موضوعات كثيرة وقضايا متعددة فتحها جمال مبارك نجل الرئيس وناقشها وفندها فى حواره التفاعلى مع الشباب على الموقع الإلكترونى "شارك"، حيث ناقش مبارك الابن مشكلة الفساد والبطالة والبحث العلمى ودور مصر خارجيا وغيرها من الكثير من الموضوعات الشائكة، لكنه بالرغم من ذلك تجاهل بشكل تام الحديث عن أى قضية ثقافية وطنية، والغريب أن الأسئلة التى طرحها الشباب عليه خلت أيضا من أى سؤال حول وضع مصر الثقافى أو مشاكلها الثقافية الراهنة.
اليوم السابع توجه إلى مجموعة من المثقفين المصريين لاستطلاع آرائهم حول غياب "الثقافة" من حوار جمال مبارك.
الكاتب الصحفى أسامة عفيفى أكد أن الشباب الذين شاركوا فى حوار جمال مبارك أغلبهم من الحزب الوطنى الحاكم، وهذه لعبة يقوم بها الوطنى لتكريس مسألة التوريث وإظهار جمال مبارك نجل الرئيس فى صورة ممثل الشباب الديمقراطى، لكن الحقيقة من وجهة نظر عفيفى أن "الثقافة" ليست من أولويات حكومة أحمد نظيف، وما يحدث هو مجرد "بروباجندا" ثقافية يصنعها الحزب الحاكم، وينفذها فاروق حسنى وزير الثقافة باقتدار، والدليل على ذلك أن وزارة الثقافة نفسها ليست معنية بالشأن الثقافى ولا تعطيه الاهتمام الكامل، فعمل الوزارة أصبح ينحصر فى "احتفاليات" ثقافية هدفها "الصهللة" الثقافية كما قال فاروق حسنى فى تصريح سابق له دون أن يكون لهذه "الصهللة" أى تأثير أو نفع للجمهور، وأصبح ينحصر عمل المؤسسات الثقافية الحكومية فى إعادة طبع الأعمال القديمة لكبار الكتب دون الاهتمام بابداعات الشباب.
وأضاف عفيفى جمال مبارك غير مهتم بالثقافة شأنه شأن حزبه الحاكم وهو أمر متوقع وليس غريبا. أما عن اختفاء الأسئلة حول الأوضاع الثقافية الراهنة من الشباب المشارك، قال عفيفى إن السبب فى ذلك يرجع إلى أن الشباب الحالى هو ابن المنظومة الإعلامية السائدة التى لا تهتم بالثقافة على الإطلاق، بالإضافة إلى سيطرة شباب الحزب الوطنى على الحوار وانسحاب المدونين المثقفين ومقاطعتهم للحوار، مما كان له أكبر الأثر فى غياب "الثقافة".
الروائى فتحى إمبابى اختلف مع عفيفى حول السبب الحقيقى فى غياب "الثقافة" من حديث مبارك الابن قائلا، "لا أعتقد أن غياب الحديث الثقافى سببه سياسة دولة، إنما يرجع ذلك إلى الشباب الذين لا تربطهم علاقات عميقة بالثقافة ولا توجد على أجندة اهتماماتهم"، وأضاف "إمبابى فى أول لقاء بين جمال مبارك والشباب ليس متوقعا أن يتم طرح أى قضايا ثقافية، فالأولوية تأتى لقضايا البطالة والتعليم والسكن والمواصلات وقضية فلسطين، لكن لو تكرر هذا الحوار مرات أخرى أعتقد أنه سيتم مناقشة القضايا الثقافية".
"نعرف التوجهات الثقافية لبعض المسئولين فى مصر، لكننا لا نعلم أى شىء عن ثقافة جمال مبارك" هكذا جاء تعليق الشاعر شعبان يوسف حول حوار جمال مبارك مع شباب "الفيس بوك"، متهما الدولة بالاهتمام بالكرة والترفيه على حساب تثقيف الشعب، وهو ما أدى – من وجهة نظره - إلى غياب "الثقافة" فى الحوار، ويؤكد يوسف أن تلك السياسة معروفة وتتبعها الدولة منذ وقت طويل لتغييب المواطنين.
