حذر د.وحيد يسرى، رئيس قسم جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، من الزيادة المتوقعة لنسبة الإصابة بسرطان الكبد فى مصر. ووصف أستاذ الأورام سرطان الكبد بأنه قاتل صامت، وتكمن خطورته فى أنه ليس له علاج كيميائى ولا إشعاعى، ولا حل لمواجهة انتشاره بين المصريين، ووصلت نسبته بين المصريين إلى 15%، وبذلك يصبح أعلى من نسبة الإصابة بسرطان الثدى.
ويقول د. يسرى، إن "أول زراعة كبد فى مصر كانت فى عام 1990، وكان للمعهد السبق فى إدخال هذه الجراحة وغيرها من جراحات الأورام، مثل: جراحات المثانة، والعلاج بالتردد الحرارى الجراحى، وفى هذا الإطار نحن بحاجة سنوية لتطوير الأجهزة لأن التطور الجراحى يعتمد عليها، ومواكبة هذا التطور يعنى تشخيص أدق وأفضل تكلفة نهائية ووقت أقل وعلاجا له السمات نفسها. وسرطان الكبد فى تزايد بسبب الإصابة بفيروس (ى) وغيره من العوامل المساعدة، ويجب توجيه الاهتمام الأكبر لمحاصرة انتشاره كما هو متوقع".
وفى استغاثة من أساتذة المعهد لإنقاذه بالتبرعات، حذر د. أشرف سعد زغلول مدير المعهد القومى للأورام من انهيار المعهد القومى، باعتباره خط الدفاع الأخير المسئول عن علاج أمراض السرطان فى مصر.
جاء ذلك فى ندوته بنقابة الصحفيين أمس، الاثنين، والتى أعلن من خلالها أن المعهد يجب إنقاذه لأنه يتعرض لحالة من الاحتضار المؤكد، ويقول "كل قطاع فى المعهد يشهد معاناة غير مسبوقة، فنحن نعانى من عجز فى العمالة، ولكم أن تتصوروا مكانا يتردد عليه يومياً 900 مريض، أى حجم من النظافة مطلوب ؟!، هذا فى حين أننى مرتبط بلوائح وقوانين تقول إن مرتب العامل 80 جنيها، وعلى الرغم من أننا رفعنا المرتب إلى 200 إلا أن العمال بيهربوا وبيشتغلووا بره".
وكذلك الحال بالنسبة للتمريض، فنحن بالطبع متجاوزون للنظم التى تقول ممرضة لاثنين من المرضى، فالـ 35 مريضا عليهم 2 ممرضات، ولدينا عجز قدره 4500 فى التمريض، وتقريباً معظم كادر التمريض الذى دربناه على أيدينا، تركنا وسافر لدول عربية أو لمستشفيات خاصة نتيجة لتدنى الرواتب لدينا وعدم تناسبها مع مشقة العمل.
وتساءل د.أشرف قائلاًَ: نحن بحاجة لآليات إدارية جديدة تحل مشاكلنا، فأنا حائر هل أعطى لقطاع العمال والتمريض من فلوس التبرعات التى تأتينا لصالح علاج المرضى مثلاً أم ماذا أفعل؟!. ويتابع "حتى الأسّرة بها عجز مزرى فلدينا 180 سريرا جارى تجديدها، وهذا معناه أنها متعطلة، فى حين يمكث المريض للعلاج 9 أيام بالمستشفى كحد أقصى.
من ناحية أخرى، فتح د. محمد شعلان رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى
وأستاذ جراحة الأورام بمعهد الأورام، باب النقاش حول أهم مشكلة تواجه المعهد وهى التوسع فى المبنى لتحسين قدرة استيعاب الأعداد المتزايدة من مرضى السرطان سنويا، ويقول "لدينا تخطيط هندسى على أعلى مستوى للمبنى الجديد للمعهد، الذى كان قد خصص له قطعة أرض فى منطقة 6 أكتوبر، إلا أن عدم الاستغلال نتيجة نقص الموارد المالية أدى إلى ضياع الأرض، حيث تم سحبها من جانب وزارة الإسكان، ومنذ حوالى سنة زارتنا السيدة سوزان مبارك وأوصت وزارة الصحة بمنحنا مبنى مستشفى هرمل على الكورنيش، ولكن للأسف لم ينفذ القرار حتى يومنا هذا، فلا وزارة الإسكان تساعدنا ولا وزارة الصحة".
من ناحيته، حذر د. وحيد يسرى من ضياع قطعة الأرض المخصصة لبناء مركز بحثى تابع للمعهد بمنطقة الشيخ زايد ، يقول "نحن نريد أموال تبرع لإنشاء المركز البحثى أيضاً، ونخشى أن نفقده ولابد أن يكون لدينا إنتاج بحثى وهذا جزء مهم ورئيس ليس ترفياً، وإنما جزء من المنظومة العلاجية".
وأضاف "نحن بحاجة لأموال طائلة للتبرع للمعهد ومراكزه البحثية، فـ 84% من مرضى المعهد يتلقون علاجهم بالمجان، ومتوسط تكلفة علاج الحالة ما بين 25 إلى 50 ألف جنيه وهناك حالات تحتاج إلى 300 ألف جنيه، وتكلفة البطاقة العلاجية تبلغ 15 ألف جنيه كل عام".
تدنى الخدمة العلاجية لمرضى السرطان - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة