إسلام فتحى يكتب: مشاعر فاسدة

الخميس، 13 أغسطس 2009 12:19 م
إسلام فتحى يكتب: مشاعر فاسدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قـــــــــــــــــصة واقعية... من وحى الفيس بوك

أسند رأسه إلى مقعده الجلدى وأطلق تنهيدة أخرى وظل يعبث فى سقف الغرفة وظلام الليل بعينيه وأنغام موسيقى "عمر خيرت" تتعالى مع أوجاعه ..
يؤنب نفسه عما اقترفه قلبه من حب جديد.. عاش هكذا لفترات طويلة دون أن يحب أو يسمح لإحداهن بالتلصص من بين عينيه لتراه حبيبا لها ..
ولكنه هذه المرة لم يستطع أن يمتنع ...

حول عينيه يمينا ليرى ضوء الفجر الخافت قبل إعلان الشمس طغيانها على كل ظلام يتراءى إليه.. وتذكر هذا اليوم الذى على وسطع فيه نجمه..
جلس حول هذا الموقع الغريب المسمى "بالفيس بوك" يتابع محبيه وأصدقاءه ويضحك حين باغتته رسالة من تلك الفتاة.. تود أن تتعرف إليه وعلى الرغم من تمنعه عن هذه الأقعال الصبيانيه إلا أنه.. سعد بها ورحب كثيرا ولا يعرف سببا لهذه المرة.. بعض الرسائل منها وبعض الردود منه رسمت طريقا مشرقا.. تراءى هكذا لهما.. وحددا موعدا ثابتا ليستقبل فيه رسائلها ويرد عليها فى نفس الوقت لأنها كانت تدخل على هذا الموقع من خلال تليفونها المحمول ..
بعض الأيام وكان لها ما لم يكن لغيرها أبدا.. هكذا صارحها "طالما سمحت لك بالتواجد فى حياتى.. فلك ما لم يكن لغيرك على الإطلاق" لم يعرف أبدا سببا لهذا الانجذاب.

تنفس بعمق وأسند رأسه مرة ثانية إلى مقعده الجلدى وأغمض عينيه وتعالت أنغام موسيقى "الأيام" ودمعت عيناه دمعة وحيدة اخترقت بحزنها هذا الصمت الذى زرعه طيلة الليل بنجاح حتى أن نسمة الصيف الشاردة لم تستطع اختراقه برقتها.. وكم من حزن ٍ لا يُفهم إلا من نظرات الأعين.. فالقلب يعرف جيدا كيف يدارى ما فيه والعين دائما تفضح سر الهوى ..
طلبت منه أن يرسل إليها رقم هاتفه.. ورحب ولم يلحظ فرحته وفعله الطائش إلا عندما ظهرت على الشاشة "تم إرسال الرسالة" حملقت عيناه فى الرسالة وتنهد فى قلق ..
وبدأت أيام فى الحب تمر به.. وكم هى معدودة أيام الهوى.. وكم تعانى الحرمان يا قلبى.. أياما قليلة قضاها يتحدث إليها عبر الهاتف يحكى عن نفسه وتحكى له حتى أنه كان يستمع إلى دقات قلبه المسكين عندما ينطلق الهاتف بنغمتها التى خصصها لها.. كانت "إلا إنت" لنجاة الرقيقة ..
ذات صباح منتشى ببهجة الحب الوهمية ارتسمت النهاية.. خرج من مكتبه فى الطابق الثالث مسرعا ليحادثها وهو فى سيارته كما اعتاد.. استقل المصعد ومنه للشارع حيث تقف سيارته وقبل أن يدير مفتاحه .. أتت سيارة مسرعة وانقضت عليه .. حاول أن يتفاداها قدر ما شاء ولكنها أصابت قدمه على كل حال بكدمات شديدة .. وعلى أثرها، جاءته الحمى على استحياء .. تنهل منه كيفما شاءت .. أربعة أيام لم ينطلق تليفونه المحمول بنغمتها المخصصة.. تفقده مرات ومرات وهو فى سريره يصارع وحدته وألمه .. بلا أمل ..
طلبها ذات مرة بعد أن تعافى .. وهو محمل لها بكل الأعذار .. فلو قالت أى شىء لكان قبله ..
الهاتف فى وضع الانتظار .. الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل .. ترى من تحادث فى هذا الوقت ..!!
لم يجد إجابة شافية لهذا التساؤل ولكن انتظر حتى تنتهى من ساعتها التى تحدثت خلالها إلى المجهول .. وكانت إجابتها بأنها إحدى صديقاتها .. وصدقها ..
هنا فتح عيناه فزعا وارتد على أثر فزعته للأمام .."قالو لى هان الود عليه.. وراح وساب قلبك وحدانى "
داعب جبهته بيديه ومسح على ذقنه ودفن وجهه بكلتا يديه وأطلق الأسى فى تنهيدة أخرى ...
قال لها فى نهاية المحادثة التى جمعت بينهما سأنتظر اهتمامك من جديد .. وتفسيرا لاختفائك عنى .. ووعدته .. مر يوما كاملا لم يجد انتظاره شيئا
.. اليوم الذى يليه .. دق قلبه بشدة وانقبض عن شىء خفى لا يعلمه .. فأمسك بهاتفه وطلب رقمها بصورة لا إراديه .. شعر بأنها ليست على ما يرام وأراد أن يطمئن عليها ليس أكثر ..
الهاتف فى وضع الانتظار ..
عقد يديه خلف ظهره وجاب غرفته جيئة وذهابا .. وأعاد الكرة مرات ومرات .. عذرا حاول فى وقت آخر .. فشبح الشك يعتلى صهوته الآن لينطلق من مربضه إلى عنان الحب الوهمى الذى جمع بينكما ..
مرت الساعة الأولى وهو ينفث ألمه وشكه فى كل تنهيدة تخرج منه .. ومرت الساعة الثانية بكل ألم .. ولا يزال الهاتف فى وضع الانتظار ..
دمعت عيناه والشك يجوب عينيه .. هل لها أن تخون الشوق فى عينى ..؟!
كيف وقد ملكتها هذا القلب الذى أتعبه الأنين والحزن طيلة الأيام الماضية ..
مرت الساعة الثالثة .. فى تثاقل غريب ..
والهاتف الآن ليس فى وضع الانتظار .. رنينه يتعالى أمامها الآن باسمه .. وكانت الصدمة الأولى التى تلقاها .. لقد رفضت مكالمته .. تشبثت عيناه بالهاتف وأوهم نفسه بأنها أخطأت الزر .. وأدار رقمها للمرة الثانية بعنفوان الشوق والخوف والضعف .. ورفضت للمرة الثانية .. وتعالى صوت الشك فى صدره منتظرا حتى يأتيه اليقين ..
وبعد عدة مرات.. أجابته بكل قسوة تملكتها تنهره عما أرسله من رسالة يعبث فيها بكلامه واتهاماته لها بالخيانة وأنه لن يسامحها أبدا ..
طلب منها أن تقدم مبررا واحدا.. كان يستجديها بكل آيات الحب والشوق أن تقدم له ولو مبررا واحدا وكان سيتقبله.. ولكنها رفضت أن تخبره مع من كانت تتحدث طيلة هذا الوقت لتجبر القلب أن يستشعر الشك بمرارة .. ونفت أى إحساس نما بينهما.. ونفت عنها أن تكون خائنة لأن الخيانة لا تصدر إلا من محبة .. وما أدراك أنى محبة.. ؟
هنا سقطت دمعاته واحدة تلو الأخرى فى صمت ودون إشارة إليها بأنه يبكى .. هو لم يبكى خيانتها ولن يبكيها ولكنه بكى ضعفه ..
احتدم ضعفه وتربص بقوته المتلاشية وتماسك فأطلق كلماته كالسهام "أنا لن أنعيكِ يوما .. أنا أنعى قلبى الذى رفض كل من قبلك وحافظت عليه من الانكسار كثيرا حتى تكسريه أنتى .. أنا أنعى نفسى لأننى سمحت لك ِ بخيانتى ..هنيئا لكما الرقص على أحزانى ..!!
ستعود يا قلبى وحيدٌ .. أنت كما أنت ..
وأغلق الهاتف فى دمع صامت .. وحاول أن يهدئ من انتفاض جسده قليلا دون نتيجة .. فكم خاف الفراق وكم بغض الخيانة .. وكم تكررت معه وكأنها تتربص به ..

تذكر حبيبته السابقة وقالت عيناه ما لم ينطق به اللسان "بعدك عانقنى الانكسار كآت ٍ من سفر طويل..لم أستطع أبدا التخلف عنه .. حتى أحلامى بعدكِ بدت لى مشوشة كمن ينظر فى مرآته من خلف رداء من الدموع.."
انتفض على يد وضعت على كتفه "ما الذى يؤرقك إلى الصباح.. ما بك؟
ليس هناك شىء يا أمى .. فقط لم يغازل النوم عينى .. وسأنام الآن ..

علّ الغد يأتينى ببعض مما أتمناه ويمسح النسيان بعض ما بى ..






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة