أصدرت مؤسسة حرية الفكر والتعبير اليوم، الأربعاء، التقرير النصف سنوى الأول حول حرية الفكر والإبداع فى مصر خلال الفترة من يناير وحتى يونيه 2009، ويتناول توثيقا لأوضاع حرية الفكر والإبداع فى مصر، وأهم التطورات التى شهدتها خلال الفترة من يناير إلى يونيه 2009، ويقدم هذا التقرير عرض للحماية الدستورية لحرية الفكر والإبداع والتزامات الحكومة المصرية بموجب الاتفاقيات الدولية التى صدقت عليها، وكذلك تناول بعض الملاحظات على البنية التشريعية المصرية من خلال القوانين والقرارات المنظمة للرقابة على حرية الفكر والإبداع.
ويتضمن التقرير عرضا لأهم الأحكام القضائية والمحاكمات الصادرة خلال النصف الأول من هذا العام والمتعلقة بحرية الإبداع والفكر، ويلاحظ التقرير بقلق بالغ استمرار مسلسل قضايا الحسبة، وخطوة هذه القضايا التى تلاحق المفكرين والمبدعين، ويستعرض التقرير أبرز هذه الأحكام، ومنها حكم محكمة القضاء الإدارى بإلغاء ترخيص مجلة "إبداع" بدعوى نشرها قصيدة "مشينة للذات الإلهية" ثم حكم المحكمة الإدارية العليا بإعادة المجلة للصدور مرة أخرى، وحكم محكمة القضاء الإدارى بعدم قبول الطعن بوقف وغلق نشاط شركة الموجز للصحافة والطباعة والنشر، وكذلك حكم محكمة جنح العدوة بالمنيا حكمها حضوريا بإدانة منير سعيد حنا مرزوق ومعاقبته بالحبس مع الشغل لمدة ثلاث سنوات وكفالة قدرها مائة ألف جنيه.
كما أكد التقرير على استمرار تدخل الأجهزة الإدارية فى فرض سلطتها فى الرقابة على الإبداع، مثل فيلم طالبة معهد الفنون المسرحية روجينا بسالى "ملكية خاصة" والذى حصلت عليه المؤسسة على صورة من خطاب رفض الإدارة المركزية على المصنفات السمعية والبصرية "الإدارة العامة للرقابة على الأفلام والفيديو للفيلم"، وسيناريو فيلم " قلب نظام الحكم " والذى اشترطت الرقابة تغيير اسمه للحصول على الترخيص، وكذلك رفض المعالجة المقدمة لفيلم "تحت النقاب" تحت زعم أنه يتنافى مع قيم وقوانين وأخلاقيات المجتمع المصري.
كما كشف التقرير عن غياب استقلال الإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية "وزارة الثقافة" تجاه الأجهزة الأمنية والجهات السيادية، وهو ما أظهره التقرير من خلال وقائع فيلمى "دكان شحاتة" للمخرج خالد يوسف و "أولاد العم" للمخرج شريف عرفه، والجزء الثانى من فيلم "نمس بوند".
ويحذر التقرير من استمرار إخضاع الأعمال الإبداعية والفكرية لمعايير دينية، فقد رصد التقرير قيام جبهة علماء الأزهر، وهى جمعية أهلية بإصدار بيان لوقف عرض فيلم "دكان شحاتة"، وكذلك قيام محامين بتوجيه إنذارا لكل من رئيس الوزراء ووزير الثقافة وشيخ الأزهر ونقيب المهن التمثيلية والفنانة إلهام شاهين، والفنان أحمد الفيشاوى، والمخرجة كاملة أبو ذكرى، لمطالبتهم بوقف تصوير فيلم "واحد صفر" ومنع التصريح بعرضه وسحبه من دور العرض، لأنه يمس العقيدة المسيحية، كذلك أعربت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن استيائها لفوز الدكتور يوسف زيدان بالجائزة العالمية للرواية العربية وهى النسخة العربية من جوائز بوكر البريطانية للأدب، وذلك عن رواية عزازيل وقام الأنبا بيشوى سكرتير المجتمع القدسى بتأليف كتاب عنوانه "الرد على البهتان فى رواية يوسف زيدان"، والكتاب يقوم بمحاسبة المؤلف والرواية على أساس معايير دينية.
ورصد التقرير انفراد رؤساء تحرير بعض الصحف المملوكة للدولة بالقيام بدور الرقيب ومنع نشر مقالات لبعض الكتاب ومنها واقعة جريدة الجمهورية والتى قام رئيس تحريرها بحذف مقالى سعد هجرس رئيس تحرير جريدة العالم اليوم، والصحفى، يحيى قلاش، بسبب انتقادهم أداء الصحف القومية بجريدة الدستور، وهو ما تكرر مع أحمد السيد النجار الخبير الاقتصادى بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عندما قام رئيس تحرير الأهرام بمنع نشر مقاله فى عدد 15/5/2009 بسبب انتقاده لسياسة الأهرام فى مقال بجريدة الدستور.
كما رصد التقرير بعض القضايا المتعلقة بالفتاوى خلال فترة التقرير والتى كان من أبرزها فتوى إهدار دم الفنان عادل إمام بسبب تصريحاته ضد حماس أثناء الحرب على غزة.