وسط اهتمام وزارة الثقافة بإقامة مؤتمرات للشعر والرواية والقصة القصيرة والشعر، يعانى مؤلفو المسرح من تجاهل فن الكتابة المسرحية، وهو ما أدى إلى تراجع هذا النوع من الساحة الإبداعية.
كتاب مسرح أدلوا بآرائهم فى أسباب تراجع الكتابة المسرحية لليوم السابع.
"كتاب المسرح هجروه واتجهوا للتلفزيون، لأنه أربح بكثير"كلمات يرصد بها الدكتور حاتم حافظ، المدرس بأكاديمية الفنون، الحالة التى وصلت إليها الكتابة المسرحية الآن، فالفن الذى بدأ فى منتصف القرن التاسع عشر فى محاولة لتجسيد وتمثيل واقع أى مجتمع من الناحية السياسة والاجتماعية والاقتصادية.. عزف عنه كثير من الكتاب واتجهوا للكتابة التلفزيونية بحثا عن العائد المادى.
حافظ يعتبر أن سبب هذا الغياب والتراجع من قبل كتاب المسرح فى الفترة الأخيرة، عدم وجود من يقود الحملات الدعائية لأعمالهم مقارنة بكتاب الروايات والقصص القصيرة وما يلاقونه من دعم من جانب وزارة الثقافة ودور النشر المختلفة.
وعن فكر الجيل الصاعد واتجاهه لهذا النوع من الكتابة الأدبية يقول حافظ: "تفكير الطلبة فى المعهد الآن مقتصر على الاتجاه لكتابة الأعمال الدرامية والست كوم، لأنه من وجهة نظرهم تلك الأعمال يصلون من خلالها بسرعة أكبر للشهرة والعالمية، أما كتاب المسرح يظلون عشرات السنين فى مكانهم ولا أحد يعلم أى شىء عنهم".
وأشار حافظ لطرق بعث الروح فى فن كتابة المسرح من جديد، ومنها تنظيم المسابقات لكتاب المسرح الشباب وتقديم الجوائز المادية لتحفيزهم وتشجيعهم على الاستمرار، بالإضافة إلى تحويل النصوص المكتوبة لأعمال مسرحية وترشيح كبار المخرجين لتنفيذها.
الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم تقول: "جاء الاهتمام بالرواية والقصص القصيرة وأشكال الأدب الأخرى الآن كنتيجة طبيعية لتشجيع فن السرد وتعبيره عن المتطلبات السياسية والاجتماعية وهذا ما غاب عن الفن المسرحى فى الفترة الأخيرة.
وتفسر رشا حالة تراجع الكتابة المسرحية فى الوقت الحالى، بأنها تعود للجمهور المتلقى الذى يربط دائما فكرة النص المسرحى بالعرض المرئى، ومن الصعب أن نطلب من الجمهور الآن قراءتها فقط على عكس الرواية والشعر، لذلك لا تلقى كثيرا من الأعمال الاهتمام وتظل فى طى النسيان.
وعن محاولات تنشيط هذا النوع من الكتابات تقول رشا، إننا بحاجة لتنظيم العديد من المسابقات والمهرجانات فى كثير من الدول العربية ومصر لاختيار أفضل مؤلف شاب وأحسن نص مسرحى مكتوب، وهذا أيضا ما أكده عصام السيد مدير الإدارة العامة بمسرح قصور الثقافة، كما أشار لأهمية الورش التدريبية بهيئة قصور الثقافة التى يتم فيها تدريب الطلاب على كيفية الكتابة المسرحية ويتم اختيارهم على أساس الموهبة.
الكاتب المسرحى باسم شرف، قال إننا بحاجة لإعادة هيكلة الأجهزة والمجالس التى لها علاقة بالمجال المسرحى وتسليط الأضواء على الكتاب الشباب المغمورين.