◄جمال أسعد وبباوى يرفضونه ونجيب جبرائيل يطالب بشطب عضوية مصر نهائيا من المجلس الدولى لحقوق الإنسان
قبل خمسين عاما كانت نظرة أقباط مصر للغرب وأمريكا هى نفس نظره المسلمين فأمريكا امبريالية والغرب استعمارى ولم نر أو نسمع أو نشاهد وقتها قبطيا واحدا من الداخل يحرض الغرب على النظام، حتى الأقباط الذين هاجروا للخارج اقتصر دورهم على إبراز صورة مصر وشعبها الأصيل لم يكن هناك نماذج مثل موريس صادق أو عدلى أبادير أو حنا حنا.
الصورة الآن اختلفت ودخل قاموس قلة من أقباط الداخل تعبير «الاستقواء بالغرب» الذى ترفضه الكنيسة بقيادة البابا شنودة، هذا التعبير من السهل أن تسمعه فى كل مشاجرة بين مسلم وآخر قبطى، وتخرج بيانات التحريض من البعض، إلى درجة التهديد باللجوء إلى السفارة الأمريكية التى تقوم بدورها بكتابة التقارير ضد النظام والحكومة، وعموم المصريين من المسلمين والمسيحيين، واللجوء إلى السفارة الأمريكية، فى نظر هؤلاء يأتى بمبرر أن الدولة خذلتهم، وتركتهم عرضة للاضطهاد وهى الشماعة التى لخصها جمال أسعد النائب البرلمانى السابق فى عبارة «الاستقواء بالاضطهاد» فالاضطهاد كما يراه أسعد هو حالة إرهابية تفرض على الجانب الذى به أغلبية يغذيه كل طامع فى السيطرة على بلادنا.
وإذا كانت القلة القليلة من أقباط الداخل، تختار فى تهديدها السفارة الأمريكية كملجأ لهم للاستقواء ضد بلادهم، فإن بعض أقباط المهجر فضلوا التعاون مع الحكومات الغربية للاستقواء على مصر نظاما وشعبا وهو استقواء تحريضى تختلف درجاته حسب طبيعة من يستخدمه، فإذا كان من الصقور مثل موريس صادق المحامى والمقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن درجته تصل إلى مطالبة إسرائيل بالتدخل عسكريا لحماية الأقباط، وإن كان من الحمائم فإنه يكتفى بمطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بتخفيض أو منع المعونة عن مصر.. أى أن هناك تيارين، الأول متشدد يرى دورا مركزيا للتدخل الغربى وبصفه خاصة أمريكا فى حل مشكلة الأقباط، والثانى «معتدل» يبحث عن آلية توازن بين الدولة والغرب والكنيسة!
فالتيار الأول لا يطرح حلولا جماهيرية للأزمة، ولا يربط بين معارك المصريين عموما، وبين معركة الأقباط من أجل التحرر. بل على العكس تماما، يستغلون مساحات الضغط بين الغرب والنظام من أجل تمرير مطالب قبطية، وهو ما يزكى شعورا لدى قطاعات مسلمة بأن ثمة استقواء قبطيا-غربيا ضد المسلمين. ويقود هذا التيار عدلى أبادير وموريس صادق وحنا حنا، أما التيار الثانى فهو الذى يستخدم الاستقواء لوضع حلول ليس للأقباط فقط ولكن لكل المصريين، وربما أبرزهم مايكل منير والدكتور عوض شفيق ومجدى خليل.
ولا يختلف التياران عن فكرة التحريض ولكنها درجات وحسب استغلال كل تيار لمشاكل الأقباط وهو ما دفع جمال أسعد إلى التأكيد على أن المتاجرة بمشاكل الأقباط بدأت من الخارج مع مجموعة مسماة بأقباط المهجر تتعامل مع الأجندات الخارجية.. لإثارة مشاكل الأقباط فى المحافل الخارجية وللأسف كما يقول أسعد بدأت مجاميع المسيحيين داخل مصر تتعاطف مع هذه القلة، ومن ثم والأخطر تعاطفهم مع الأجندة التى تخص أقباط المهجر.
ويستخدم صقور أقباط المهجر كل أنواع الاستقواء فموريس صادق مثلا وصلت به درجه الاستقواء إلى توجيه رسالة إلى القيادات الإسرائيلية فى تل أبيب، يطالبهم فيها بالتدخل لحماية الأقباط من الاضطهاد، بل إنه قام بالتحريض على المصريين فى أمريكا أكثر من مره، بل إنه صاحب مقولة «قطع المعونة عن مصر واجب مقدس»، وارتفعت نبرة التحريض مع قرار التخلص من الخنازير فى أعقاب قرار الحكومة المصرية ذبحها بعد تفشى مرض أنفلونزا الخنازير، ووصل الأمر إلى مطالبة موريس بفرض عقوبات دولية على مصر بتهمة ذبح حيوان يقدسه الأقباط، وهو ما نفاه البابا شنودة نفسه والذى أكد على أن الخنزير ليس مقدسا، ولكن موريس واصل سياسة الاستقواء بالخارج لوقف القرار وللأسف فإن دعوة موريس وجدت صدى داخليا ورفعت من حالة الاحتقان والتحريض والإثارة المتعمدة، وافتعال الأزمات والتى يجب أن نؤكد أنها فى الفترة الأخيرة بدأت من الداخل، وهناك بعض الجهات التى تريد استغلال هذه القضية الطائفية، لأنها تعلم جيدا مدى خطورة هذه القضية وتريد جنى المكاسب.. ويكفى أن نعلم أن مؤتمرات الأقباط بالخارج تستخدم مطالب الأقباط ومشكلاتهم التى طرحوها فى الداخل ونفخوا فيها النار وضخموها.
والنتيجة مزيد من الضغوط والاستقواء، والمستفيد الأول هم مجموعة الصقور الذين يذهبون بأحلامهم إلى مطالبة الغرب وأمريكا بضرورة مساعدة أقباط مصر ليس لإقامة حكم ذاتى، أو إقامة كنائس أو حمايتهم من الاضطهاد، ولكن لطرد العرب المحتلين لمصر على حد مزاعمهم وهى دعوة متطرفة يرفضها الدكتور نبيل لوقا بباوى عضو مجلس الشورى، والذى يؤكد أن لجوء بعض الأقباط للخارج للاستقواء بالمجتمع الدولى أو بأمريكا، يعتبر نوعا من أنواع الاستفزاز ويخلق احتقانا داخليا ما بين المسلمين والمسيحيين، وأنه من العار على هؤلاء الأقباط أن تتدخل أمريكا أو أى دولة غيرها فى الشئون الداخلية لمصر، ولكن المستشار نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان يختلف مع بباوى بل ويطالب بشطب عضوية مصر نهائيا من المجلس الدولى لحقوق الإنسان، مدعيا أنها تنتهك حق الأقباط كمواطنين وليس كمسيحيين.
جبرائيل أشار إلى أن الأقباط يلجأون عادة إلى الخارج بعد أن تعييهم الحيل وتغلق فى وجوههم كل الأبواب فى مصر، ولم يكن ذلك فيه شىء من الغرابة أو الخروج عن المألوف حيث هدد الصحفيون وجماعة الإخوان المسلمين باللجوء إلى الخارج، من قبل موضحا أن لجوء الأقباط يختلف حيث إنهم لا يلجأون إلى دولة بعينها مهما عظمت سواء كانت أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا، ولكن يلجأون إلى منظمات دولية تكون مصر فى الغالب عضوا بها.
وشدد جبرائيل على أنه لا بد من عمل إحراج دولى لمصر أمام المنظمات الدولية حتى يتسنى لها التحرك فى إيجاد حلول لمعاناة الأقباط.
لمعلوماتك...
◄ 62 مظاهرة لأقباط أمريكا ضد مبارك 3 منها فقط أثناء زيارته لواشنطن يقودها 8 منظمات قبطية أمريكية متشددة على رأسها «الاتحاد القبطى الأمريكى»، وهى من أكثر المنظمات القبطية تشدداً فى أمريكا، وهى تطالب بإلغاء قرارات الخط الهمايونى والذى يعود إلى القرن التاسع عشر، وكذلك المساواة فى بث البرامج الدينية الخاصة بهم من خلال وسائل الإعلام التى تسيطر عليها الدولة وهناك.
بعض أقباط الداخل والخارج يطالبون أمريكا بالتدخل لحمايتهم من اضطهاد المسلمين
موريس صادق وعدلى أبادير وحنا حنا صقور التحريض
الخميس، 13 أغسطس 2009 04:28 م