سيد رزق

"فحت وردم"

الإثنين، 10 أغسطس 2009 10:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أستطيع فهم سر ثورة "الفحت والردم" التى عمت البلاد طولا وعرضا فجأة ودون سابق إنذار، أو حتى ترتيب منطقى، يسمح للحياة بأن تسير فى أغلب شوارع مصر وقراها وحتى نجوعها.، هناك شلل فى القلب والأطراف، وإن سألت؛ ولابد أن تسأل؛ حيث لا عنوان، أو إشارة، أو معنى لمن "يفحتون" ولماذا؟!
سيقولون لك هذا "الفحت" للمجارى، وذاك لمياه الشرب، وثالث لتوسيع طريق، ورابع لتجديد رصيف، وخامس لإصلاح نفق، وسادس لبناء سور، وسابع لتعديل مسار، وثامن وتاسع، للدرجة التى بات فيها الناس يشعرون بأن "الفحت والردم" أصبح هدفا وغاية!.

البلاد كلها من أسوان إلى الإسكندرية "مفحوتة" والسبب المعلن هو البنية الأساسية..؟! تلك التى كانت ومازالت عنوان حكم الرئيس مبارك بإطلاق منذ العام 1981 وحتى الآن؟! لماذا تهاوت، و أين ذهبت المليارات التى يصعب حصرها، وقالوا لنا إنهم أنفقوها عليها؟ ولماذا أنفقناها بقصر نظر غريب، حتى " نفحت" اليوم مارد مناه بالأمس؟ ومن هو ذلك العبقرى المسئول عن "الفحت" العشوائى البعيد كل البعد عن الفهم والإدراك لمتطلبات البشر اليومية، فى أن يجدوا طريقا أو شارعا يستطيعون السير فيه دون ارتباك، سواء فى النهار أو الليل؟ ولماذا "يفحتون" ولا يردمون؟ وإن "فحتوا" ففى منتصف الطريق الذى يضيق على اليسار وعلى اليمين، ليصبح بحاجة إلى قرود أو بهلوانات ليفلتوا منه، وإن ردموا ينصبون فخاخا للجميع، تاركين البشر كما الحيوانات لأقدارهم، ولأجل غير مسمى فى إصلاح ما أفسدوه، ونكتشف فجأة أن الطرقات، والمياه، وشبكات الصرف الصحى، تحولت من معين لنا على الحياة، إلى قاتل مع سبق الإصرار والترصد، يقتنص حياة البشر، ومن خلفهم بالطبع متواطئ وفاسد ومسئول فى هذا البلد المنكوب.

أعرف مليارديرا مصريا من أيام الفقر وضيق الحال قبل سفره إلى أوربا، عاد من الغربة بعد ما يقرب من 20 عاما بأمواله وأحلامه ليعيش هنا نهائيا، ولم يفكر يوما فى الديمقراطية، أو تدول السلطة، ولا حقوق الإنسان أو التوريث، فقط شاهد "الفحت" والقبح فى كل مكان ليقرر أن يغادر نهائيا من وطن "مفحوت" ملخصا الحياة فى مصر وفى كلمات ثلاث بأنها "لم تعد تطاق"، هرب من بلد طالته يد "الفحت" بلا رحمة، ولا يعرف أحدا إلا الله متى سينتهى كل هذا "الفحت" الذى طال كل حياتنا؟!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة