أيهما نصدق وتطمئن قلوبنا وقلوب جموع المصريين فى قضية الإفراج عن الصيادين المصريين.. نصدق حكومة بونت لاند المستقلة عن حكومة الصومال المركزية، التى أعلنت على لسان حاكمها، موسى جيلى، أن الصيادين المصريين نجحوا فى الفرار من القراصنة بعد قتال عنيف بين الطرفين على السفينتين، وهو ما أكده أهالى الصيادين لليوم السابع، أم نصدق وزارة الخارجية التى تخلت عن الصيادين فترة احتجازهم لمدة خمسة شهور، ثم عادت لتؤكد على لسان مساعد وزير الخارجية، أحمد رزق، أن الإفراج عن الصيادين تم بجهود الخارجية والتنسيق بينها وبين مالك السفينة حسن خليل، رغم أن خليل نفسه أكد لليوم السابع أن الخارجية والسفارة المصرية فى نيروبى تجاهلته ولم تساعده أثناء مفاوضاته مع القراصنة، بل إن السفير المصرى هناك سعيد مرسى، أكد لنا فى اتصال هاتفى أن أصحاب السفينة وطاقمها والأهالى يتحركون بعيدا عن السفارة المصرية، والتى لا تقبل مبدأ الفدية من الأساس، وتعتبر القراصنة مجرمين يجب محاكمتهم.
وبعيدا عن الغموض الذى يشوب عملية الإفراج عن القراصنة، فمن حقنا أن نسأل أسئلة مشروعة: ما حقيقة تحرير الصيادين من أيدى القراصنة، وهل تم ذلك نتيجة عملية كوماندوز مصرية يمنية، خاصة أن عمليات مشتركة من هذا النوع تمت من قبل؟، وأن هناك تنسيقا فى البحر الأحمر بين القاهرة وصنعاء؟ أم أن الأهالى قاموا بدفع الفدية عن طريق تبرعات بعض رجال الأعمال أو الميسورين أو أى جهة قامت بدفع الفدية ؟ وهو أمر مستبعد تماما، لأنها سفن صيد فقيرة، وليست سفنا تجارية تابعة لشركات ورجال أعمال ومصالح دول.
ولو افترضنا صحة فرار الصيادين المصريين، فكيف تمت المواجهة على سطح السفينتين والمعروف من تجربة السفينة بلو ستار كما قال لنا مالكها القبطان عبد الرحمن العوا، أن القراصنة يمتلكون أسلحة حديثة وأدوات مراقبة وقسوة فى التعامل مع المحتجزين، وأسلوبا رهيبا فى الضغط النفسى والعصبى، فكيف إذن تكون تمت عملية المواجهة بين الطرفين ومن الذى قام بتوصيل السلاح إلى طاقم السفينتين؟، والعملية كما قال لنا د. أشرف سليمان الخبير الأمنى بالأكاديمية البحرية، أن مسألة الفرار فيها صعوبة ولا بد من وجود تنسيق مع الحكومة المحلية أو تدريب طاقم السفينة على تحريرها، من خلال خداع القراصنة ومراقبة دوريات الحراسة، ومعرفة أوقات الراحة، ومحاولة سرقة بعض أسلحتهم، عن طريق شغلهم بأشياء أخرى، وهى عملية تحتاج إلى تدريب قاس لطاقم السفينة.
وفى النهاية لابد من ضحايا من الطرفين المحتجزين والقراصنة، لكن لا مفر من وجود دعم عن طريق زورق أو سفينة تابعة للدولة أو لدولة مجاورة، لها تنسيق أمنى مع مصر، فالعملية ليست بهذه السهولة التى يراها البعض وتتحدث عنها وسائل الإعلام، فلابد من سيناريو مرتب لعملية الفرار أو التحرير.
موضوعات متعلقة..
الإفراج عن الصيادين المصريين المختطفين بالصومال
أهالى الصيادين: أبناؤنا هربوا والخارجية تتجمل
الإفراج عن الصيادين المختطفين خلال ساعات
الحقيقة الغائبة فى قضية تحرير الصيادين المصريين المختطفين بالصومال
الحقيقة الغائبة فى قضية تحرير الصيادين المصريين المختطفين بالصومال
الجمعة، 14 أغسطس 2009 03:58 م