محمد حمدى

صحفيون وطنيون..عقبالنا!

الخميس، 13 أغسطس 2009 04:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام أصدرت 32 منظمة صحفية أفريقية بيانا، أعلنت فيه رفضها مشروع تأسيس مرصد إعلامى أفريقى برعاية الاتحاد الأوروبى وبالتعاون مع الاتحاد الأفريقى، وقالوا فى بيانهم "لا يمكن أن يقود إلى التقدم على مسار تطوير الإعلام الإفريقى، ولا إلى ضمان حرية واستقلال ومهنية الوسائل الإعلامية" فى القارة.

وبرر الصحفيون الأفارقة رفضهم لمشروع المرصد الإعلامى الأفريقى برعاية أوروبا، بالتأكيد على أنه ينطلق من افتراضات كثيرة، ويتجاهل واقع قمع الحكومات للوسائل الإعلامية، وكل الجهود التى بذلتها الصحافة الأفريقية على مدى تاريخها.

وأضاف البيان أن مشروع المرصد "سيخلق فى نهاية المطاف مزيدا من المشاكل لوسائل الإعلام الأفريقية ولحق الشعوب الأفريقية فى مصادر إخبارية وإعلامية مستقلة".

وطالبوا الزعماء الأفارقة "الالتزام بثبات بتنفيذ الآليات والمبادئ القائمة، كبيان ويندهوك للترويج لصحافة أفريقية مستقلة وتعددية، الميثاق الإذاعى الأفريقى، بيان مبادئ حرية التعبير فى أفريقيا، وكافة النصوص ذات الشأن الواردة فى الأدوات والاتفاقيات الدولية، ومنها إعلان حقوق الإنسان، ومعاهدات الحقوق المدنية
والسياسية الدولية.

وشدد الصحفيون الأفارقة على أن القضية الأساسية الحقيقية القائمة أمام وسائل الإعلام الأفريقية، هى كيفية التغلب على نفوذ الحكومات، التى دأبت على التحكم فيها لأغراض دعائية.

هذا ملخص البيان الذى أصدرته 32 منظمة أفريقية، وبغض النظر عن إمكانيتها وقف مشروع المرصد الإعلامى الأفريقى المزمع إنشاؤه بتمويل أوروبى وبموافقة الاتحاد الأفريقى، فقد قال الصحفيون الأفارقة كلمتهم، وعلمونا درسا ينبغى جميعا الالتفات إليه، وهو أن أية أموال تأتى من الخارج ليست من أجل سواد عيوننا أو حبا فينا أو حتى تكفيرا عن الماضى الاستعمارى الغربى المظلم.

كل دولار أو يورو يأتى من حكومة غربية لمنظمة أهلية وطنية الهدف الأساسى منه تنفيذ أجندة الدولة الممولة، وقد رأينا كيف أن الأموال الأمريكية التى تدفقت على العالمين العربى والإسلامى خلال الثمان سنوات الماضية استهدفت تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة، ونشر حالة من عدم الاستقرار فى تلك الدول، وإعادة توزيع مراكز القوة الإقليمية، إضافة إلى رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط.

وإذا كان الصحفيون الأفارقة قد ضربوا مثالا ساطعا على الوطنية، فإنهم أكدوا أيضا تمسكهم بالحريات العامة وعلى رأسها حرية الصحافة وألا تتحول إلى أبواق دعاية للحكام المتسلطين فى طول القارة وعرضها.

يبقى أن على الصحافة المصرية التعلم من درس الصحافة الأفريقية، خاصة وأن مؤسسات صحفية تمول الكثير من أنشطتها الصحفية والبحثية بأموال غربية، وأن عددا لا بأس به من الصحفيين المصريين قد تحولوا إلى وكلاء لمنظمات وحكومات غربية.

وليس سرا أيضا أن عددا من الصحفيين قد عرفوا طعم الثراء بفضل هذه الأموال، وفى اعتقادى المتواضع أنه لا فرق بين صحفى يبيع قلمه للسلطة الحاكمة فى بلده، وصحفى آخر يبيع قلمه لدولة أجنبية لأنه فى الحالتين خان نفسه وخان الأمانة المهنية، وخان الناس الذين يفترض به التعبير عنهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة