وصف ممدوح، إسماعيل محامى الجماعات الإسلامية، تصريحات الدكتور أحمد راسم النفيس لليوم السابع بوجود تحالف سعودى إسرائيلى ضد شيعة مصر بأنها "تخاريف وسمك لبن تمر هندى".
وقال إن مشكلات الشيعة فى المنطقة ليست وليدة اللحظة، وإنما "مؤامراتهم" يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف عام، وأنهم يحاولون خلط الأوراق للتعمية على ماضيهم التآمرى.
ووصف إسماعيل الشيعة بأنهم "أخبث من يلعبون بالسياسة"، مشيراً إلى أن شيعة إيران دخلوا العراق على الدبابات الأمريكية، وأن المعارضة الشيعية العراقية عميلة للمخابرات البريطانية، وقال إن نائب رئيس الجمهورية الإيرانية السابق لم يخجل من القول بأنه "لولا المساعدات الأمريكية ما دخلنا العراق ولا أفغانستان"، مشيراً إلى أن الشيعة تحالفوا مع الشيطان من أجل إحكام سيطرتهم وتأسيس دولتهم الشيعية فى العراق رغم أنف العراقيين، وذلك لتنفيذ جزء من مخططهم فى السيطرة على المنطقة.
وأضاف "لا ننكر أن نظام صدام حسين استبدادى، لكن الشيعة هم المسئولون عن حمامات الدم التى تسال فى العراق حالياً"، مشيراً إلى أن تاريخ الشيعة فى المنطقة خلال الخلافة الإسلامية ملىء بسفك الدماء، وأنهم السبب فى دخول العثمانيين إلى مصر بسبب تحالفهم مع الدولة الصفوية فى إيران، مما اضطر العثمانيين للتدخل بأنفسهم لكف الشيعة عن التحالف مع الصفويين، ووقف مؤامراتهم، وفتنهم.
وأوضح أن الشيعة فى كل مكان فى العالم يدينون بالولاء لولاية الفقيه فى إيران، وأن راسم النفيس نفسه أكد علناً أنه "يسمع كلام خمانئى"، مشيراً إلى أن الوثيقة الأساسية لتأسيس حزب الله فى لبنان تقر بولائها لولاية الفقيه.
وقال ممدوح إسماعيل محامى الجماعات الإسلامية إن الشيعة فى الأماكن التى لا يشعرون فيها بالنفوذ يدخلون بغطاء فكرى ويظهرون أنه ليس لهم أطماع فى السلطة، وأنهم لا يستخدمون العنف، حتى إذا تمكنوا وأصبحت لهم قوة ونفوذ فإنهم يظهرون وجههم الحقيقى.
وأضاف أن ذلك هو ما تقوم به الجماعة الشيعية فى مصر حالياً، مشيراً إلى أن إعلانهم عن تأسيس جمعية للشيعة فى مصر هو نوع من استغلال الاتفاقات الدولية، وشعارات حرية الفكر والعقيدة حتى يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم، مشيراً إلى أن النظام الإيرانى حين فشل فى تصدير الثورة لدول المنطقة، لجأ إلى مبدأ التقية، وهو الذى يتبعه عملاء النظام الإيرانى فى الكويت والبحرين والسعودية ومصر.
وانتقد ممدوح اسماعيل الربط بين الجماعات الإسلامية وتحالفات الدولة لمواجهة إيران، وقال إن ما يقوم به النفيس هو "خلط للأوراق بغرض التشويه"، لأن هناك فرقا بين أصحاب العقيدة الذين يواجهون الشيعة حفاظاً على هذه العقيدة، وبين التحالفات التى تعقدها الدولة حفاظاً على الأمن القومى، فتحالفات الدولة تتغير حسب المصالح والتوازنات، أما أصحاب العقيدة فموقفهم ثابت لا يتغير.
وأشار إلى أن النفيس وغيره من الشيعة يستخدمون التقاطعات التى تحدث أحياناً بين موقف الجماعات الإسلامية والحكومة بغرض التشويه وإظهارنا فى موقف المتحالف مع أمريكا وغيرها على غير الحقيقة، بينما إيران هى التى تتحالف مع الأمريكان، وهذا أمر معروف ومعلن بصرف النظر عن العنترية التى يدعيها أحمدى نجاد.
وتساءل: كيف يمكن لجماعة مضطهدة من الحكومة أن تتحالف معها؟، مشيراً إلى أن الآلاف من أعضاء الجماعة الإسلامية فى السجون والمعتقلات، بينما لا يتعدى الشيعة المحبوسون عدد أصابع اليد الواحدة.
ومن جهته أكد ضياء رشوان الباحث المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية أن التراشق بالعمالة بين الطرفين الشيعى والسنى "كلام فارغ" لا أساس له على أرض الواقع، وأنها مجرد معركة سياسية بدأت فى العام 2005 وأول من أشار إليها هو الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن، ثم تلاه الرئيس مبارك حين قال إن ولاء الشيعة ليس لبلدهم.
وقال رشوان إن ذلك كان مرتبطاً بالمأزق الأمريكى فى العراق، ولأن مصر والسعودية والأردن يعتبرون أنفسهم حلفاء للولايات المتحدة، فإن كل ما يؤرق الإدارة الأمريكية يعتبرونه خطراً عليهم أيضاً.
وأضاف رشوان أن إيران ليست بحاجة لنشر المذهب الشيعى حتى تحكم سيطرتها على المنطقة، لأن بإمكانها استخدام تواجدها العسكرى فى العراق لبسط نفوذها، وقال "عساكر أمريكا تحت أقدام إيران فى العراق فلو شاءت إشعال حرب حقيقية لفعلت ذلك بسهولة".
وأكد أن الصراع القائم حالياً هو صراع سياسى وليس له أساس مذهبى، وأن اتهامات الشيعة للسنة بأنهم طرف فى تحالف إسرائيلى سعودى هو مجرد رد فعل لاتهامات السنة لهم بأنهم ينفذون مؤامرة إيرانية.
انقسام حول ادعاءات "النفيس" بوجود تحالفات بين السعودية وإسرائيل ضد شيعة مصر
الأربعاء، 12 أغسطس 2009 07:50 م
تصريحات النفيس أثارت جدلاً واسعاً
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة