خبراء زراعيون: قرار أمين أباظة بحظر محاصيل الهندسة الوراثية أضاع فرصة تاريخية للاكتفاء الذاتى من القمح والذرة

الأربعاء، 12 أغسطس 2009 05:00 م
خبراء زراعيون: قرار أمين أباظة بحظر محاصيل الهندسة الوراثية أضاع فرصة تاريخية للاكتفاء الذاتى من القمح والذرة أمين أباظة وزير الزراعة
كتب سيد محفوظ ورنا ممدوح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدمة جديدة تلقاها علماء وخبراء الزراعة فى مصر، عقب صدور قرار وزير الزراعة أمين أباظة بحظر استيراد المحاصيل الزراعية المهندسة وراثيا لخطورتها على صحة الإنسان والبيئة، وأبدى الخبراء انزعاجهم من القرار، مؤكدين عدم خطورة هذه المحاصيل على صحة الإنسان، إضافة إلى دورها فى زيادة إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية.

فمن جانبه قال الدكتور أيمن أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية إن مصر فى حاجة ماسة لاستخدام هذه التكنولوجيا، وذلك بعد أن ثبت عدم خطورتها من ناحية ومساهمتها فى زيادة إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية المستخدم فيها هذه التقنية بمعدلات تتراوح ما بين 25 إلى 33% فى محاصيل القمح والذرة، مقارنة بالأصناف التقليدية من هذه المحاصيل.

وأضاف أبو حديد أنه فى ظل التحديات المائية التى تواجه مصر حاليا بسبب قلة مواردها المائية، فضلا عن سعى الدولة إلى الحد من استهلاك المبيدات، فإن الهندسة الوراثية تمتلك حلا سحريا لهذه المشكلات تساهم فى حل الفجوة الغذائية لمصر وتوفر 20% من المياه المستخدمة فى رى المحاصيل التى تستخدم الأصناف التقليدية.

وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية عن أن مصر لديها فرصة تاريخية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الإستراتيجية الهامة، ومنها القمح والذرة فى ظل الارتفاع الجنونى لأسعارهما عالميا، بالإضافة إلى تقليل معدلات الفقر بها وزيادة دخول المزارعين ورفع مستوى معيشتهم والحد من استيراد الحبوب من العالم، خاصة وأن مصر لديها إمكانيات علمية جديرة بالاحترام فى مجال تطبيقات التكنولوجيا الحيوية وتحتاج فقط لدعم ومؤازرة الجهات المعنية لاستخدام هذه التكنولوجيا.

وقال أبو حديد إن مصر تستورد سنويا 6 ملايين طن من القمح لتلبية احتياجات المواطنين من رغيف الخبز، بينما لديها الإمكانيات والكوادر العلمية التى تستنبط أصنافا من القمح مقاوما للجفاف وذات إنتاجية عالية تساعد فى الحد من استيراد القمح هو ما يستلزم من مصر أن تدخل بقوة لتطبيقات التكنولوجيا الحيوية فى الزراعة لحل مشكلة الاكتفاء الذاتى من القمح، طالما أن لديها هذه الإمكانيات العلمية الهائلة.

وأوضح أبو حديد أن تطبيق مثل هذه التكنولوجيا فى زراعة الذرة يتيح لمصر زيادة إنتاجها منه بنسبة تصل إلى أكثر من 33% عن الإنتاج بالطرق التقليدية فى الزراعة، بالإضافة إلى الحد من استهلاك المبيدات وهو ما يعنى أن المحاصيل المهندسة وراثيا آمنة وذات جودة عالية وصديقة للبيئة.

وأشار أبو حديد إلى أن استخدام التكنولوجيا الحيوية يساعد فى حل المشاكل التى تعانى منها زراعة الذرة فى مصر، وهى إصابة المحصول بآفة "الثاقبات" والتى تسبب انخفاض الإنتاجية المحصولية، بالإضافة إلى إضرار الثاقبات فى إفراز بعض السموم الفطرية الضارة بصحة الإنسان، بينما تساعد الهندسة الوراثية فى حل هذه المشكلة جذريا وتعطى إنتاجا ذا جودة عالية وبأقل سعر وأعلى عائد للمزارع المصرى.

وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية على أن استخدام المحاصيل المهندسة وراثيا يستطيع أن يقضى على العديد من المشكلات التى تواجه التوسع فى بعض الزراعات المستهلكة للمياه، مثل الأرز، حيث إن التكنولوجيا الحيوية استطاعت استنباط سلالات من الأرز قليل الاستهلاك للمياه ومقاوم للجفاف.

وأكد أبو حديد أن الخبرات الحديثة فى هذا المجال تؤكد أنها المستقبل الواعد للزراعة الحديثة فى ظل ارتفاع أسعار الوقود والتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الموارد المائية للعديد من دول العالم، مشيرا إلى أنه يطمح أن تصبح مصر الدولة رقم 24 على المستوى العالمى التى تستخدم هذه التكنولوجيا، خاصة وأنها تطبق فى العديد من الدول الكبرى والتى توجد بها أنظمة علمية فائقة مثل الولايات المتحدة والهند والصين وإسبانيا والبرازيل.

وأشار إلى أن التكنولوجيا الحيوية تستطيع أن تساعد مصر فى تحقيق أهداف الألفية العالمية وتخفيض معدلات الفقر إلى النصف بحلول عام 2015، مؤكدا أن الإمكانيات العلمية المصرية متوفرة حاليا من خلال معهد بحوث الهندسة الوراثية التابع للمركز وهو ما يضع مصر فى مصاف الدول الكبرى فى هذا المجال والدولة الرائدة فى منطقة الشرق الأوسط.

ومن جانبها نفت الدكتورة هالة عيسى أستاذة الهندسة الوراثية بمعهد الهندسة الوراثية التابع لمركز البحوث الزراعية استيراد مصر لأى محاصيل مهندسة وراثيا، وأكدت أن التجارب العلمية لم تثبت حتى الآن وجود أى أضرار مباشرة أو غير مباشرة على صحة الإنسان أو البيئة نتيجة استخدام هذه التكنولوجيا، حيث يتم إجراء اختبارات على أى منتج مهندس وراثيا قبل استخدامه، حتى لا يتكرر ما حدث بالولايات المتحدة فى الماضى بعد ظهور أعراض حساسية بعد تناول بعض الأشخاص لهذه المنتجات.

وقالت د.هالة عيسى: "أنا أتحيز للمحاصيل المهندسة وراثيا لأنها مفيدة لصحة الإنسان والبيئة، فهناك الذرة المقاومة للحشرات، فهى أقرب إلى المحاصيل الطبيعية".

ويختلف الدكتور د.محمد يحيى أستاذ الهرمونات بمعهد البساتين مع الآراء السابقة، مؤكدا خطورة تلك المحاصيل، وقال إنها مضرة جدا بصحة الإنسان، ولكنه لم يثبت حتى الآن مدى ضرر المحاصيل المهندسة وراثيا، مضيفا أن مصر لا تستورد أى محاصيل معدلة وراثيا من الخارج، ولكن ما يتم عمله هو تطبيق التكنولوجيا أو استيراد التقاوى ومبيدات وأسمدة فقط.

وقال يحيى إن الهندسة الوراثية لها خطورتها، حيث يتم تغيير البروتين فى النبات وهذا ما يؤثر سلبا على صحة الإنسان، ومثال لذلك عندما قامت شركة أمريكية بتصدير بعض حبوب الذرة المهندسة وراثيا للهند أصيب معظم من أكلوا تلك الذرة بفشل كلوى، مشيرا إلى أن معظم الدول الأوروبية منعت استخدام الهندسة الوراثية فى الزراعة.

"الزراعة": منع استيراد المحاصيل المهندسة وراثيا






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة