا وكانت وعملنا و..و..
وإذا أردنا أن نعرف من المسئول أو العاتق الأكبر يقع على من سواء حكومات أو شعوب وهذا ما سنكمله مرة أخرى بإذن الله تعالى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة