اعتادت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية فى الأيام القليلة الماضية على نشر أخبار ومعلومات مغلوطة وكاذبة عن محاولات اغتيالات عديدة لسفيرها بالقاهرة "ديفيد كوهين" عدة مرات، وأيضاً فيما يتعلق باستهداف مواطنيها فى سيناء عن طريق تنظيم للقاعدة هناك، الخبر الذى أذاعته الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم، الأربعاء.
اليوم السابع استطلع آراء عدد من الخبراء، الذين أكدوا أن هذا الأخبار "خائبة" لها أبعاد سياسية أمنية إسرائيلية لزيادة التأمين على كل ما يتعلق بما هو إسرائيلى فى مصر، خاصة بعد الكشف عن الخلايا الإرهابية الأخيرة.
وأكد اللواء د.عادل عبد العليم الخبير فى الشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب الدولى، أن توقيت نشر الأخبار الإسرائيلية المزعومة فى الفترة الأخيرة عن استهداف مواطنيها ودبلوماسيها فى مصر، مرتبط باقتراب شهر رمضان ونشاط الجماعات الجهادية فى هذا الشهر، فمثال على ذلك قبل مراجعاتهم الأخيرة مع الأمن المصرى، كانت تنشط تلك الجماعات فى شهر رمضان، بالإضافة لذلك يأتى الكشف عن 4 تنظيمات إرهابية بالآونة الأخيرة كتنظيم حزب الله وخلية الزيتون، من أهم الأسباب التى تجعل وسائل الإعلام الإسرائيلية تنشر تلك الأكاذيب.
وأشار عبد العليم إلى أن المواقع التى كانت مستهدفة من تلك الخلايا كانت مصرية، وليست لها علاقة باليهود، مضيفاً أن وسائل الإعلام الإسرائيلية دائماً لها بعد أمنى مرتبط بالموساد وأجهزة الأمن هناك. وأضاف دائماً تسعى إسرائيل إلى تلك الطريقة "الخبيثة" فى نقل أخبار مغلوطة، وهى "إسقاط الخبر على الغير"، تهدف إلى توجيه استراتيجيات سياسية ضد القاعدة. وفى كل الأحوال الأمن المصرى يتعامل مع أى تهديدات بنظرية الأمن "الاستباقى" التى يتعامل معها بأفضل الوسائل المعلوماتية والتى تفتقر إسرائيل إليها.
ووصف عبد العليم تلك الأخبار بأنها "خائبة" و"كلاسيكية" وبلا أى معلومات مؤكدة، ولو كان هذا الخبر عن إلقاء القبض على خلية للقاعدة تستهدف إسرائيليين بسيناء، لما كشفت عنها لأن أى جهاز أمنى لا يكشف عن خطواته الأمنية، بل يقوم بإجراءات أمنية سرية لحماية مواطنيه.
وأشار اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى، إلى أن مغزى الإعلان عن هذه الأمور فى الصحافة العبرية الآن، يأتى بمناسبة بدء النشر التفصيلى للتحقيقات واستجوابات خليه حزب الله، وأيضاً بعد إعلان خبر إحباط اغتيال السفير الإسرائيلى، وذلك لتحفيز الأمن المصرى وتشديد الحراسة على مقر السفير الجديد وسكنه وحماية رعاياهم بسيناء.
من جانبه قال ضياء رشوان الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمتخصص فى الجماعات الإسلامية، إنه لا يوجد تنظيم للقاعدة فى سيناء، وأنه منذ عام 2002 ومصادر إسرائيلية تتحدث عن وجود خلايا لتنظيم القاعدة فى سيناء، الأمر الذى لم تثبت صحته حتى الآن، مضيفاً بأن الثلاثة تفجيرات التى حدثت فى طابا وشرم الشيخ ودهب، تم القبض على منفذيها ولم يثبت أنهم كانوا تابعين لتنظيمات تتبع القاعدة.
وأثبت رشوان على عدم صحة هذه الأخبار، بأن أيمن الظواهرى لم يذكر ولم يتحدث عن هذه التفجيرات إلى الآن، ولم يقل، إن القاعدة قامت بشىء فى مصر، لأنه يشك بأن لا القاعدة ولا الإسلاميين التابعين لها قاموا بهذه التفجيرات، وهذا دليل على أنه لا يوجد أساس للقاعدة فى سيناء. وأضاف أن هذه الأكاذيب تأتى لإعطاء انطباع أن الجانب المصرى لا يقوم بواجباته الأمنية بصورة كاملة، وتعطى نفسها فرصه للتدخل فى الشئون الأمنية المصرية.
وفى السياق نفسه قال العميد محمود قطرى الخبير الأمنى، إنه طالما لا توجد تفاصيل فالأمر كله مفبرك لأهداف سياسية أمنية إسرائيلية. وأشار إلى أن الأمر لا يعدو تهريب أسلحة من سيناء إلى غزة فقط، ولا وجود للقاعدة هناك، لكنه أضاف مشككاً فى أن إيران تلعب دوراً فى هذا الأمر وهو تهريب السلاح.
أخبار متعلقة..
إذاعة إسرائيل: إحباط اختطاف إسرائيليين بسيناء
خبراء: مزاعم إسرائيل باستهداف مواطنيها فى سيناء واغتيال سفيرها.. كاذبة
الأربعاء، 12 أغسطس 2009 03:02 م