عن مؤسسة "الدوسرى" للنشر والإبداع صدرت رواية "ابن زريق البغدادى – عابر سنين" لمؤلفها الكاتب البحرينى أحمد الدوسرى، وهى فى مجملها رحلة عبر التاريخ إلى زمن كانت بغداد حاضنة الإسلام وحاضنة الشعر وقبلة الشعراء، إذ يعود بنا المؤلف إلى العام 471 الهجرى، وتحديدًا بعد انقضاء نحو خمسين عامًا أو يزيد، على وفاة الشاعر "ابن زريق البغدادى" الذى ترك مدينته متوجهًا نحو الأندلس طلبًا للمال، وهناك قال قصيدته اليتيمة "لا تعذليه" مخاطبًا بها ابنة عمه التى كانت تنتظر أن يعود بمهرها، ولكن صده الأمير الأندلسى، فوضع القصيدة تحت وسادته ثم نام نومته الأبدية.
الرواية تصور البطل فى رحلة بحث عن ملابسات موت "ابن زريق" ومعرفة تفاصيل رحلته من بغداد إلى الأندلس، بناءً على طلب من الوزير فى بلاط الخلافة واستجابة لرغبة الخليفة نفسه، ولكنه بعد ثلاث سنوات من البحث الشاق يجد نفسه مرغمًا على العودة إلى مدينته إلا أنه يدخلها فى الليل متسللاً حتى لا يعرف بخبره أمير المؤمنين فيأمر بقتله، غير أن الشاعر الفقيد يظل هو المحور الذى تدور حوله الأحداث وتتلاقى الشخصيات.
واختار الدوسرى فى روايته اللغة السردية مستوحيًا من عصر الخلافة العباسية الكثير من مفرداته ذلك العصر الذى كان يموج بالأدب وبقصص الشعراء وبمآسيهم، ومع الاستغراق فى الأحداث تجد الشخصية المحورية نفسها فى لحظة امتزاج روحى مع "ابن زريق" فيتولد الانطباع بأن صاحب الرحلة هو "ابن زريق" نفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة