ما زالت القضية المحورية التى تشغل بال الشعوب العربية هى قضية الخلافات بين الفصيلين المتناحرين فتح وحماس، وانتقلت القضية من دفاع عن كيان كامل ووطن وأرض وشعب مقهور بالاحتلال إلى قضية فرعية هى خلافات داخلية أثرت على القضية الوطنية الفلسطينية وثوابتها كانت فتح أول فصيل فلسطينى منظم ظهر للدفاع عن الحقوق الفلسطينية المغتصبة من العدو ونضالها معروف ولا خلاف عليه فلا نزايد على تاريخها وبطولاتها وشهدائها الذين كانوا فى المقدمة دائما دفاعا عن وطن وعرض وكرامة، ولكن فتح كانت أقرب للتفكير السلمى أى التفاوض الذى من خلاله أيقنت أو شعرت أنه السبيل الوحيد لحل القضية أمام العدوان الدائم الغاشم من المحتل، وإيمانا أيضا بالواقع وقوة الطرف الآخر الذى يملك ترسانة قوية من التسليح عكس الفلسطينيين الذين لا يملكون سوى الروح القوية والإيمان أن الدفاع عن الوطن هو السبيل الوحيد للجنة.
واختلت الموازين بعد أن قررت حماس وفى خطوة مفاجئة أن تدخل عالم السياسة من خلال انتخابات شهدت حرية غير مسبوقة وديمقراطيه أفرزت لنا حكومة حماسية خالصة بعدد وافر وكبير من الأصوات.
وما أن انقلبت الأحوال حتى شعرت حماس أن الواقع ليس كما كان.
فلا الشعارات تنفع ولا الأبواق تسد ظمأ.
وكانت الغلطة من وجهة نظرى أن حماس تسرعت وأخطأت القرار.
لأنه من يريد أن يشارك فى العملية السياسية فلا بد أن يكون متحملا جميع جوانبها حتى لو كانت على أيديولوجيات تاريخية، لابد أن يتفاوض مع المحتل ولابد أن يقدم تنازلات ولابد أن يكون حسن النية تجاه الآخر وهنا- حتى لا تغضب عزيزى القارئ وتعتقد أنى ضد حماس وهذا ليس صحيحا- أقصد أن السياسة لا بد أن تعيشها بكل جوانبها، إذًا حماس طالما قررت واختارت أن تدخل ذلك العالم فلا بد أن تكون هى الأخرى حاضرة بعيدة عن التشدد وعدم التواصل مع الحل السلمى.
وما إن بدأت المشكلة حتى ظهرت على السطح الخلافات الداخلية التى أفقدت القضية الفلسطنية وثوابتها روحا أخرى أظهرت من خلاله بدء عدم التعاطف معهم وأصبحت الحالة الفلسطينية مفككة وهانت على الجميع وخاصة على أبناء الوطن الواحد.
وبدا السلاح هو المسيطر بين رفاق وحماة الوطن الواحد بعد ما كان التنافس على الشهادة أصبح التنافس من هو الكبير ومن هو المسيطر ومن هو صاحب الزعامة ومن يغتال ويعتقل أكثر!
فتدخلت الكراسى ولعناتها على الصف الفلسطينى الواحد ومزقته، نعم مزقته إلى صفوف وتحالفات وأحزاب؛ كل حسب أهوائه ومصلحته وضاعت القضية، فبعد أن كانت القضية وضياعها على مسئولية كثيرين من خارج الوطن على حسب أقوالهم أصبحت الآن ضائعة بسببهم وبأهل الوطن الواحد.
والله يكون فى عون الشعب الفلسطينى المغوار الحامل لواء االشرف والدفاع عن كرامته يرى المهازل والصراعات الداخلية من أجل زعامات فارفة وكراس زائلة.
فليجلس الطرفان مرة أخرى من الحوار برعاية الكبيرة مصر ويتعلموا من حكمة سياستها وحرصها على القضية الفلسطينية وأن مصر لا تبخل جهدا عليهم وياليتهم ليسمعوا صوت العقل وصوت مصر التى لا تألو جهدا من أجل فلسطين وشعبها ولننتظر الجولة الأخيرة من الحوار لعلها تكون بداية للتصحيح قبل أن يفقدوا تعاطف الشعوب العربية وهذه أكبر خسارة من خسائر الزعامة والسياسة!
محمود يسين يكتب:فتح وحماس.. مَن الجانى ومَن المسئول؟!
السبت، 15 أغسطس 2009 11:12 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة