سامى عبد الجيد أحمد فرج يكتب: أيهما أولى.. الصورة أم العلم؟

الأحد، 16 أغسطس 2009 11:17 ص
سامى عبد الجيد أحمد فرج يكتب: أيهما أولى.. الصورة أم العلم؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال يلح على من حين إلى آخر, أيهما أولى بالولاء والاهتمام الصورة أم العلم؟

شاءت وتوفرت لى الأقدار والظروف أن أنتقل فى نصف الكرة الشمالى من بلد إلى أخرى ومن مقاطعه إلى مقاطعه ومن ولاية إلى مدنها المنتشرة, أعجبنى جدا أعلام تلك الدول ونظافتها ورعايتها, وانتشارها على ربوع المدارس والجامعات والهيئات الحكومية وأيضا الخاصة بصورة جميله مشرقة مضيئة– حتى المنازل لا تخلو من تلك الأعلام- وتشعر بأن العلم المتصدر داخل صالون أو قاعة أو متحف أى مكان آخر إنما يضيف شرفا وعلوا على المكان– وليس على شاغلى المكان، فتجد الصلة والعلاقة القوية بين المواطن والعلم رمز الوطن، فتجده على الرؤوس وكأنه يقى صاحبه شر الشمس وحرارتها، لا تجد علما ممزقا أو علما قذرا؛ بل له الاهتمام وله أيضا من يوليه هذا الاهتمام, ثقافة شعوب عرفت كيف يحترم العلم ويتم تقديره.

بينما لا تجد صورة لزعيم أو رئيس- ربما تجد تمثالا نصفيا لفنان أو ثائر فى الحدائق العامة– لكن أتحدى أن تكون هناك صور لأى رئيس فى أى مكان حكومى أو ميادين عامة...إلخ، لذلك دائما وأبدا يكون الولاء للوطن.

أما فى نصف الكرة الجنوبى يمكنك أن تتحدث بلا حرج، لا اهتمام بالعلم, تجده بصورة مزرية– تجده محقرا ممن وضعوه على السارى بغير اهتمام– حتى داخل هذه الشعوب نادرا ما تجد علما يزين الشرفات أو الميادين العامة.

للأسف الشديد تجد دائما الاهتمام بالصورة حتى تتزين بها كل الدواوين والمكاتب الحكومية والمحاكم والمدارس والجامعات..إلخ، فأصبح الولاء لصاحب الصورة وليس لوطن– بالرغم من قناعة بعض المواطنين فى نصف الكرة الجنوبى أنه أمام الناس يمكنه أن يقبل الصورة وربما ينحنى إليها, وعندما لا يراه أحد من الممكن أن يفعل أشياء أخرى بعكس ما كان يفعله من لحظات قليلة.

غريب أن يكون الولاء فى النصف الكرة الجنوبى للصورة, الصورة ربما تكون لظالم أو فاسد أو فاسق– أو ديكتاتور...إلخ؛ لكن علينا أن نطالعها يوميا فى كل مكان وفى كل وقت وحين.

أيها الراقدون تحت الثرى– والمادحون والمنافقون, إلى حملة المباخر والآكلين على كل الموائد، الأولى بالاهتمام وبالتعريف الحق للمواطنين هو علم الدولة والولاء له, وأنه نظرا لوجود أكثر من دولة تستخدم ألوانا متشابهة أتحدى البسطاء أن يمكنهم تعريف علم بلادهم وتمييزه عن الأعلام الأخرى.

دعونا من الصورة الفردية– ولنعد إلى صورة صلاح جاهين التى تضم جميع أبناء الوطن الواحد فى علم يعرفه الجميع (ملحوظة أنا لم أسافر إلى أى بلد غربى نهائيا ولكنى رأيتها من خلال شاشة السينما والتلفاز).






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة