أحمد حسن خيرى

رحمة بوحدتنا.. يا أقباط المهجر

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009 08:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقلد مسلم رئاسة أمريكا.. حلم هل يتحقق؟!!.. رئاسة مسلم لوزراء دولة أوروبية.. شطط هل يمكن تصديقه؟.. سماح فرنسا للطالبات بارتداء الحجاب، وتوقف الجماعات المتطرفة عن مطاردة وقتل المسلمين .. أمنية هل يمكن الاقتناع بها ؟ !!

إذا كانت الإجابة - من باب الفانتازيا والخيال الذى لا نخرج منه ليل نهار – بكلمة "نعم " .. فأنا أجزم بأن نهاية تلك الشخصية الخارقة مصيرها محتوم ومكتوب على الجبين .. طلقة نارية على يد متطرف خطط ونفذ من قبل قتل "مروة" ومازال يطارد المسلمين.

أما فى حالة الإجابة "لا"، فإنها عين الحقيقة التى لن تصدم أحدا أو تتسبب فى وجود توتر أو قلق، لأنها نتيجة طبيعية لتمتع تلك الدول بأغلبية مسيحية وأقلية مسلمة.. يمارسان حقوقهما المشروعة فى ظل ديمقراطية تفرض احترام الأقليات وحرياتهم الدينية، وتدفع بالأقلية المسلمة لإدراك وتقديس قوانين تولى الأغلبية مقاليد السلطة.

فلماذا يتناسى أقباط المهجر تلك القوانين؟!! .. وينطلق "أغلبيتهم" بهمجية فى نصب زفة المؤتمرات والمظاهرات فى أمريكا والدول الأوروبية ، بمجرد سماعهم عن زيارة السيد الرئيس إلى أمريكا.. يسارع المليارديرات بفتح خزائنهم " المشبوهة " وضخ ملايينهم .. فى كتابة اللافتات النارية المتعصبة التى تؤذى مشاعرنا ومصالح وطننا .. ويغالى بعضهم بعقد اجتماعات مع حفنة من أعضاء الكونجرس، والتلويح بورقة المعونة الأمريكية وإحراج السيد الرئيس، متناسين بأنهم يسيئون بذلك لمصر على كافة المستويات الاقتصادية أو السياسية وعلى القضايا العربية ، وإعطاء صورة مغلوطة عن طبيعة العلاقة بين الأقباط والمسلمين، تزيد من تأزم الوضع ولا تساهم فى تخفيفه أو الوصول إلى حلول.

تناسى أقباط المهجر مقولة قداسة البابا شنودة ببلاغته المعهودة .. وقريحته المتوهجة .. "إن مصر ليست وطنا نعيش فيه وإنما وطن يعيش فينا ".. وقللوا من حجم وقيمة المبادرات التى يتولاها المسلمون المستنيرون وأقباط مصر، وفرضت المطالب ووضحت مدى التعسف .. وقوبلت بتجاوب واهتمام بالغ من قبل الجهات السيادية، التى سارعت بعقد الاجتماعات التى يشارك فيها ممثلون من الهيئات القبطية فى الخارج، منها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا .. وظهرت فيها الدراية الكاملة للسلطة السياسية والأمنية بكل مشاكل التمييز التى يعانى منها أقباط مصر، وظهرت نية الدولة فى إزالتها تدريجيا.. وبدأت تظهر بوادر الحلول البطيئة ولكنها إيجابية، فنرى الآن تعيينات بالحكومة والجامعة والقضاء تضم أسماء مسيحية.

وللحق فإن الكنيسة لا تؤيد مثل تلك التحركات القبطية فى الولايات المتحدة ودول أوروبا ، لأنها مدركة لانتهاء زمن الشجب والتهديد والتلويح بممارسة الضغوط الخارجية .. وحل مكانه دور العقل والمنطق فى إنهاء المزيد من التوترات والاحتقانات الدينية.

نقل أستاذنا "عادل حمودة" فى إحدى زياراته لأمريكا عن الدكتور رشدى سعيد، وصفة لطبيعة المهاجرين بأنهم "كانوا جالية فأصبحوا ديانة".. و"كانوا سفارة فأصبحوا مسجدا أو كنيسة".. كانوا يدعمون الوطن بما فتح الله عليهم فأصبحوا يصدرون إليه التعصب والتطرف والإرهاب.. كانوا يساندونه فأصبحوا يهدمونه.. كانوا معه فأصبحوا ضده.. كانوا سلاحا فى يده فأصبحوا أداة فى يد خصومه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة