شعبان هدية

الوسط على طريق التنظيم السرى

الثلاثاء، 18 أغسطس 2009 06:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق أبو العلا ماضى أن يحزم حقائبه، ويجمع متعلقاته، ويبحث عن أقرب تنظيم سرى يتوافق معه وينفذ من خلاله ما يريد، فالذى رفضه ماضى طوال 13 عاما ونصفا، ورفض أن يُطلق عليه لقب محظور أو عضو التنظيم السرى. يجد لجنة شئون الأحزاب تدفعه إليه دفعا، وتعطى قرارا برفض حزبه، ومهما تغير شخوصها وأسماء أعضائها، تظل بذات العقلية وذات الرغبة فى وئد كل محاولات خلق الأمل فى نفوس المواطنين.

فهنيئا لأصحاب العقول المتشددة، وهنيئا لأصحاب دعوات التكفير الذين أصبحت الفرصة والمبررات لديهم أن الأمل فى التغيير وإصلاح الواقع لن يتم من خلال عمل منظم ولا تحرك معلن كما يريد أبو العلا ومن معه. هنيئا لأصحاب الجلباب واللحى الذين نشروا التدين العشوائى والمتشدد، طالما أن لجنة شئون الأحزاب والقائمين عليها لا يرون فى الوسط ذو التوجه المعتدل القدرة على ضبط إيقاع الانفلات الدينى الذى انتشر فى كل مكان.

ليس أبو العلا ماضى استثناء ولا الموقف منه كذلك، لكنه نموذج أراد التغلب على حالة اليأس الموجود فى الشارع، نموذج يريد أن يحرك المياه الراكد فى بركة الأحزاب الكرتونية التى طالما لا نعرف لأى سبب أو على أى تميز اعتمدت "لجنة حظر الأحزاب" لتعطى هذه الكيانات ترخيصا وتمنعه على الوسط والحجة "عدم التمييز" !! يكفى الوسط فخرا أنه كشف أكبر العورات فى تاريخ الإخوان طوال ربع القرن الأخير كله، بعد فضيحة وقوف محامى الجماعة جنبا إلى جنب محامى الحكومة أمام محكمة الأحزاب، لكى يتعاونا على تحريض المحكمة على رفض الحزب وعدم السماح له بالوجود، ويكفى أبو العلا أنه حمل على روحه على يديه فى مواجهة الجماعة التى كادت أن تكفره، لأنه خرج عن تعليماتها وأرسلوا له رسالة " الذئب يأكل من الغنم القاصية".

من حق الإخوان أن يشمتوا الآن ويشفوا غليلهم الذى كلفهم السجن والمحاكمة العسكرية بسبب الوسط، ومن حق قيادات المحظورة أن تفخر بين أبنائها، وتقول لهم "هل رأيتهم نحن على الطريق الصحيح والسرية هى الحل"، لابد أن يندم أبو العلا على خطوته التى أعلن فيها تحدى القواعد الجامدة والأفكار الأصولية التى حرمت حق المرأة والقبطى من الترشيح للرئاسة، وأن يندم أنه يؤيد حرية الاعتقاد الدينى، والمرجعية الدستورية بدلا من المرجعية الدينية، وعليه أن يلوم نفسه لأنه يريد أن يكون الحق للشعب فى اختيار حاكمه وأن يكون الشعب مصدر التشريع، فى مواجهة من يقولون "إن الحكم إلا لله وأن البشر ليس لهم دخل فى التشريع لأنفسهم". على ماضى أن يقف فى ميدان ويعلن أنه كفر بالعدالة الاجتماعية، حتى يرضى لجنة شئون الأحزاب، ويكون متميزا عن أصحاب الطرابيش وأصحاب دعوات الخلافة ممن أطلقت عليهم السلطة بطريق الخطأ أحزابا.

فماضى الذى رفضوه لم يطلب منصبا ولا 100 ألف جنيه كل عام من وراء تأسيس حزبه، ولم يطلب عضوية فى مجلس الشورى، ولا أن يجلس على مائدة كبراء الساسة فى السلطة، ولم يحلم أن يكون وزيرا ولا حتى خفيرا، فقط أراد أن يعمل وأن يعيد للناس الأمل.. أراد أن يقف فى وجه الغلو والتطرف.. أراد أن يمنع هيمنة التدين العشوائى على عقول المصريين.. أراد أن يكشف للناس حقيقة من يخفون خلف عباءة الدين ليحققوا مكاسبهم السياسية. فهل تتعظ لجنة حظر الأحزاب.. وهل يتعظ من يصنعون اليأس فى نفوس الشباب.. وهل آن الأوان لتحسين الصورة التى أصبحت كاتمة السواد؟!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة