لم يحسم بعد الدكتور محمد سليم العوا الفقيه القانونى والمفكر المعروف أمره من قبول أو رفض المشاركة فى الدفاع عن سامى شهاب المتهم الأول فى قضية «خلية حزب الله»، التى ستنظرها محكمة أمن الدولة العليا طوارئ فى الثالث والعشرين من الشهر الجارى، وعلمت «اليوم السابع» أن العوا تلقى اتصالا من محام مسيحى مارونى من لبنان برغبة أسرة شهاب الشيعية فى اختياره للترافع أمام المحكمة فى القضية التى يتولاها حاليا منتصر الزيات.
هذه الرغبة التى نقلها المحامى المارونى للدكتور العوا حملت إشكاليات كثيرة، وفتحت الباب لتساؤلات عديدة، منها: هل تم ترشيح العوا على خلفية سياسية أم قانونية؟ وهل أسرة شهاب هى التى اختارت العوا أم قيادة حزب الله وعلى رأسه أمينه العام حسن نصر الله؟ وحسب مصادر لـ«اليوم السابع»، فإن الترشيح تم على أسس قانونية لقدراته كمحكم دولى فى الأساس ومحام جنائى من الدرجة الأولى، بجانب امتلاكه أدوات قانونية جعلته من المحامين المعدودين فى مصر المشهود لهم بالحرفية والإقناع، إلى جانب تاريخه القانونى الذى لم يتولَ فيه حسب سيرته قضية إلا وحصل لصاحبها على البراءة أو على الأقل يجد فيها أن المتهم صاحب حق وله مبررات لإنصافه.
العوا الذى لم يعط قراراه النهائى بعد، مازال فى إجازته الصيفية التى ستنتهى فى نهاية الشهر الجارى، بينما الجلسة الأولى فى 23 أغسطس الجارى، ووتتوقف مشاركة المحامى اللبنانى فى القضية على قبول العوا للدفاع فى القضية، وهو الشرط الذى أكد الزيات أنه سيتنحى عن القضية فى حال تكليف محام لبنانى بالترافع فى المحكمة، ليس هذا فحسب وإنما وجود محام أجنبى فى القضية يحتاج إلى الموافقة من وزارة العدل ونقابة المحامين المصرية، وعلمت «اليوم السابع» أن منتصر الزيات تم إطلاعه على رغبة أسرة شهاب بوجود العوا ومحام لبنانى فى القضية، دون انتقاص من حق الزيات فى القضية، بالإضافة إلى التأكيد على احترام قيادة حزب الله له، وتبذل الجهود حالياً للتوفيق بين الجانبين.
أما ترشيح العوا من الناحية السياسية، فيحكمه تراث من العلاقات القوية له مع غالبية الطوائف اللبنانية بما فيها حزب الله الشيعى- وسعد الحريرى رئيس الوزراء اللبنانى وقائد تيار الرابع عشر من آذار، وتمتد هذه العلاقات أيضاً إلى قيادات بارزة من الطائفة المارونية المسيحية وغيرها، ووصلت هذه العلاقة إلى حد قيامه بدور الوساطة بين حزب الله وتيار المستقبل فى عامى 2006 و2007 عندما وقع الخلاف بينهما، لكن العوا رفض أن يباشر هذه الوساطة عبر وسائل الإعلام، ويلمح البعض إلى أن العوا كان صاحب الوساطة التى دفعت أمير قطر إلى استضافة الفرقاء اللبنانيين لإجراء المصالحة، وكثيراً ما يشهد منزله لقاءات مع أطراف شيعية لبنانية معتدلة، غير أن العوا يرفض الحديث عن ذلك لوسائل الإعلام، كما أنه صاحب رصيد فى التحذير من الفتنة بين السنة والشيعة، ويطالب بالتعاون بين المسلمين فيما اتفقوا عليه وأن يعذر بعضهم بعضاً فيما اختلفوا فيه، وتجلى هذا الموقف فى خلافه مع الشيخ يوسف القرضاوى حين فتح النار على الشيعة، ورفض العوا أن يكون ذلك باسم الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى يترأسه القرضاوى ويتولى العوا أمانته العامة، والذى تقدم باستقالته من موقعه فى الاتحاد على أثر ذلك.
هيئة الدفاع فى حال قبول العوا ستتكون -بالإضافة إليه- من منتصر الزيات وعبدالمنعم عبدالمقصود وسعد حسب الله وبعض محامى منظمات حقوق الإنسان، وأوصى البعض بتوكيل كامل مندور المحامى بالنقض المتخصص فى قضايا السلاح والمفرقعات.
لمعلوماتك...
◄26 عدد المتهمين فى القضية منهم 22 تحت قبضة الأمن حالياً و4 متهمين ما زالوا هاربين
◄23 أغسطس أول جلسة لمحاكمة المتهمين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة