الفقر والزحام وغياب الوازع الدينى أسباب تؤدى إلى زنا المحارم

الأحد، 16 أغسطس 2009 08:36 م
الفقر والزحام وغياب الوازع الدينى أسباب تؤدى إلى زنا المحارم د.أحمد المجدوب صاحب الدراسة الرائدة "زنا لمحارم.. الشيطان فى بيوتنا"
كتبت رانيا حفنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتبر زنا المحارم من الموضوعات الحساسة التى لم تتأثر بالتغير الذى طرأ على النظرة العامة للجنس والذى تميز إلى حد ما بالتفتح، خاصة فى المجتمعات العربية التى ما زالت تحيطة بسياج من التحريم. فما زال الحديث عنة كالتابو أى الشىء المحرم "غير المتوقع,"الشائك وربما المثير للاشمئزاز لاتباطه بأم أو أخت أو خالة أو عمة أو ممن تقوم بينهم علاقة نسب أو مصاهرة. ولكن من الملاحظ أن زنا المحارم قد ازداد بدرجة ملحوظة فى العقود الثلاثة الأخيرة، فأصبح ظاهرة وليس مجرد مشكلة، بل وعلى عكس المتوقع يقع فى كل الشرائح الاجتماعية وليس بين الطبقات الدنيا كما نعتقد ومن كل المستويات وأيضا على مستوى الوطن العربى، مما ينذر بعواقب وخيمة. لذا كان هذا التحقيق الذى يكشف الأسباب الاجتماعية، السياسية، الثقافية، الاقتصادية
أو النفسية التى أدت لذلك.

وظهر مؤخرا كتاب يعتبر الأول من نوعه فى المكتبة العربية وهو كتاب (زنا المحارم.. الشيطان فى بيوتنا) للراحل للدكتور أحمد المجدوب الذى استطاع أن يرصد تلك الظاهرة من خلال أقسام البوليس التى غالبا ما تحفظ هذه البلاغات لأن المتهم عادة كان أبا أو أخا أو خالا أو زوجا.

قام المجدوب بدراسة للحصول على عينة عشوائية من الجرائم التى جرى الإبلاغ عنها على مدى خمس سنوات فى مصر فوصلت عدد الحالات إلى 200 حالة شملت كل أشكال العلاقة من زنا بين الأب وابنته، وبين الأخ وأخته، والأم وابنها إلى زنا بين العم وبنت الأخ، والخال و بنت الأخت، والعمة وابن الأخ والخالة وابن الأخت إلى آخر 18 نمطا من العلاقات المحرمة ومن بين هذه الحالات التى يقول عنها المجدوب اعتراف شاب فى السنة الثالثة من المرحلة الثانوية بأنه ينتمى إلى أسرة كبيرة العدد مات عائلها وقال إن له خالة ورثت عن زوجها أموالا كثيرة، فسألتها أمه أن تخفف عنها العبء وتأخده ليقيم معها، ووافقت الخالة وعاش معها بضعوة أشهر دون أن يلاحظ شيئا عليها فى سلوكها أو مظهرها، ولكنها أخذت تتغير، فأصبحت ترتدى ثيابا مفتوحة شفافة ثم أخدت تتودد إليه وتستثيره إلى أن دعته لمعاشرتها فاستجاب، وكان المقابل إغداقها عليه وعلى أسرته من مالها، والغريب أنه عندما فاتح أمه توسلت إليه أن يبقى مع خالته حتى لا توقف المساعدة.

ويقول المجدوب "فى زنا المحارم كثيرا ما يكون الجانى هو السبب فى إدمان الضحية للمخدرات، متخذا من ذلك وسيلة لجعلها مهيأة للدخول فى العلاقة بأقل قدر من الرفض والمقاومة وهذا ما تؤكده حكاية أوردها المجدوب عن أم سافر زوجها إلى الخارج، فدفعت ابنها إلى إدمان الهيروين، ثم ساومته على ممارسة الرذيلة معها.

ويؤكد أن الزحام فى السكن من العوامل المشجعة على زنا المحارم فوفقا للإحصائيات والبيانات المصرية، فكثير من الأسر لا تزال إلى الآن تستخدم دورات مياه مشتركة بين غرف متعددة، مما يضعف الشعور بالحياء بين ساكنيها، نتيجة اعتيادهم مشاهدة بعضهم بعضا فى أوضاع مثيرة، ويودى الازدحام فى المسكن إلى تلاصق الإخوة والأخوات أثناء النوم، مما يحرك شهوتهم، ويدفعهم إلى إقامة اتصالات بينهم.

واعترف المجدوب أنه لا يوجد نص قانونى فى القانون المصرى يعاقب على ما يقع من زنا بين المحارم وأورد حكاية امرأة بلغ بها الفجور أنها تزوجت ابن أختها عرفيا ولما لاحظت قريبتها ما بينها وبين ابن أختها، أطلعتها بجرأة شديدة على العقد العرفى، ولما أبلغت إحداهن الشرطة وتم إلقاء القبض عليها وعلى ابن أختها، قامت النيابة بالإفراج عنهما لعدم وجود نص قانونى بخصوص زنا المحارم..

ملامح المجرم والضحية
وجاءت نتائج الدراسة محددة لملامح الشخصيات التى ترتكب هذه الجريمة، وهى أن غالبية الضحايا من الإناث من المتزوجات، أو من الأرامل والمطلقات، فى حين أن الجناة الذكور غالبيتهم من غير المتزوجين. وأشارت الدراسة إلى أن مرتكبى زنا المحارم يعيشون فى مساكن ضيقة، تعوق خصوصية الأفراد داخلها، كما أنهم من ذوى التعليم المنخفض، ويميلون لعدم التدين.

وبدأ المجدوب ببيان النسبة المئوية فى كل نمط من الأنماط الثمانية عشر كالتالى: بلغت نسبة نمط القرابة (أخ - أخته) 25% يليه نمط (الأب - البنت) بنسبة 12%، فنمط (زوج الأم - ابنة الزوجة) بنسبة 9%، ثم نمط (الابن - زوجة الأب) بنسبة 6%، ومثله نمط (زوج الأخت - أخت الزوجة).

أما نمط (ابن الأخت - خالته) فقد بلغت نسبته 5%، يليه نمط (الأم - الابن)، ونمط (ابن الأخ - العمة) و(الخال - ابنة الأخت) و(الأب - زوجة الابن) حيث انخفضت نسبتة لحوالى 4%، وانخفضت كذلك لنسبة 3% نمطى (العم - ابنة الأخ)، و(ابن الأخت - زوجة الخال).

وفى تعليقه على هذه النتائج قال الدكتور المجدوب "نلاحظ أنه كلما ابتعدت القرابة انخفضت نسبة جرائم زنا المحارم، فيما عدا زنا (الأم - الابن) التى هى بطبيعتها قليلة ليس فى مصر وحدها، بل فى كل الدول عدا اليابان".

وحول الحالة الزواجية لضحايا زنا المحارم يقول الدكتور المجدوب "تبين أن نسبة اللاتى لم يسبق لهن الزواج من ضحايا زنا المحارم نسبتهن 47.5%، تليهن المتزوجات ونسبتهن 26%، فالمطلقات ونسبتهن 18%، وأخيرًا الأرامل وبلغت نسبتهن 8.5% إلى العدد الإجمالى للعينة.

ويقول المجدوب ليس من شك فى أن الإقامة معًا تُعَدّ عاملاً مهمًّا فى وقوع الزنا بالمحارم، وهو ما لاحظناه فى زنا الإخوة بالأخوات والآباء بالبنات، وأزواج الأمهات ببنات الزوجات والذى يمثل 76% من حالات زنا المحارم، حيث يرى الجناة الإناث بانتظام وهن يتصرفن على سجيتهن، ويرتدين ثيابًا قليلة، ويتحركن هنا وهناك بلا تكلف أو حذر. وقد ترتفع النسبة إذا أضفنا من الأنماط الأخرى الحالات التى كانت الضحية تقيم فيها مع الجانى فى مسكن واحد مثل الخال الذى يقيم مع الأخت وبناتها، والبنت المتزوجة وتقيم هى وزوجها مع أسرتها، بما فى ذلك إخوتها.

ويتابع المجدوب: وفيما يتعلق بزنا الإخوة بالأخوات لم توجد بينهن متزوجات بينهن، وإنما وجدت أرامل بنسبة 4%، ومطلقات بنسبة 16% من المجموع الكلى للأخوات اللاتى زنى بهن إخوتهن، وهناك احتمالان: الأول أن تكون النساء قد عدن للإقامة مع أسرهن بعد ترملهن أو طلاقهن، والاحتمال الثانى أن يكون الإخوة الزناة قد انتقلوا للإقامة معهن فحدث ما حدث.

وفيما يتعلق بزنا الأبناء بالأمهات تبين أنه لم تكن بين الأمهات متزوجات، وإنما مطلقات بنسبة 62.5%، وأرامل بنسبة 37.5% من المجموع الكلى للأمهات، وهذا يُعَدّ مؤشرًا إلى أن عدم وجود زوج يلعب دورًا فى وقوع الزنا، خاصة إذا كانت الأم قد حصرت عواطفها فى ابنها، فتركته ينام معها فى فراش واحد، حتى بعد بلغ وأصبح مراهقًا، بالإضافة إلى ضعف الوازع الدينى لديها.
وفيما يتعلق بالحالة الزواجية للجناة فقد تبين أن نسبة الجناة غير المتزوجين تبلغ 49.5% إلى العدد الإجمالى لهم، يليهم المتزوجون بنسبة 36%.

أسباب تفشى الظاهرة
أرجعت الدكتورة نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس أسباب تفشى ظاهرة زنا المحارم إلى غياب الثقافة الجنسية داخل المدارس والجامعات المصرية والعربية أيضا، حيث يعتبرها الكثير أنها باتت شيئا من المحرمات التى لا يجب التطرق إليها من قريب أو من بعيد، بالإضافة للحياة الصعبة لبعض الأسر والتصاق أجسام تلك الأسرة بعضها بعضا بسبب ضيق المساحة، مؤكدة أن هذه مهمة الوالدين والذى يمكن أن يقدما لأبنائهما جرعات معقولة من هذه الحياة الجنسية حتى لا يستقى معلوماته من أصدقاء السوء فبسبب غياب الوعى الأسرى يلجأ البعض إلى زنا المحارم من باب التجربة.

وأضافت أن هذا الموضوع بات شائكا نظرا لغياب البيانات والمعلومات والتى تعد الحاضر الغائب فى هذه القضية مؤكدة انتشار هذه الظاهرة فى الصعيد والضواحى فى حين تقل فى القاهرة بسبب مثلا غياب الوالدين وسفرهم للعمل بالخارج بحثا عن الرزق.

وعن الفيديو كليب والمواقع الإباحية، قالت إنها تساهم فى ذلكن إلا أنها باتت مختلفة عن موضوع زنا المحارم خاصة إذا تأخر سن الزواج والذى تواكب مع فترة الاحتياج الجنسى وأوضحت أنه فى حاله ماذا تم الإبلاغ عن حالة واحدة من هذه الحالات وعرفها الجميع فمن شأنها أن تقلل من هذه النسب وهذه الظاهرة أيضا.

ونفت نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرآة أن يكون هناك أرقام دقيقة وصحيحة فى هذا الأمر خاصة فى مجال الدفاع عن حقوق الإنسان فيمن للمركز أن يستقى معلوماته من أحد أقسام الشرطة أو من خلال رصد حالات التكرار مشيرة إلى أنه منذ بدء تأسيس المركز فى عام 1996 إلى الوقت الحالى 2005 جاءت لدينا حالة واحدة فقط ولم تكن زنا محارم بل بين أبيها وبين إحدى صديقاتها الذى تحرش بها جنسيا، إلا أنها عادت لتؤكد أن هذه الجرائم تدخل ضمن بوتقة جرائم الشرف وهى منتشرة فى دولة مثل الأردن كما أنها باتت واضحة فى مصر مؤكدة أن هذه القضية لا تشغل بال المركز.

وأضافت أن هذه الجرائم تنتج من خلال الخلل الظاهر فى المجتمع باعتباره خللا نفسيا واجتماعيا وتعد البطالة أحد آليات هذا الأمر، فهناك فراغ فكرى ودينى منتشر فى المجتمع تدفع الناس إلى الانحراف مثلها مثل السرقة والقتل.

وحذرت سوسن الشريف مسئول قسم الأبحاث والتدريب بمؤسسة رعاية الأطفال فى ظروف صعبة فى دراسة حملت عنوان "الآثار الاجتماعية لظاهرة عمالة الأطفال" من مغبة ما يتعرض له الأطفال من استغلال جنسى من خلال أقرانهم بالشارع الأكبر سنا أو من الأفراد العاديين فى الشارع المستغلين ضعفهم لصغر سنهم وعدم قدرتهم على مواجهة الإساءة الجنسية سواء من قبل مرتكبيها أو الوسطاء علاوة على استخدام هؤلاء الأطفال فى الترويج للمخدرات وفى العمليات الإرهابية وهذا يعد من أهم المشاكل التى تنتج عن وجود أطفال الشوارع وحذرت الدراسة من انتشار هذه الظاهرة فى كافة البلدان العربية وفقا لاختلاف ظروف كل منها.

وأضافت أن رحلة الطفل تبدأ من طفل عامل إلى طفل الشارع عندما يتعرض للعديد من صور الحرمان والضغوط التى تفوق احتمال أى طفل وتظهر أثار هذه الضغوط على الطفل من الناحية الصحية والنفسية ومدى توافقه النفسى سواء مع أقرانه أو مع أسرته أو مع المجتمع الذى يعيش فيهن ويمثل طفل الشارع خطرا على ذاته وعلى المجتمع بالقدر الذى يعتبر فيه ضحية الظروف التى أدت إلى حياة الشارع إلا أنه قد يتحول فى بعض الأحيان إلى الخارج عن القانون لممارسته الأعمال العدوانية والسلوكيات المعادية للآخرين متخذا منها مصدرا للدفاع عن نفسه سواء من أقرانه بالشارع الأكثر خطورة منه أو من سوء المعاملة التى يجدها من الأفراد العاديين، أما الطفل العامل فيشعر بالأمان جزئيا لأنه لا يرتكب أى أعمال خارجة عن القانون ولا يضطر للهروب من شىء، وينظر إليه الآخرون فى الغالب بنظرة يشوبها الكثير من العطف والشفقة.

موضوعات متعلقة..

موظف يعتدى على بناته جنسيا ويهددهن بصور فاضحة






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة