محمود عرفات يكتب:مسألة سيد القمنى

الأحد، 16 أغسطس 2009 10:44 ص
محمود عرفات يكتب:مسألة سيد القمنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أختلف مع الدكتور القمنى كثيراً فى رؤيته للتاريخ ووقائعه.. لكن لا يعنى هذا الانحدار لدرجة التكفير بقراءة سريعة للنص دون التعمق فى المعنى.. ولإيمانى بحرية الكلمة وحق الرد بكلمة لا بطلقة رصاص.
الآتى ملاحظات على الدكتور القمنى أكتبها لتوضيح أشياء تغيب عن منتقديه ومؤيديه على حدٍّ سواء، ولضرورة ذكرها بعد أن تجاهلت الكتابة فى الموضوع إبان تفجر الأزمة حتى لا يتحول الأمر لصوت يضيع وسط الزحام أو يلصق بغيره من الأصوات خطأً.

الآتى ملاحظات أراها فى جانب القمنى: كل كتابات الدكتور المثيرة للجدل استقاها من مراجع من كتب التراث، و أمثال مسألة ذكره لسكر والد السيدة خديجة وموافقته على الزواج هو أتى بها من ابن كثير، البداية والنهاية.. و نماذج عديدة فى مسائل عديدة، دوماً له مصدره من كتب التراث.. كتابات الدكتور ذات طابع فلسفى يرنو إلى الأسس المادية التى مهدت للفعل، بحيث إن الاستغراق الروحانى دوماً ما يشغلنا عن الأساس المادى وهو يركز على هذا الجانب كجزء من مؤهلاته وتخصصه.

الدكتور يملأ فراغا كبيرا حيث يندر أن يتواجد من يكتب فى هذا الجانب الرابط بين الدين والفلسفه.. على عكس الغرب الممتلئ بطبيعته بكُتَّاب احتلوا هذا الفراغ وعمروه، ولكن فى الشرق عامةً لا يوجد الكثير بل أقل القليل.. كما أنه يطرح تساؤلات ويليها بتوضيحات.. هى تساؤلات مشروعة ولا أحد يجيب عنها فيصير من الواجب أن نلتفت إلى أهمية فتحه لتلك الأمور المذكورة فى التراث والسيرة والتاريخ القديم، حيث إن الصمت عليها يمثل إضراراً بقيمة العقل والمنطق من جانب، ومن جانب آخر منهل للإساءة للدين والتاريخ بدوره.. فهو يتولى إعادة الطرح والإجابة بصيغه جديدة.

وآخذ عليه الآتى: أن الدكتور القمنى يطالب بتنقية التراث وهذا حق.. فلم ينقل من تلك الكتب التى يرفضها؟.. خصوصاً أن الكثير من الانتقادات سادت من مثقفين هو منهم على ابن كثير فالآن يأخذ منه؟؟.. ثم إنه يدخل بقوة فى مواضيع تحتاج لفهم طبيعة عصرها ويطبق بغرابة شديدة مبادئ عصرية على وقتها.. نموذج الفتوحات الإسلامية التى يطبق عليها أحكام القانون الدولى الحديث فى نقطة الاحتلال؟

كما يندفع فى أفكاره معتمداً على روايات مشكوك فيها.. ففى الحزب الهاشمى مثلاً نجد مراجعه تاريخيًّا طالها نقد عنيف من بعض المفكرين وعلماء الدين.. مما يثير الحيرة حول لجوء القمنى لمراجع مطعون فيها.. أيضاً يخلط القمنى بين رأيه والتاريخ.. فمن الممكن أن أتناول الحدث من زاوية رؤيتى ولكن حينما أذكر حدثا وأحلله بنائياً فلا بد من ذكر آراء و مراجع مختلفة ولكن أخذ رؤية تتفق معى وتحليل على أساسها فهنا أذكر رأيى وأحلله أكثر مما أحلل ماديات تتجاور مع روحانيات كما ذكرت.

ويبقى أن أذكر بأن القمنى يخلط بين الدين وأتباع الدين فتصرفات أتباع الإسلام السيِّئة منها فقط يربطه بالإسلام.. ويقيم تعاليم زمن انتهى منذ 1400 عام بأسلوب القرن الـ20 وتقييم القانون الدولى الحديث فى سقطة غريبة لمثله.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة