براء الخطيب

إما دولة أو لا دولة !!

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشترك كل المصادر التى رجعت إليها وأخذت منها كل المعلومات والبيانات التى سوف أذكرها هنا على أن مفهوم الدولة فى بساطة وتلخيص غير مخل على أن "الدولة" هى الصورة المعاصرة للمجتمع والتى وافقت عليها كل الدول الأعضاء فى هيئة الأمم، ويمكن القول بتعريف الدولة على أنها هى "مجموعة من البشر يرتبطون فيما بينهم بروابط معينة، ويقيمون على إقليم معين ويخضعون لنظام وسلطة معينين"، وعلى هذا تتكون الدولة من "الشعب"، و"الإقليم"، "والسلطة"، وهذه المكونات قائمة فى كل "الدول"، وفى حالة وجود هذه المكونات مجتمعة توجد "الدولة" وفى حالة عدم وجود أى مكون منها، لا توجد "دولة" ولا يمكن إطلاق مصطلح "دولة" عليها ويمكن أن نسميها أى اسم آخر مثل "كيان" أو"تجمع" أو"جماعة" أو"مجتمع" وغيرها من الأسماء وإن اختلفت هذه المكونات فى الحجم أو المساحة أو عدد السكان– حتى لو كان حجم الدولة لا يزيد عن مجرد حجم قناة فضائية.

وأحد الأركان الأساسية للدولة هو"الشعب" وهو الركن الأول الذى تقوم عليه "الأمة" إذ يصعب تصور "دولة" بدون "شعب" و"الشعب" هو مجموعة من الأفراد- على اختلاف أديانهم وعقائدهم- يقيمون فوق "إقليم" الدولة ويرتبطون بها برابطة سياسية وقانونية تعرف بالجنسية فلا يوجد فى "الشعب" الواحد فى "الدولة" الواحدة "شعب مسلم" أ و"شعب مسيحى" أ و"شعب يهودى" ففى الدولة الواحدة لا يوجد إلا "شعب واحد" يعتنق بعض أفراده "الإسلام" وبعض أفراده "المسيحية" أو أديان مختلفة ويؤمنون بعقائد متباينة مهما اختلف حجم وعدد الأفراد فى كل دين فإنه لا يحصل على أية امتيازات أو يحرم من أية امتيازات مهما زاد أو قل عدد السكان ومهما تعددت دياناتهم فلا يؤثر على وجود الدولة من الناحية القانونية فقد لا يتعدى حجم السكان بعض الآلاف كما هو حال جزيرة نور والتى لا يزيد عدد سكانها عن ثمانية آلاف يعتنقون ديانات وعقائد مختلفة أو بعض الدول فى المحيط الهندى مثلا كجزر القمر وغيرها وقد يتعدى عدة مئات من الملايين كما هو الحال فى الصين والولايات المتحدة مثلا.

كما يختلف "مفهوم الشعب" عن "مفهوم الأمة"، ذلك أن مفهوم الأمة كظاهرة سيكولوجية واجتماعية وتاريخية نتيجة تطور روابط مادية وروحية ترسخ الشعور لدى أفراد الجماعة بالتميز عن أفراد التجمعات البشرية الأخرى فيمكننا القول بوجود "الأمة المصرية" و"الأمة السورية" و"الأمة العراقية" كما يمكننا القول بوجود "الأمم العربية" التى تتكون من "الأمة المصرية العربية" و"الأمة السورية العربية" و"الأمة العراقية العربية" أما مصطلح "الأمة العربية" فهو مصطلح مراوغ ومضلل، وللحديث فى هذا وقت آخر، وإذا كان "الإقليم" يعتبر الإطار المادى الجغرافى من الأرض التى تمارس فيها "الدولة" سيادتها وسلطتها على الأفراد، كما لا يمكن تصور "دولة" بدون "شعب" فلا يمكن تصور "دولة" بدون "إقليم" ويشمل "الإقليم" أو"الوطن" الإقليم البرى والبحرى والجوى فهو يشمل اليابسة وما فوقها من مرتفعات هضاب وأنهار، وما يضمه فى أعماقه من مياه جوفية ومعادن وثروات باطنية وما أحاط به من مياه إقليمية وما علاه من مجال جوى ولا يشترط فى مساحة الإقليم أن تكون موحدة أو مجزاة ولا أن تكون كبيرة أو صغيرة ولكن يشترط أن تكون لها حدود واضحة المعالم معترف بها بغض النظر عن طرق رسمها أكانت طبيعية أو اصطناعية أو وهمية فإن عملية رسم وتعيين حدود "الإقليم" تعد عنصرا أساسيا فى استقرار "الدولة" واستقرار سكانها، حيث ارتبطت هذه العملية بتطور الخرائط ونظرا لأهمية "الإقليم" فى وجود "الدولة" ككيان مستقل ثار الخلاف بين الفقهاء والسياسيين حول علاقة "الدولة" بإقليمها الذى هو"الوطن" فالبعض يرى أنها علاقة ملكية حيث يعتبر "الإقليم" ملكا "للدولة" وهناك اختصاصاتها والحيز الجغرافى الذى تسرى فيه قوانينها ومن الصعوبة بالتأكيد تعريف "السلطة" فهى تحكم كل العلاقات والمؤسسات الاجتماعية وتلازم الإنسان من المهد إلى اللحد وهى التى تمثل "الدولة" وبالرغم من ذلك ينسب إليها أشياء وأفعالا كالإنسان الفرد تماما رغم أن الأشياء والأعمال إنما يقوم بها القائمون على الحكم والمسئولون فى المجتمع وهم بشر أدت بهم ظروف متعددة ومتداخلة إلى أن يتولوا زمام الأمور فى المجتمع، حتى أن الأشياء والأعمال التى يقومون بها بصفتهم حكاما ومسئولين لا تنسب إليهم بأشخاصهم وذواتهم مثلما كان فى الماضى فى ظل حكم الفرد المطلق، حيث كانت "الدولة" تختلط فى شخص "الحاكم"، مثلما كان "لويس الرابع عشر" ملك فرنسا يصرخ دائما: "الدولة هى أنا" حيث أخذ بعض الحكام صرخته دستورا لهم فى سلطتهم وتسلطنهم، فلا يوجد شىء اسمه "دولة مسيحية" ولا "دولة إسلامية" ولا "دولة يهودية" ولا "دولة مدنية" ولا "دولة دينية" ولا "دولة علمانية" فهذه كلها "مصطلحات" أدبية إعلامية أيديولوجية اخترعها أصحابها لأسباب متعددة فقط تخص صراعاتهم السياسية على السلطة، فقط يوجد "دولة" لها "إقليم" واحد و"شعب" واحد و"سلطة حكم" واحدة وغير هذا لا توجد "دولة" ويمكن للمتصارعين فى السياسة على السلطة إعلاميا أو عقائديا أو أيديولوجيا أن يجدوا لأنفسهم مصطلحا آخر فحقيقة الأمر يجب أن تكون ثمة "دولة" أ و"لا دولة".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة