مثقفون: افتتاح المفتى لمعرض تشكيلى عودة إلى الأصول الأولى..والمتطرفون يفسدون العلاقة بين الفن والدين

الأربعاء، 12 أغسطس 2009 07:47 م
مثقفون: افتتاح المفتى لمعرض تشكيلى عودة إلى الأصول الأولى..والمتطرفون يفسدون العلاقة بين الفن والدين الفن لا يتعارض مع الدين طالما لا يسىء للقيم الأخلاقية
كتبت سارة سند ومحمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سابقة جديدة وغير معتادة فى عالم الفن التشكيلى، أقام قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة، معرض فن تشكيلى حول "السيرة النبوية" للفنان طاهر عبد العظيم، افتتح المعرض فضيلة مفتى الجمهورية د. على جمعة ويستمر حتى يوم 29 أغسطس.

عامان كاملان من عمر طاهر عبد العظيم نذرهما لتحقيق حلمه فى عمل معرض فن تشكيلى يتناول أحد الجوانب الإسلامية. وأكد عبد العظيم فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن السبب الأساسى الذى دفعه لإقامة معرضه هو الرسومات المسيئة لرسول الإسلام، فجاءت فكرة المعرض ردا على تلك الرسومات ولكن بطريقة راقية، حيث انفعل عبد العظيم كفنان تشكيلى بتلك الرسومات التى أساءت إلى الدين الإسلامى، فأظهر انفعالاته وردوده من خلال رسومات معرضه.

وأشار عبد العظيم إلى أن القصور فى معرفة القيم الدينية الأساسية لدى الكبار والصغار على حد سواء من الأسباب التى دفعته أيضاً إلى تقديم السيرة النبوية بشكل عصرى وحديث لتوصيل المعلومة إلى جميع الفئات.

وعن تدخل د. على جمعة أو الأزهر الشريف فى مضمون الرسومات واللوحات، أكد عبد العظيم أنه توجه بنفسه بجميع لوحاته لعرضها على المفتى، لكنه لم يتدخل سوى فى تصحيح المعلومات التاريخية فى بعض اللوحات، وضرب عبد العظيم مثلا بأن إحدى لوحاته صورت الكعبة وقت البعثة النبوية بشكلها وكسوتها الحالية، وهو ما صححه المفتى له لأن الكعبة لم تكن مغطاة فى ذلك الوقت، لكنه لم يتدخل فى ترشيح أو منع أى من لوحاته.

د. محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أكد لليوم السابع أن حضور مفتى الجمهورية د. على جمعة لمعرض فن تشكيلى بمتحف محمود مختار، والذى يعتبر "أبو الفنانين التشكيليين فى مصر"، وقص شريط المعرض وعلى جانبيه مجموعة من التماثيل المنحوتة، بمثابة رسالة واضحة إلى المجتمع بأن الفن لا يتعارض مع الدين، ولا يوجد صدام بينهما.

من جانبه، جاءت تلك الخطوة التى قام بها المفتى الأولى من نوعها فى تاريخ العصر الحديث، وتعتبر حدثاً فريداً خلال المرحلة الراهنة، فى ظل حالة العداء الواضحة بين الدين والثقافة. وأثنى العديد من المثقفين على هذه الخطوة، واعتبروها عودة للأصول الأولى للعلاقة بين الفن والإسلام.

الروائى إبراهيم أصلان يرى أن طبيعة المعرض نفسه الذى يهتم بالشأن الدينى، من الممكن أن تكون دفعت الدكتور على جمعة إلى افتتاحه، لكنه فى نفس الوقت يرى أن هذه الخطوة جيدة وتعطى درجة من اكتساب الفن التشكيلى قدرا من الشرعية الدينية، ويأمل أصلان مع مرور الوقت أن يسمع أن أحد المسئولين الدينيين يفتتح معرضا فنيا تشكيليا لا يتناول قضايا دينية.

أما الكاتب يوسف القعيد، فيرى أن العلاقة بين الدين والفن علاقة ممتدة، تسبب فى الإساءة إليها المتطرفون، ويستشهد القعيد بهجرة النبى إلى المدينة وغناء أهلها لها، كما يشير إلى العلاقة الدائمة بين الإسلام والفن على مر العصور. ويعتبر القعيد افتتاح الدكتور على جمعة لمعرض "عبد العظيم"، خطوة جيدة فى هذا التوقيت، وعودة إلى الأصول الأولى والصحيحة للإسلام، كما يضيف أنه يتمنى أن يشارك هو وغيره فى معارض أخرى وفى افتتاح مسرحيات وأفلام سينمائية.

الفنان التشكيلى مجاهد العزب، يرى أنه ليس جديدا أن يشارك رجل دين فى معرض تشكيلى، وأشار إلى الشيخ الشعراوى الذى ذهب لزيارة مسرحية "دماء على أستار الكعبة"، وسلم على فريق العمل وأشاد بأدائه، ويؤكد أنه يجب أن يتواصل الأزهر بشكل أكبر مع الفن وبلا محاذير مثلما كان يحدث فى عصور سابقة، مثل العمارة واللوحات فى العصر الفاطمى.

لكن ينتقد "العزب" الفنان طاهر عبد العظيم متسائلا: كيف يطلب الفنان ترخيص من الأزهر لعمل السيرة النبوية على هيئة لوحات، فى نفس الوقت الذى يقدم لنا الفن الإيرانى "رغم التشدد الشديد" المعراج نامة؟! وكيف يكون المعرض تحت إشراف الأزهر الشريف؟! معتبرا أن استئذان الأزهر من أجل الفن "أمر غير مناسب تماما".

الدكتور على جمعة قال فى افتتاح المعرض، إن المسلمين وظفوا الفن فى خدمة الدين، مما دفعنا إلى التساؤل عن المعارض الفنية العادية التى لا تتناول "أمورا دينية"، حيث أكد الدكتور عبد المعطى بيومى عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر، أنه لا يوجد فصل بين الدين وأنشطة الحياة والإنسان، لأنه ليس هناك معرض دينى وغير دينى، وكل معرض فنى يتماشى مع الجمال الحقيقى فهو متطابق مع الدين.

أما عن اتهام الدين بأنه ضد الفن، فيؤكد بيومى أنه لا تعارض مطلقا بينهما، لأن الدين يشجع كل شىء جميل، وطالما كان الفن يتماشى مع القيم الدينية فالفن يكون جميلا لأنه ليس هناك خلاف إلا عندما يأخذ الفن منحى غير أخلاقى فيسئ للقيم الأخلاقية والدينية، مشيرا إلى أن مقياس الجمال الفنى أن يتماشى مع الجمال الكونى الذى خلقه الله مؤديا إلى غاية جميلة ونافعة، أما كل ما يؤدى إلى اختفاء الخلق والحياء فليس جميلا.


































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة