أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، الأحد، اهتماما بالغا بزيارة الرئيس مبارك إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وهى الزيارة التى تمثل أهمية لإسرائيل لأنه من المقرر أن يناقش فيها مبارك وأوباما خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، هذا بجانب لقاء الرئيس مبارك مع رؤساء المنظمات اليهودية على هامش الزيارة.
صحيفة هاآرتس أوضحت أنه من المتوقع ألا ينتظر الرئيس مبارك من إسرائيل الموافقة على استئناف مفاوضات السلام وفقا للشروط التى تضعها، ولكنه سيعمل على إقناع أوباما بإعلان وتطبيق مبادرة السلام الأمريكية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط فى أسرع وقت، ودون انتظار قرار إسرائيل بوقف أعمال البناء الاستيطانى على الأراضى الفلسطينية، وهو القرار الذى يعيق حتى الآن بدء مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وركزت الصحيفة على أهمية الإدارة المصرية فى التأثير على مجرى خطة السلام التى من المقرر أن تعلنها الولايات المتحدة الأمريكية فى أقرب وقت ممكن، هذا بجانب الدور الاستراتيجى المتوقع أن تلعبه مصر فى شكل مفاوضات السلام المتوقع استئنافها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وذلك بعد أن تعلن إسرائيل وقفها لعمليات الاستيطان، وهو الأمر الذى تدعو إليه القاهرة أيضاً.
كما تطرقت الصحيفة إلى الدور الحيوى والجهود المضنية التى تبذلها الإدارة المصرية لإنهاء الانقسام والخلافات بين الفصائل الفلسطينية، وبخاصة بين حركتى فتح وحماس، ويتم ذلك عن طريق الحوار الوطنى الفلسطينى الذى ترعاه القاهرة بهدف إعلان المصالحة الفلسطينية، وإقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وهو الأمر الذى تشجعه إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ودائماً ما تطالب الرئيس مبارك بالعمل على إتمامه.
وتوقعت الصحيفة أن الرئيس مبارك سيطالب أوباما بتوضيح سياسته تجاه إيران وطبيعة الحوار مع الجمهورية الإسلامية، وسيناقش معه الملف النووى الإيرانى، الذى لن تعارضه القاهرة إذا كان برنامجا سلميا وخاليا من الأغراض العسكرية، لأن الموقف المصرى يرفض نشر الأسلحة النووية فى المنطقة، لهذا سيكون موقفها من النووى الإيرانى مثل موقفها من النووى الإسرائيلى، هذا بالإضافة إلى حرص القاهرة على ألا يمنح أوباما وضعا سياسيا هاما لإيران يمكنها من القيام بدور بارز فى المنطقة.
صحيفة جيروزاليم بوست ركزت على اللقاء الذى سيجمع الرئيس مبارك غدا الاثنين برؤساء المنظمات اليهودية فى الولايات المتحدة الأمريكية، مثل منظمة "إيباك AIPAC " التى تمثل اللوبى الإسرائيلى بالولايات المتحدة وتعد أشرس وأقوى لوبى يهودى مدافع عن الوجود الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية، ومنظمة "جى. ستريت J_street" وهى منظمة مؤيدة لتجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية، ولحل الدولتين، واللجنة الأمريكية– اليهودية، ومن المتوقع أن يناقش الرئيس مبارك مع ممثلى هذه المنظمات، ضرورة تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وسيعرض لهم الرؤية المصرية لبناء دولة فلسطينية مستقلة، وسيؤكد على أهمية وقف الاستيطان اليهودى على الأراضى الفلسطينية.
وأخيراً نقلت الصحيفة المخاوف من فشل الرئيس مبارك فى العدد الكبير من القضايا الإستراتيجية المتوقع بحثها مع الرئيس أوباما، مشيرة إلى أن إحدى الباحثات الأمريكيات الخبيرات فى شئون الشرق الأوسط حذرت من إصابة الرئيس مبارك بخيبة الأمل لأنه من المتوقع ألا يحصل على الدعم الكامل من الإدارة الأمريكية فى كافة القضايا المتوقع أن يبحثها مع أوباما، ويرجع ذلك إلى اعتراض بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى على أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر، هذا بجانب وضع الأقليات الدينية.
الرئيس محمد حسنى مبارك