حالة من الإحباط واليأس سيطرت على معظم المواطنين منذ صباح اليوم الثلاثاء، خاصة موظفى الحكومة بسبب إضراب سائقى أتوبيسات النقل العام عن العمل للمطالبة بحقوقهم فى الحوافز، وإلغاء كافة المخالفات المرورية المحررة ضدهم، مما جعلهم يستقلون مواصلة أخرى هى التاكسى لذهابهم إلى عملهم كالمعتاد دون أى تأخير.
اليوم السابع استطلع رأى المواطنين من أمام محطات الأتوبيسات، وعلى الرغم من تأكيدهم من تعرضهم لخسائر مادية نتيجة ارتفاع أجرة التاكسى، مقارنة بأسعار تذاكر أتوبيسات النقل العام، فضلا عن الأضرار النفسية والمعنوية التى لحقت بهم نتيجة تأخيرهم عن العمل، خاصة وأن الكثير منهم لا يعلم أى شىء عن الإضراب سوى فى صباح اليوم، إلا أن الغالبية العظمى منهم طالبوا السائقين فى الاستمرار فى الإضراب على اعتبار أن الحقوق أصبحت لا تؤخذ إلا بالقوة من نظام لا يعترف بالضعفاء والفقراء.
يحيى عبد الوهاب موظف بشركة دعاية، أكد على أنه بالرغم من تعرضه لمشاكل عديدة نتيجة إضراب سائقى النقل أهمها الاستعانة بالتاكسى والمينى باص، حيث وصلت تكلفة المواصلات من منطقة الزاوية الحمراء محل إقامتة إلى مقر عمله بالمهندسين إلى 12 جنيها فى الذهاب فقط، فى الوقت الذى كانت تكلفة المواصلات فى الأيام العادية تقل عن ذلك بكثير، إلا أن المشكلة ليست فى إضراب السائقين بينما فى النظام الحاكم الذى أصبح لا يعترف بفئات كثيرة فى المجتمع وعدم إعطائهم حقوقهم المادية، فى الوقت الذى ترتفع فيه أسعار السلع والخدمات بشكل جنونى.
إحدى السيدات التى رفضت ذكر اسمها طالبت جميع سائقى النقل فى الاستمرار بالإضراب طالما أنهم يريدون الحصول على حقوقهم، مشيرة إلى أنها دائما لا ترغب فى استقلال أتوبيسات النقل العام بسبب الإهمال الشديد من جانب المسئولين فى صيانة الأتوبيسات حتى أصبحت تشبه "الخرابة" على حد قولها.
أما وجيه حسن فاروق، يعمل بمكتب استشارى فنيات، أشار إلى أنه بالرغم من عدم استخدامه أتوبيسات هيئة النقل العام فى المواصلات، إلا أنه اعتبر أن قرار الإضراب جاء بعدما فاض الكيل بالسائقين من الحكومة لحصولهم على حقوقهم، مؤكدا على أن هناك فجوة كبيرة بين النظام الحاكم وموظفى الدولة نتيجة عدم زيادة المرتبات بشكل يتناسب مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات من وقت لآخر دون أى مقدمات.
كما أكد عدد كبير من المواطنين على ضرورة إنهاء إضراب السائقين بسبب المشاكل التى تعرضوا لها منذ صباح اليوم، وهى تكدس العديد منهم أمام المحطات التى أصبحت خاوية منذ الصباح، من أتوبيسات هيئة النقل العام نتيجة إضراب السائقين، فضلا عن تعرضهم لخسائر مادية كبيرة، حيث استقل العديد منهم التاكسيات خوفا من تأخيرهم عن العمل.
رغم الخسائر التى تعرضوا لها...
المواطنون يؤيدون إضراب سائقى الأتوبيسات
الثلاثاء، 18 أغسطس 2009 09:16 م