قبل أن يلتقى الرئيسان مبارك وأوباما غداًً الثلاثاء فى البيت الأبيض لمناقشة أطر عملية السلام فى الشرق الأوسط، والصورة النهائية لتصورات أوباما لهذا الحل، أعلن أربعة من المسئولين الأمريكيين السابقين والمقربين من الرئيس الأمريكى الحالى عن خطة لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى تعتمد على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتعويض اللاجئين الفلسطينيين، بدلاً من حق العودة وتعديل حدود ١٩٦٧ والاعتراف بـالقدس عاصمة للدولتين، وهو ما أثار تساؤلات حول إن كانت هذه الخطة تمثل أحد الملامح الرئيسية لخطة أوباما النهائية للتسوية فى الشرق الأوسط، خاصة مع تزامن هذا الإعلان مع زيارة مبارك لواشنطن.
الخطة التى تم إعدادها برعاية "مؤسسة سلام الشرق الأوسط" والتى أعدها الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، ووزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، فى ولاية جورج بوش الأب، وبرينت سكوكروفت، مستشار الأمن القومى فى إدارتى جيرالد فورد وجورج بوش الأب، وزبينيو بريجينسكى مستشار الأمن القومى السابق فى إدارة كارتر، تقترح التفاوض حول حدود ١٩٦٧ مع تعديلات طفيفة ومتبادلة ومتفق عليها، والتفاوض حول التعويض بدلا من حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وأن يتم الاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة لدولتى فلسطين وإسرائيل، وقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
خبراء قالوا لليوم السابع إن ملامح الخطة التى وضعها الحكماء الأربعة قريبة من التصور النهائى الذى تعكف إدارة أوباما على صياغته وستكون محور نقاش الرئيسين مبارك وأوباما غداً بالبيت الأبيض، ومن هؤلاء الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات الفلسطينية الذى قال إن هذه الخطة هى خطة قديمة واسمها "وثيقة بريجينسكى" ووقع عليها عشرة من كبار المفكرين والسياسيين، مشيراً إلى أن أوباما يعتمد فى إعداده لخطته للسلام فى الشرق الأوسط على مجموعة من الوثائق ومنها هذه الوثيقة لتكون أحد المراجع التى يعتمد عليها فى صياغة مشروعه.
غطاس أضاف أن أوباما فى الوقت الحالى سيركز فى نقاشه مع الرئيس مبارك على ثلاثة خيارات للتسوية السياسية فى الشرق الأوسط ، الأول متعلق بسوريا التى يقترح عدد من أقطاب الإدارة الأمريكية الحالية بأن تكون قضيتها مع إسرائيل المتمثلة فى الجولان هى البداية لتطبيق خطة السلام، وهو خيار يلقى تأييداً كبيراً من أوباما الذى يريد فصل سوريا عن إيران، أما الخيار الثانى يتعلق بفلسطين،على أن تبدأ المفاوضات من حيث انتهت على أن تلجأ واشنطن لفرض عقوبات على الدولة الرافضة للمقترحات الأمريكية.
أما الخيار الثالث- وفقاً لغطاس- فيتمثل فى الحل الشامل، بمعنى البدء فى المفاوضات فى المسارات الثلاثة الفلسطينية والسورية واللبنانية، مع وضع صيغ توافقية للقضايا العالقة المتمثلة فى اللاجئين والقدس.
الدكتور عماد جاد خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، قال إن الخطة المنشورة من حكماء واشنطن تمثل نقطة فى تحركات أوباما نحو إقرار السلام فى الشرق الأوسط من خلال وضع نهاية للنزاع العربى الإسرائيلى، مشيراً إلى أن أوباما يعمل مع مجموعة من المستشارين وجوهر الأفكار لا خلاف عليه؛ ولكن الخلاف يكمن فى كيفية الوصول إلى الصياغة النهائية.
أخبار متعلقة:
خطة السلام الجديدة والتطبيع ووقف تهريب السلاح على أجندة لقاء مبارك مع المنظمات اليهودية فى واشنطن
واشنطن بوست توجه رسالة إلى مبارك
أقباط المهجر يعقدون مؤتمرا لتقديم مطالبهم للرئيس
خبراء: خطة "الحكماء الأربعة" ستكون محور نقاش مبارك- أوباما للسلام فى الشرق الأوسط
الإثنين، 17 أغسطس 2009 04:59 م