موهبتان صغيرتان، الأول لم يتعد عمره 15 عاماً، والثانى عشر سنوات، إلا أنهما استطاعا لفت أنظار الجمهور العربى إليهما من خلال عزفهما وحصولهما على المراكز الأولى فى العزف على آلة "العود" و"البزق" فى المسابقة الدولية للعود والتى أقيمت مؤخراً فى سوريا.
محمد طارق أبو ذكرى عازف ومدرس ببيت العود لمؤسسه نصير شمة، والآخر شقيقه عبد الله الذى لم يتعد عمره الخامسة عشر إلا أنه تفوق هو الآخر فى عزفه على آلة البزق.
طارق أبو ذكرى والد الموهبتين عبر عن سعادته لليوم السابع، بما حققه أبناه من نجاح فى المسابقة الدولية للعود، خاصة أنهم شاركوا فيها مع العديد من العازفين من جميع أنحاء العالم منها إيران وتركيا والمغرب وسوريا ومصر وغيرها. وقال: "سعادتى لا توصف بعد أن رفع أبنائى رأسى فى هذه المسابقة، والفضل كله يرجع إلى الله ثم إلى العازف والفنان نصير شمة، والذى احتضن موهبة أبنائى ووقف بجانبهم كثيراً حتى حققوا هذا النجاح".
وعن بداية مشوار محمد وعبد الله فى العزف قال والدهما: "شقيقى لديه هو الآخر موهبة فى العزف على العود، لذلك تعلق به ابنى الكبير محمد وأصر على تعلم العزف على هذه الآلة، وبالفعل أحضرت له مدرساً خصوصياً فى المنزل وبعد ثمانية شهور قال لى "ابنك لديه موهبة فريدة وقد أعطيت له كل ما أملك فى وقت قصير وليس لدى شىء أقدمه له أكثر من ذلك"، بعدها بحثت عن عنوان الفنان نصير شمة، وأجرى له بعض الاختبارات حتى يتأكد من جديته فى خوض تجربة العزف، وبالفعل أثبت ابنى محمد ذاته ومن هنا نشأت علاقة صداقة وأخوة بين ابنى وبين نصير شمة الذى دعمه وأعطى له الكثير حتى أصبح أصغر مدرس معه فى بيت العود الذى قام بتأسيسه.
وأضاف أبو ذكرى قائلاً "أثناء دراسة محمد فى بيت العود شارك فى العديد من المهرجانات العربية والدولية منها مهرجان قرطاج وأبو ظبى وقطر، كما قدم العديد من الحفلات فى ساقية الصاوى والمركز الثقافى الفرنسى وغيرها من المراكز الثقافية. أما ابنى الثانى عبد الله (10 سنوات) فقد تعلم هو الآخر العزف على آلة العود مع الفنان نصير شمة، بالإضافة إلى تعليمه لآلة البزق حتى أن الفنان نصير شمة فتح له قسماً يضم العازفين الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً.
وتمنى أبو ذكرى فى النهاية أن يصبح ابناه من أشهر الموسيقيين الموجودين فى العالم، وأن يظلا محتفظين بمستوى الفنى الراقى الذى يقدماه فى زمن انعدم فيه الفن الأصيل.
محمد أبو ذكرى عبر هو الآخر عن سعادته لليوم السابع، مشيراً إلى أنه بذل جهداً كبيراً فى تحقيق الفوز فى هذه المسابقة "حتى أرفع رأس بلدى ووالدى الذى دعمنى كثيراً فى مشوارى القصير منذ طفولتى وأيضاً أستاذى نصير شمة الذى منحنى الثقة التى أهلتنى للتدريس فى بيت العود".
وأكد محمد أن كونه مدرساً ومعيداً فى بيت العود العربى منحه ثقة كبيرة جعلته على قدر كبير من المسئولية التى تعطيه دائماً دفعة للإمام وبذل مجهوداً ضخماً لتحقيق المركز الأول فى المسابقة لأنه يستحيل أن يكون أستاذاً فاشلاً.
ومن أهم المقطوعات التى عزفها محمد فى المسابقة ونالت على أعجاب الحاضرين وخاصة لجنة التحكيم، والتى تكونت من الموسيقار هانى مهنى وعازف الكمان سعد محمد مقطوعة "موجم" وهى من تأليفه، ولحن "توتة" للفنان فريد الأطرش بالإضافة إلى بعض موسيقى نصير شمة.
محمد أبو ذكرى لم يكتف بتحقيقه المركز الأول فى المسابقة الدولية للعود أو كونه مدرساً فى بيت العود بل يخطط أيضاً للسفر مع بداية الأسبوع المقبل إلى فرنسا لاستكمال دراسته فى التأليف الموسيقى فى جامعة "ليون" الفرنسية، كما ينوى أيضاً تقديم ألبوم موسيقى مع بداية العام المقبل يقدم من خلاله تقديم مقطوعات موسيقية تمتزج بها نغمات العود مع الجيتار.