نيويورك تايمز: حل الدولتين.. استمرار للصراع الإسرائيلى- الفلسطينى

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009 05:09 م
نيويورك تايمز: حل الدولتين.. استمرار للصراع الإسرائيلى- الفلسطينى يرى كاتبان فى جريدة نيويورك تايمز أن مبدأ الدولتين لن ينهى الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً تحليليًّا للكاتبين حسين أغا وروبرت مالى يتحدث عن عملية سلام الشرق الأوسط ومبدأ حل الدولتين الذى يراه الكاتبان حلاً لا طائل أو جدوى منه فإلى نص المقال:

ألمح خلال الأسابيع الأخيرة كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نيتانياهو ورئيس مكتب حماس السياسى، خالد مشعل أن الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس الإسلامية على أتم استعداد لقبول ما رفضوه دائماً والمتمثل فى حل الدولتين، وكان هذا الإجماع فى الآراء أكبر دليل على فقدان مبدأ حل الدولتين لمعناه الحقيقى، الذى بات مجرد شعار فارغ منفصل تماماً عن القضايا الشائكة المفترض أن يحلها، فالجميع يستطيع التشدق بـ"نعم" لأنها أصبحت لا تقول أو تتعهد بشىء بينما أصبح قول "لا" مكلفاً للغاية؛ إذاً قبول حل الدولتين ما هو إلا استمرار للصراع الإسرائيلى- الفلسطينى وإن كان بطريقة مختلفة.

انصاع نتانياهو للضغوط الأمريكية، وقبل على مضض مبدأ إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولكنه اشترط تجريدها من سيادتها الحقيقية، فدولة فلسطين يجب أن تكون دولة منزوعة السلاح لا تسيطر على حدودها أو مجالها الجوى، بالإضافة إلى بقاء خضوع القدس إلى السيادة الإسرائيلية، وعدم السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى إسرائيل، ما فعله نتانياهو كان التشديد على المحاذير بدلاً من تقديم التنازلات الحقيقية.

أما بالنسبة لحماس، الاعتراف بإسرائيل كان ومازال أمراً محرماً، على الرغم من تلميح الحركة مؤخراً بأنها قد تقبل وجود إسرائيل كأمر واقع وترضخ لإقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة، ولكنه أصبح الآن أكثر من مجرد تلميح.

وأثار خطاب الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، إلى العالم الإسلامى من القاهرة فى 4 يونيو الماضى مزيجا من الترقب والتخوف بين قادة حماس، فأوباما انتقد الحركة ولكنه لم يصفها بالإرهابية وهو ما منحهم شعورا جديدا بالأمل، كما جاء اعترافه بأن الإسلاميين يتمتعون بتأييد بعض الفلسطينيين واعداً، ولكنه فى الوقت نفسه عزز فكرة أن الحركة الإسلامية لن تستطيع الهروب من التقيد الدولى دون خيانة معتقداتها الأساسية.

وكان نتيجة هذا أن حماس التزمت بالحكمة المقبولة دوليًّا والمتمثلة فى إقامة دولة فلسطينية بين حدود 1967، هذا العام الذى احتلت فيه إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشأنها شأن إسرائيل، سبقت حماس تنازلاتها بالمحاذير، حيث طالبت بالانسحاب الإسرائيلى الكامل، والسيادة الفلسطينية الكاملة واحترام حقوق اللاجئين.

إذاً خطاب المعسكرين المتبارزين تحدث عن شىء أعمق وأكثر انفصالاً من مبدأ الدولة الفلسطينية؛ نتانياهو يشترط الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ويؤكد أن الصراع بدأ قبل احتلال الضفة الغربية وغزة، ويرفض الفلسطينيون فى المقابل الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، ويدافعون عن حقوق اللاجئين.

ويرى الكاتبان فى نهاية مقالهما أن التركيز كان منصبا لسنوات طويلة على مسألة الدولة الفلسطينية المستقبلية، وحدود هذه الدولة وقواها، ولكن قلب هذا الصراع لا ينحصر فى كيفية تعريف الدولة الفلسطينية، وإنما فى كيفية تعريف الدولة الإسرائيلية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة