عندما يأتى المساء وينطلق كل منهم لمنزله.. تذهب الشمس لتختبئ وراء الجبال.. وينهض القمر من سباته العميق.. يظل هو جالسا على فراش من أحلام.. يسرح قليلا مع الشمس فيوصلها مبتغاها.. ويفعل ذات الشىء مع صديق يعز عليه فراقه حتى الصباح..
يبقى ملتصقا بالأرض وكأنه يخاف فقدانها...أنا لاجئ يا عزيزتى لا يمكننى أن أعيش الفقدان مرتين...أنا لى قلب عاشق ولا يمكننى أن أجرح مرتين...اقترب أكثر على أسمع همساته...يصمت وكأنه يخاف البوح...تظل كلماته حائرة بين جنباته.. يدهشنى إصراره العجيب على عدم الرحيل ولو لساعة... يقول لى بابتسامة يخفى وراءها ألما لا يمكنك تحمله : لعل الساعة تكون الساعة...دمعة مستترة وراء لمعة العين تلك... تكاد تقتلنى ...تكاد تبكينى من فرط القتل هناك...
تدهشنى رغبته فى الحياة بعد أن خسر كل شىء..لم يبق إلا أنا ودمعتى التى ترف من أعوام...لن تسقط بإرادتى..وإن كان غصبا فتبا لها...ستعاقب أشد عقاب..
يدهشنى بكل ما يحمل من أحلام وأفكار وغايات...يبقى شارد الذهن هناك على البحر...ينتظر سفينة الغد التى تأخرت...لا يتساءل أبدا عن الأسباب... يظل منتظرا...علها تأت فى يوم آخر...يظل يحبوه الأمل...
تنام الشمس...ويظهر القمر...تنام الشمس مرة أخرى ...ويظهر القمر...وهو جالس هناك ينتظر سفينة الغد الموعودة...سفينة أحلامه... أتعود بعدما رحلت؟... أتتبع العودة الرحيل أم العكس؟...يظل صامدا...صابرا...والدمعة ملتصقة بين الجفن والجفن...تحتضنها العين...
أتساءل لأى سبب يظل رجل كهذا متفائلا؟...لأى غاية يجلس هكذا صامتا؟...وأى حلم ينتظر هكذا متيقنا؟...رحلت وما رحل هو...ولم أعرف إن كانت سفينة الأحلام رست على شاطئه أو لم ترس بعد.. ولكننى ومن يومها تعلقت بالأمل..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة