رفض أحمد رزق مساعد وزير الخارجية الرد على الاتهامات التى طالت وزارة الخارجية بعدم مشاركتها فى عملية تحرير الصيادين المصريين الذين استطاعوا فك أسرهم من قبضة قراصنة صوماليين، ودعا رزق أصحاب السفن التجارية ومراكب الصيد لتوخى أعلى درجات الحذر وعدم الإبحار قبالة السواحل الصومالية حرصاً على عدم استهدافهم من جانب عمليات القرصنة.
وقال رزق، إن وزارة الخارجية تهيب بأصحاب السفن ضرورة مراعاة هذا الأمر فى ضوء تزايد المخاطر قبالة السواحل الصومالية، وتوعد القراصنة بالانتقام من أطقم السفن التجارية ومراكب الصيد وأطقمها من البحارة والصيادين المصريين.
فيما عمت الفرحة والسرور قرية برج البرلس بعد تلقى والدة الصياد عبد الله الفقى اتصالاً هاتفياً من ابنها من على متن مركب الصيد ممتاز 1 يؤكد لها أن جميع الصيادين الـ 36 على المركبين ممتاز 1 وأحمد سمارة بحالة جيدة، وليس بهم أى إصابات من جراء عملية الهروب التى قاموا بها للتخلص من أسر القراصنة الصوماليين لهم.
وأضاف عبد الله فى اتصاله أنهم تركوا المياه الإقليمية لليمن ويمرون من أمام المملكة العربية السعودية متجهين إلى "برانيس" التى تتبع الحدود المصرية إلى ميناء قناة السويس خلال ثلاثة أيام.
وروى عبد الله ومفرح الفقى خلال اتصالهما بأسرهما قصة هروبهما من القراصنة، حيث أكدا أنهم حرروا أنفسهم بأنفسهم بمساندة بعض القراصنة الصوماليين الذى قام حسن خليل صاحب المركب ممتاز 1 باستئجارهم مؤخراً خلال سفره إلى الصومال منذ شهرين لإنقاذ المركبين، وأضاف أنه لم تحدث أى مساعدات حكومية للتخلص من القراصنة وهروب المركبين، حيث كان هناك عشرة قراصنة يحتجزون الصيادين منذ 5 أشهر تم قتل اثنين منهم واثنان آخران ألقيا بأنفسهما فى المياه عند المناوشات بين الصيادين والقراصنة الخاطفين، وتم أسر 8 قراصنة، 5 منهم على مركب ممتاز 1 و3 آخرون على مركب أحمد سمارة.
وأكدا أنه سوف يتم تسليم القراصنة الذين استطاع الصيادون المصريون أسرهم والرجوع إلى مصر إلى المسئولين بميناء قناة السويس ليؤكدوا للعالم أجمع على شجاعة المصرى وقدرته على التحدى والدفاع عن كرامته.
واستعد أهالى عزبة البرج لاستقبال أبنائهم العائدين من الصومال بعد احتجاز دام 5 أشهر على أيدى القراصنة الصوماليين، حيث قالت أم إبراهيم والدة الصياد إبراهيم محمد إبراهيم "لا أصدق أننى سأقابل ابنى بعد طول غياب وأشعر أننى أملك الدنيا كلها لأن الضنى غالى".
ويقول أسامة نصر شقيق ثلاثة من المختطفين "الحمد الله أن الله استجاب دعواتنا وعاد الصيادون جميعهم سالمين، وندعو الله لعودتهم إلى منازلهم سالمين فى أسرع وقت"، ويضيف على المرشدى عضو سابق بجمعية الصيادين أن هذه الأزمة تعتبر درساً لكل الصيادين لكى يتجنبوا العمل بهذه المناطق الخطرة والعمل فى حدود المياه الإقليمية المصرية، مهما كان الرزق بها محدود، وطالب جمعية صائدى الأسماك بتوعية الصيادين بالمناطق المحظور العمل فيها ومنعهم من المجازفة.
من المنتظر أن يغادر وفد من أهالى الصيادين وأعضاء جمعية صائدى الأسماك بعزبة البرج لاستقبال الصيادين العائدين بميناء السويس وإقامة سرادق لاستقبالهم داخل مدينة عزبة البرج، كما يتوجه وفد ممثل عن محافظة دمياط لاستقبالهم فى عزبة البرج.
ومن جانبه أكد حسام خليل رئيس جمعية الصيادين بعزبة البرج، أن المركبين ممتاز1 وأحمد سمارة تمكنا من الدخول إلى مياه البحر الأحمر وهما فى طريقهما إلى ميناء السويس، ومن المنتظر وصولهما المياه الإقليمية المصرية يوم الأربعاء القادم، وأضاف أن جميع الصيادين بحالة جيدة وارتفعت روحهم المعنوية بعد أن تمكنوا من الفرار وإن كانوا فى حالة إجهاد شديدة.
كانت العديد من الروايات قد نسجت حول فرار الصيادين من القراصنة، حيث أشار بعض الأهالى لليوم السابع إلى اشتباك أبنائهم مع القراصنة بالأسلحة البيضاء وقتلوا منهم اثنين وأسروا أربعة آخرين، فيما أكد البعض الآخر أن المخابرات المصرية بالتنسيق مع الحكومة الصومالية تمكنت من رصد موقع المركبين وقامت بمهاجمتهم فجراً وأنقذت الصيادين، وتم التنسيق مع الحكومة اليمنية لاستقبالهم وتأمين دخولهم المياه الإقليمية لليمن.
إلا أن هناك رواية أخرى كان بطلها الريس حسن خليل صاحب مركب ممتاز 1 الذى سافر إلى الصومال منذ ما يقرب من شهر، وهى أنه استعان ببعض العشائر والقبائل الصومالية، وتوصل إلى مكان المركبين وحاول التفاوض مع أحد القراصنة وإيهامهم بنيته دفع الدية المطلوبة، وتمكن بمساعدة بعض المليشيات الصومالية من تحرير المر كبين، وتبقى هذه الروايات تتداول بين أهالى عزبة البرج حتى عودة أبنائهم الذين يحملون معهم التفاصيل الحقيقة.
التقى اليوم السابع بأسر ستة من صيادى مركز المطرية بالدقهلية، وهم: أحمد محمد محمد حبيش ونجله السيد أحمد حبيش والحسينى عبد الجليل صبيحى وإبراهيم محمود أحمد عيسى العربى ومحمد العربى عياد والسيد جلبى جلبى الشناوى، كانوا فى فرحة كبيرة.
فتقول رضا عبد الجليل صبيحى (55 سنة) ربة منزل "كنت أكبر المتضررين من اختطاف المركب فعليه زوجى أحمد حبيش ونجلى السيد وأخى الحسينى، وكان آخر اتصال لهم من شهرين، وقالوا نحن فى محنة شديدة ولم أتمالك نفسى من البكاء، ولم تجف دموعى، وكان دعائى متواصلاً أن ينجيهم الله، ومع ذلك كنت فقدت الأمل فى عودتهم بعد تهديد القراصنة بالتخلص منهم.
وتصيف "نحن صيادون، وعلى قد حالنا وهم هربوا من بحيرة المنزلة، بعد أن سيطر عليها بعض المسئولين الكبار، وأصبح الصيد فيها مستحيل بل وخطر وبحثوا عن الرزق فى مكان أفضل، علشان يوفروا تكاليف زواج بنتى الصغرى المخطوبة منذ سنتين.
وتقول نجاة العربى خليفة زوجة العربى عياد، أنا طرت من الفرحة لما عرفت إنهم خلصوا نفسهم من الحصار، وفرحتى كانت أكبر لما عرفت إنهم عادوا بالمركب لأن هذا شرف كبير لنا، ونقدر نرفع رأسنا فى وسط البلد لأنهم قدروا يحافظوا على المركب، وسعادتى أنهم رفضوا يرجعوا طيران، مع أنه أسرع لأن الخارجية بتقول لهم على نفقة الدولة، وترجع تانى تطالبهم بتكاليف السفر ألفى جنيه عن كل واحد، وهذا حدث من قبل مع العائدين من إريتريا.
وتساءلت منى السيد الحربى زوجة إبراهيم محمود عيسى عن دور الدولة فى هذه الأزمة التى لم نشعر بوجود أى مسئول يقف بجانبنا فى هذه الكارثة إلا محافظ الدقهلية، "منذ شهر واحد فقط صرف لكل أسرة ثلاثة آلاف جنيه ومرتب شهرى 300 جنيه، إلا أنه اتصرف مرة واحدة فقط" أما وزارة التضامن الاجتماعى فلم نرَ منها مسئولاً واحداً.
ويقول عبده الرفاعى "شيخ الصيادين"، إن المطرية أصبحت خاوية وهجرها الصيادون إلى كل البلاد فى السويس وبورسعيد والإسكندرية، وفى الخارج فى ألمانيا وفرنسا وليبيا بعد أن أصبحت بحيرة المنزلة لا يدخلها المياه المالحة، ويكفى ما حدث فى مركب أبو الفوارس التى غرقت وعلى متنها 40 من أجود صيادى المطرية منذ خمس سنوات.
وتؤكد أسر الصيادين أنهم لن ينتظروا دخولهم عليهم، وإنما سيسافرون لهم لاستقبالهم فى مدينة السويس يوم الخميس القادم للاحتفال برجوعهم.
الخارجية ترفض المزايدة على دورها فى عملية التحرير.. والصيادون العائدون يؤكدون: خلصنا أنفسنا بأنفسنا!
الإثنين، 17 أغسطس 2009 09:01 ص