لوس أنجلوس تايمز: سياسة الإضراب تجتاح عقلية العامل المصرى

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009 07:54 م
لوس أنجلوس تايمز: سياسة الإضراب تجتاح عقلية العامل المصرى الاحتجاجات العمالية توالت على الساحة المصرية فى الآونة الأخيرة
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز فى تقرير أعده مراسلها بالقاهرة جيفرى فليشمان برصد أوضاع العمال المصريين فى ظل حكومة الرئيس حسنى مبارك. وسلطت الصحيفة الضوء على نموذج لرجل يمثل كل عامل فى مصر.

"أنا أكبر عامل فى المصنع الذى أعمل به، وأجنى 900 جنيه بالشهر، بينما أدفع إيجار 500 جنيه، ولدى ما يكفينى من الفواتير الطبية والمصاريف العائلية، وهذا يستنزف راتبى، ولا أجد سبيلاً آخر للاستمرار سوى اقتراض الأموال من أبى"، هكذا قال شاذلى الصاوى الذى يبلغ من العمر 36 عاما ويعمل بأحد مصانع السويس.

يقول فليشمان إن الصاوى قاد إضرابا قام به عمال مصنع السويس للأسمدة الذين أخذوا من مسجد المصنع مقراً لاحتجاجهم الذى استمر 20 يوماً فى السويس قبل أن تفلح ضغوط الشرطة، وتعهدات إدارة المصنع بوضع نهاية لهذه المواجهة. ولكن سرعان ما تبددت هذه التعهدات فى الهواء، ليصبح الإضراب دلالة أخرى قوية على أن ملايين العمال الغاضبين والذين لا يجنون الكثير فى المكاتب العامة والشركات التى تمتلكها الحكومة يفرضون اختباراً حقيقاً على حكومة الرئيس مبارك.

ومن جانبه، يقول الناشط العمالى فى السويس سعود عمر، إنه "لأمر جيد أن تجتاح موجة الاعتصامات البلاد، فهناك شعور متعاظم بين العمال بأنهم يستطيعون التواصل مع بعضهم. فهم بدأوا يدركون أنهم فى أمس الحاجة لتوحيد صفوفهم، وهو المناخ الذى افتقده العمال منذ ست سنوات".

ويلفت الكاتب إلى أن جميع طبقات العمال فى مصر باختلافها والمتمثلة فى عمال المحاجر والأطباء وعمال السكك الحديدية والمحامين والصيادلة وغيرهم أضربوا احتجاجاً على أوضاعهم أو يسيرون على نهج الاعتصام. ويرى فليشمان أن الحكومة المصرية التى طالما أحكمت قبضتها على المعارضين السياسيين يتعين عليها استرضاء العمال الذين يشكون من أن رجال الأعمال والنواب الذين تربطهم صلة وثيقة بالحزب الوطنى هم فقط من ينعمون برغد العيش فى مصر.

نظم العمال المصريون مئات الإضرابات منذ عام 2006 الذى شهد اشتباكات قوية بين عمال مصانع النسيج وبين قوات الشرطة فى مدينة المحلة الكبرى، وعلى ما يبدو انتشرت هذه الموجة بين جميع الطبقات، خاصة فى الوقت الذى فشل فيه مبارك، الذى أدى برنامجه للخصخصة إلى تقدم اقتصادى ملحوظ، فى كبح التضخم والدين الكبير لتحسين مستوى معظم المصريين.

على الرغم من أن المحللين قارنوا المناخ السائد بذلك الذى سبق ثورة عام 1919 ضد حكم البريطانيين الاستعمارى، إلا أن حكومة مبارك نجحت فى منع نشوب انتفاضة قومية عندما رفعت بعض الأجور، وتعهدت بزيادة أجور البعض الآخر، ولكنها اعتمدت أكثر الوقت على التخويف والترهيب النابع من الدولة البوليسية لإحجام الإضرابات. ومن ناحية أخرى، يتهم العمال كذلك الحزب الوطنى بالتلاعب بالنقابات لحماية الشركات بدلاً من الأفراد.

ويقول كمال البنا، أحد العمال الذين هددتهم الشرطة بإلقاء القبض عليهم بتهمة المؤامرة إذا لم يتوقفوا عن إضراب شركة السويس للأسمدة الأخير؛ "أعتقد أنهم يريدون أن يبقوا على أجورنا ضعيفة حتى تستمر معاناتنا اليومية وبالتالى لا نملك الوقت للسياسة، أو حتى لنتفكر فى كيفية تحسين الأوضاع".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة