رسالة لجنة الحريات الدينية بالكونجرس تثير استياء البهائيين والشيعة.. وأبناء النوبة يطالبون بنصيبهم فى المعونة الأمريكية

الجمعة، 14 أغسطس 2009 12:24 م
رسالة لجنة الحريات الدينية بالكونجرس تثير استياء البهائيين والشيعة.. وأبناء النوبة يطالبون بنصيبهم فى المعونة الأمريكية رسالة الكونجرس أثارت ردود أفعال متباينة
كتبت ناهد نصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت رسالة لجنة الحريات الدينية بالكونجرس للرئيس الأمريكى باراك أوباما، ردود أفعال متباينة من ممثلى الأقليات الدينية وغير الدينية فى مصر، فالرسالة التى جاءت بالتزامن مع قرب زيارة الرئيس مبارك لواشنطن، دعت أوباما لاستغلال كل الفرص الممكنة لوضع الحكومة المصرية تحت المحاسبة لقياس مدى التزامها بحقوق الإنسان، وبالإضافة للأقباط الذين عدتهم الرسالة الأقلية الأكبر فى مصر، فقد تناولت أيضاً التلكؤ فى تنفيذ القرار الوزارى بمنح البهائيين بطاقات شخصية بـ"شرطة" فى خانة الديانة، فيما لم تأت رسالة اللجنة على ذكر الشيعة أو النوبيين.

الدكتور رءوف هندى المتحدث باسم البهائيين المصريين، قلل من أهمية الرسالة، مشيراً إلى أن الجماعة البهائية فى مصر لا تحبذ التدخل الأجنبى فى الشئون الداخلية، وقال إن تلك هى الاستراتيجية التى يتبعها البهائيون منذ البداية، "ولا دخل لنا بالمباحثات التى تتم بين الرئيسين مبارك، والرئيس أوباما". ودعا هندى اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية ومصلحة الأحوال المدنية إلى الإسراع فى تنفيذ القانون والدستور، حتى لا يكون هناك فرصة للتدخل الأجنبى فى شئوننا الداخلية.

ونفى هندى أن تكون هناك علاقة بين استصدار بطاقات شخصية لنجليه عماد ونانسى، واقتراب زيارة الرئيس مبارك لواشنطن، وقال "حصلت على بطاقات أبنائى تنفيذاً لحكم المحكمة، وما آمله هو أن يتم تنفيذ القرار الوزارى على جميع البهائيين فى مصر، من دون تأجيل".

الجماعة الشيعية لم يكن لها مكان فى رسالة لجنة الحريات الدينية، وهو ما تردد الدكتور أحمد راسم النفيس فى تفسيره، قبل أن يقول إن تجاهل الأقلية الشيعية رغم ما تعانيه من اضطهاد فى مصر، يتطابق مع رؤيته فى وجود تحالف "سعودى أمريكى صهيونى"، يستهدف إشعال الفتن فى المنطقة فى إطار حربها على إيران. وبالتالى فإن الشيعة مستهدفين، ويراد "تجييش" المسلمين السنة لصالح تلك المؤامرة، فيما لا تهتم الولايات المتحدة ما يعانيه الشيعة من اضطهاد. وأضاف النفيس، أن دفاع أمريكا عن الأقلية القبطية مصر، يبدو محاولة أمريكية لاستقطاب المسيحيين الشرقيين بعيداً عن المنطقة "حتى تخلو الساحة لليهود لتدميرها على رؤوس قاطنيها"، وقال إن ورقة الأقليات الدينية استعمارية وتستخدم فقط كنوع من "المناكفة السياسية"، مثلما حدث فى العراق عندما كانت الولايات المتحدة تتناول أوضاع المسيحيين فى العراق، وقامت بتهجيرهم بشكل جماعى إلى خارجها، لتترك الفرصة لحمامات الدم التى تسال الآن هناك، والشيعة ضمن ضحاياها.

وأشار النفيس إلى أن كل المؤامرات التى تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها فرضها على المنطقة، لا تؤثر فعلياً على العلاقات بين السنة والشيعة، مشيراً إلى أن "ما بيننا هو مجرد حائط نفسى صنعته الدعاية وقارب على الانهيار والتلاشى حالياً"، خاصة وأنه لا يوجد على سبيل المثال كنيسة شيعية وكنيسة سنية، كما لا يوجد دستور مختلف لكل جماعة، و"ما يربط بيننا أكبر مما يفرق بكثير". وأكد الدكتور أحمد راسم النفيس على أن شيعة مصر لا تنطلى عليهم "قصة أوباما"، ويرفضون رفضاً باتاً التواصل معه أو اللجوء إلى "تلك الألعاب الصغيرة".

القضية النوبية غابت أيضاً عن المشهد الذى يتم الإعداد له فى الولايات المتحدة قبيل زيارة الرئيس مبارك، وكانت مجموعة من نوبيى المهجر قد أعلنوا فى أبريل الماضى عن عزمهم القيام بعدد من التحركات لطرح القضية النوبية على القمة المصرية الأمريكية، إلا أن تلك التحركات لم يظهر لها أثر حتى الآن. حجاج أدول الأديب والناشط النوبى يؤكد أن النوبيين فى دول المهجر ينقصهم التنظيم، وأن تلك الدعوات هى مجرد إرهاصات لحركة نوبية منظمة فى دول المهجر، تنبأ أن يشهد العالم ميلادها فى 2010. وقال أدول إن القضية النوبية هى مصرية سودانية إنسانية، وذلك لأن الحضارة النوبية نفسها حضارة إنسانية، تهم العالم أجمع، وليس فقط أبناء النوبة.

وأضاف أدول، أن الحكومات الأمريكية المتعاقبة تعطى لنفسها الحق فى مراجعة مدى احترام الحقوق المدنية فى مصر، والحكومة المصرية تسمح لها بهذا التدخل وتوافق على أمور وترفض أخرى، وهو ما يعنى أن الحكومة المصرية لا تمانع فى التدخل الخارجى، وبالتالى فإن طرح القضية النوبية على المحافل الدولية أمر مشروع، "لأننا كنوبيين جزء من الشعب المصرى الذى يطالب بحقوقه المدنية".

ورفض أدول أن يتم استخدام المعونة الأمريكية لمصر كورقة تستخدمها الأقليات للضغط على الحكومة، لأنها "خير على الشعب المصرى كله لا يمكننا رفضه"، إلا أنه طالب بأن يخصص جزءا من هذه المعونة لتنمية مناطق النوبة القديمة، ودعم حق أبناء النوبة فى العودة إليها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة