فى عصر مجتمع الصيد منذ آلاف السنين كان خروج الرجل للصيد أكسبه القوة البدنية والذهنية على حساب المرأة التى كان دورها رعاية البيت، وكان الرجل هو الغطاء الاقتصادى والأمنى والاجتماعى للمرأة، وبالتالى ظلت تابع له طوال هذا العصر بل جزء من ممتلكاته وتورث مثل البقرة والجاموسة - ثم جاء المجتمع الزراعى وبدأت المرأة تشارك بالقليل إلا أن تبعيتها ظلت كما هى إلى أن جاء الإسلام وحررها وانتصر لها.
ولو نظرنا لرأى الإسلام فى القضية التى نحن بصددها نجد أن الطلاق مشروع والقوامة للرجل مقابل الإنفاق، ولكن قال -إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان - ولو عملنا بهذه الآية لقمنا بتسريح قضاة وموظفين محاكم الأسرة – لا تضار والدة بولدها - يعنى ألا تعذب بولدها أى لا تحرم منه وألا تتكفل به ماديا واجتماعيا مقابل احتفاظها به ولو نفذنا هذا لقمنا بشطب كل القضايا الخاصة بالأسرة نأتى لنظرة المجتمع -- الطلاق حق كفله الشرع ورخصه يمكن استعمالها، ولكن بيد الرجل أى أن الرجل هو الفاعل فهل نترك الفاعل ونجلد المفعول به؟
فهل هناك مجتمع ناضج يقبل أن يعيش من ألقى يمين الطلاق ويتمتع بحياته ونزوجه ولا ننكر عليه فعلته ويلقى باللوم ويعاقب الطرف المفعول به؟
أى عار لحق بسيدة سلمت نفسها بكلمة الله لرجل تنصل من رعايتها وتخلص من تبعيتها؟ أليس أنتم من وافقتم واخترتم وباركتم كل هذا عندما أتى ليطلب يدها؟ لماذا تبرئه من فعلته وتتبرأوا من اختياركم ومباركتكم؟ أعتقد أن المجتمع غير نظرته لمهنة التمريض التى كانوا ينظرون إليها على أنها عار، وذلك بسبب أن البغاء كان يمارس بتشريع قانونى قبل الثورة ولما أصدر عبد الناصر قرار بمنع البغاء، فكان يجب أن يجدوا للمارسات للبغاء عملا يعيشن منه ولم يجدوا إلا المستشفيات فوزعوهم عليها للعمل تمورجيات (عاملات)، ولذلك رفض المجتمع مهنة التمريض ولم يتقبلها لمدة إلا أنها تغيرت بفضل رائدات هذا العمل من ملائكة الرحمة ونقابتهم، والآن أصبحت من المهن التى يحتفى بها حتى مهنة الفنانة التى كانت إلى عهد قريب منبوذة لأن الفنانة عندما كانت تريد السفر لابد أن تأتى بتصريح من بوليس الآداب والآن انتهى هذا الأمر بل إعلام المارينز صور للشباب كثير من الفنانين على أنهم القدوة!!
والسؤال لماذا لما تتغير نظرتهم للمطلقة؟.. وأقول السبب فى ظلم المجتمع الذكورى للمرأة وفقهاء الفضائيات والذين لا يهتمون إلا بفقه النساء، وخاصة مقدار الحشفة والواجب الزوجى والمتعة بالمرأة وتحطيمها لو قالت لا.. لقد توطئنا جميعا فى ظلمها.
والحل.. الذهاب إلى الله بقلب سليم والتوجه إليه سلوك لا قول، ونطبق القرآن كما
أمر فى الطلاق وسنجد الحل لكثير من هذه المشاكل، وأذكر أن رجل جلس أمام حلاق ملحد وبدأ الحلاق يعمل برأسه وقال له يا هذا أعتقد أن الله ليس موجودا - لأنه لو كان موجودا ويقول إنه رحيم ما كان ترك هؤلاء المساكين والمظلومين فى الشوارع - ولم يستطع الرد ولكن كلام الحلاق صدمه، وبعد أن خرج من عنده وجد مجموعة من العمال شعرهم طويلا ومنكوشا وعليه غبرة فرجع إلى الحلاق مسرعا، وقال له تعالى معى ثم ذهب به إلى حيث يتجمع هؤلاء، وقال له هل وجود هؤلاء يدل على أنك لست موجودا؟ بل أنت موجود ولكنهم لم يذهبوا إليك - والله موجود لكننا لم نلجأ إليه - أيها المطلقات الجئن إلى الله.. الجئن إلى الله.. أمامكم وقت طويل حتى ينصفكم هذا المجتمع الظالم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة