أسباب فشل تجمعات المثقفين وانشقاقاتهم

السبت، 15 أغسطس 2009 12:30 م
أسباب فشل تجمعات المثقفين وانشقاقاتهم سحر الموجى: المثقفون جزء لا ينفصل عن المجتمع المصرى ويعانون نفس أمراضه الاجتماعية
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى يعترض فيه المثقفون على السلطة ويطالبون بحرية الرأى والتعبير، تجدهم أكثر الناس انشقاقاً فيما بينهم يعترضون على النظام ويرتكبون نفس خطاياه، يطالبون بالعدل والديمقراطية واحترام الآخر، ولا يتورعون عن نفى كل من يعترض عليهم أو يهاجمهم أو يختلف معهم، الأمر الذى جعل فكرة قيام مؤسسة ثقافية أهلية ناجحة درباً من الخيال، خاصة بعد الأزمة الأخيرة التى شهدها أتيليه القاهرة الذى يعد من أهم وأقدم المؤسسات الثقافية الأهلية، أضف إلى ذلك الخلاف الذى نشب بين القائمين على مؤتمر ملتقى قصيدة النثر والأمثلة كثيرة ومتعددة، وهو ما دفعنا لمعرفة السر وراء ذلك.

أكدت الكاتبة سحر الموجي أن المثقفين جزء لا ينفصل عن المجتمع المصرى، وبالتالى فهم يعانون من نفس أمراضه الاجتماعية، ومنها غياب القدرة على العمل الجماعى، وأضافت: لا يستطيع المثقف تخطى حدود الذات إلى مصلحة الجماعة فيغيب الهدف القومى، ويصبح كل مثقف هو مشروع ذاته، إضافة إلى "الأنا" المتضخمة التى لا تعترف ولا تقبل الرأى الآخر، والنتيجة هى غياب المؤسسات الأهلية" وفشل العمل الجماعى.

اتفق معها الكاتب مكاوى سعيد، وقال: الانشقاقات ليست موجودة بين أوساط المثقفين فحسب، ولكنها مرتبطة بطبيعة العمل الجماعى أو النقابى، الأمر الذى يصل بها إلى ساحات المحاكم أو أقسام الشرطة أحياناً، وتتضخم المشكلة عند المثقفين الذين تزيد عندهم "الأنا" والنرجسية عن باقى البشر فينظرون إلى أنفسهم كقادة تنوير من حقهم أن يدلوا بآراء لا تقبل النقد أو المراجعة، ففى القطاعات الأخرى من الممكن أن تتنازل مجموعة لأخرى حتى تسير السفينة، ولكن أن يتنازل المثقف لآخر قد يعنى هذا أنه أعلى منه فكرياً، فالمسألة ترجع إلى صراع أفكار ورؤى وتوجهات، وأضاف: لأن المثقفين دائماً تحت مجهر الإعلام تأخذ المسائل أكبر من حجمها الطبيعى وتتأزم الأمور، وبالتالى لا تقوم لهم قائمة فى العمل الأهلى.

فيما اختلف معهما الشاعر ماجد يوسف الذى أكد أن الانشقاقات بين المثقفين انشقاقات صحية ولها طابع إيجابى، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمسألة فكرية أو ثقافية، أما عن غياب المؤسسات الأهلية فهذا يرجع لكوننا لا نمتلك تراثاً ديمقراطياً، ونعانى من غلبة الرأى الواحد، إضافة إلى تبعية المثقف للسلطات القائمة باستمرار فيما عدا مثقفى الثلاثينيات والأربعينيات، وأضاف: من يستقل عن السلطة ليقدم مشروعه الخاص سيموت كميتة جمال حمدان، فليس لدينا تراث للعمل الحر المستقل البعيد عن الدولة، وهو ما دفع وزير الثقافة ليقول "المثقفون دخلوا الحظيرة" فلا نستطيع أن نقيم جمعية أو اتحاد كتاب مستقل عن الاتحاد الرسمى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة