المكفوفون لا يحتاجون إلى تأهيل حتى يمكنهم التعامل مع المجتمع، ولكن المجتمع هو الذى يحتاج إلى هذا التأهيل حتى يتعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة.
هذه هى خلاصة تجربة الدكتور علاء الدين عبدالمتعال، مدرس الفلسفة بكلية الآداب جامعة حلوان، فقد ولد كفيفا وسط أسرة من المبصرين، فكان أبواه يأمرانه ألا يخرج من حجرته عندما يكون لديهم ضيوف، وعندما بدأ يكبر رويداً رويداً قضى على خجل أسرته عندما كون صداقات خارج المنزل، خاصة فى المدرسة الداخلية لرعاية وتأهيل المكفوفين التى التحق بها، كان يقضى خمسة أيام كل أسبوع فى المدرسة، ويومين فقط مع أسرته، وهذا أنشأ علاقة بين الطلبة جعلتهم مترابطين وبينهم لغة مشتركة، تقوم على الفقد ومقاومة نظرة المجتمع.
استطاع الطالب الصغير التغلب على الصعوبات التى وقفت أمامه، خاصة فى التعليم، وكان من أوائل الدفعات التى تم تطبيق قرار وزارة التربية والتعليم عليها بإدماج الطلبة المكفوفين مع المبصرين فى الثانوية العامة، وكان هذا اختبارا حقيقيا لقدرات علاء، الذى حصل على مجموع يؤهله للالتحاق بكلية الآداب، واختار أن يدرس الفلسفة، وحصل على الليسانس بتقدير جيد، وعمل مدرسا للفلسفة فى مدرسة ثانوية، ثم استكمل دراساته العليا وحصل على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى فى الفلسفة اليونانية.
تزوج د.علاء من إنسانه مبصرة، أعانته على استكمال دراساته بتفوق، ورزقت الأسرة الصغيرة بمولودة جميلة إلا أنها ورثت عن أبيها ضمور العصب البصرى، وبدأت رحلتها مع الحياة منذ اليوم الأول وهى مكفوفة، ومع ذلك اهتمت بدراسة اللغة العربية وحصلت على الشهادة الجامعية وأصبحت مدرسة لغة عربية فى مدرسة النور للبنين بالإسكندرية، ووجهها والدها الى الاهتمام بدراسة الموسيقى وشجعها على الالتحاق بالكونسفتوار وهى أحبت العزف على البيانو وبنجاحها فى العزف دخلت الكثير من المسابقات حتى أنها فازت بالمراكز الأولى فى كثير من مسابقات الثقافة الجماهيرية.
بحث الدكتور علاء عن فرصة عمل فى الجامعة لمدة 12 عاماً متواصلة، حتى تم تعيينه عام 96 على درجة مدرس مصادر فلسفية بكلية الآداب جامعة حلوان، وألف عدة كتب منها «هرمس بين الأسطورة والواقع» ،«المصادر الفلسفية بين المنهج والتطبيق»، «الأصول المصرية لنظرية الفيض عند أفلوطين».
الدكتور علاء الدين والمشوار السحرى.. بدأ تلميذا فى مدرسة داخلية لتأهيل المكفوفين.. ثم مدرسا فى مدرسة ثانوى.. ثم أستاذا جامعياً
الخميس، 13 أغسطس 2009 04:16 م
د. علاء الدين عبدالمتعال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة